بين التصعيد والحوار.. انقسام داخل إيران بشأن التعامل مع التوترات فى الخليج.. نجاد المتشدد يدعو للحوار المباشر مع ترامب.. وشريعتمدارى المقرب من خامنئى يرفع شعار الانتقام من بريطانيا

الأحد، 21 يوليو 2019 02:00 م
بين التصعيد والحوار.. انقسام داخل إيران بشأن التعامل مع التوترات فى الخليج.. نجاد المتشدد يدعو للحوار المباشر مع ترامب.. وشريعتمدارى المقرب من خامنئى يرفع شعار الانتقام من بريطانيا انقسام داخل إيران
كتبت: إسراء أحمد فؤاد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

أجواء توتر تعيشها إيران مع الغرب، ألقت بظلالها على المياه الإستراتيجية فى الخليج العربى.

واستغلت طهران كارت مضيق هرمز الذى تحكمه قوانين ملاحة دولية، للتحرش بحاملات الطائرات الأمريكية فى الخليج تارة، وعرقلة حركة ناقلات النفط تارة أخرى، غبر سياسة المكايدة مع خصومها لاسيما بريطانيا التى احتجزت ناقلة تابعة لها فى مضيق جبل طارق انتهكت العقوبات الأوروبية على سوريا، كل هذه الأحداث أدت إلى نقاشات حادة فى الداخل الإيرانى وأفرزت آراء متعددة حول ملف العلاقات مع الغرب.

 

الانقسام بدا واضحا داخل إيران حيال التصعيد الذى تقوده جماعات متشددة داخل البلاد هى نفسها التى تهيمن على مفاصل السلطة، تنوعت الأراء بين الانتقام ومواصلة سياسة المواجهة لخصوم طهران أو الحوار وتقديم بعض التنازلات، كان أغربها رد فعل الرئيس السابق المتشدد محمود أحمدى نجاد الذى دعا المسئولين الإيرانيين للدخول فى حوار مباشر مع الرئيس الأمريكى دونالد ترامب.

 

photo6024106960728731713
 

لكن المفارقة أن نجاد الذى اتهم بالمشاركة فى حادث اقتحام طلاب متشددين السفارة الأمريكية فى طهران 1979 وقت صعوده لحكم إيران، أكد فى مقابلة مع صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، على ضرورة تسوية الخلافات بين الولايات المتحدة وإيران التى بدأت منذ 40 عاما عقب واقعة احتجاز الرهائن الأمريكية داخل مقر سفارة واشنطن.

 

ورأى أن الخلافات مع أمريكا أبعد من الملف النووى الإيرانى أو الاتفاق النووى.

 

وأكد الرئيس الإيرانى السابق الذى تولى رئاسة إيران لفترتين متتاليتين (2005-2013)، وانتهج سياسة متشددة تجاه أمريكا، على ضرورة إجراء حوار مع الولايات المتحدة حول القضايا محل خلاف، معتبرا أن ذلك سيصب فى صالح الشعبين الأمريكى والإيرانى على المدى البعيد والبلدين أيضا.

 

وقال نجاد إن ترامب رجل عملى، ورجل أعمال، لذا فهو قادر على حساب تكلفة وأضرار اتخاذ القرار. خاطبه قائلا "لنحسب تكلفة (الصراع والتعاون) بين البلدين على المدى البعيد ولا نكن ضيقى الأفق".

 

ودعا بلاده للتتوقف عن سياسة التواصل عبر الوسطاء الأوروبيين للتأثير على ترامب، وعليها الدخول فى محادثات مباشرة معه.

 

وقال أن التعاون المتبادل بين إيران وأمريكا سيصب فى صالح السلام العالمى والاقتصاد والثقافة، وأشار إلى أن واشنطن ترغب فى اجراء حوار بشأن قضايا أوسع من الاتفاق النووى وأهم من مواصلة الاتفاق حياته، قائلا "نحن بحاجة لحوار شامل فى كافة المجالات".

 

وكشف نجاد عن 3 رسائل بعث بها لترامب، الأولى كانت فى فبراير 2017، وبعث له تهنئة على توليه رئاسة الولايات المتحدة، والثانية كانت فى يناير 2018، ورسالة أخرى بعد شهر من انسحابه من الاتفاق النووى، والثالثة كانت الشهر الماضى عقب تشديد التوتر بني البلدين.

 

وقال أنه على ترامب أن يبادر ببدء الحوار، ويغير طريقة الضغوط القصوى على بلاده.. وأن المحادثات يجب أن يجرى فى مناخ أكثر هدوء واحتراما.

 

نجاد لم يكن الشخص المنتمى للتيار المحافظين الوحيد الذى دعا للمرونة مع الولايات المتحدة،  فالقيادى في الحرس الثوري حسين علايى القائد الأسبق للقوات البحرية للحرس، عندما دعا ترامب للتفاوض دون شروطـ، قال أنه ينبغى على إيران اعلان استعدادها للتفاوض.وأضاف فى مقابلة مطلع يوليو الجارى، عندما اقدمت واشنطن على الانسحاب من الاتفاق النووى كان ينبغى عليها الدخول فى مفاوضات مع واشنطن للحيلولة دون انسحابها.

 

13920425215211207845314
 

 

ويأتى مجتبى ذو النور رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى على رأس النواب الذين دعوا لطاولة التفاوض بشرط أن ترفع الولايات المتحدة العقوبات وتعود للاتفاق النووى. وقال أن باب التفاوض لا يزال مفتوحا لكن ضمن إطار الاتفاق النووي.

 

ورغم دعوات ابداء المرونة والدخول فى مفاوضات، جاء حسين شريعتمداري رئيس تحرير صحيفة كيهان الإيرانية التابعة للتيار المحافظ والمقرب من المرشد الأعلى، لتدعو للتصعيد فى الأزمة الحالية فى مضيق هرمز، ودعا المسئولين لكشف الأسباب الحقيقة وراء توقيف ناقلة النفط البريطانية هى الرد على احتجاز ناقلة نفط ايرانية فى مضيق جبل طارق، وليست مخالفة القوانين ودخول مسار مخالف وإطفاء أجهزة التتبع.

 

وقال شريعتمداري المتشدد فى مقاله اليوم بصحيفة كيهان التابعة للتيار المتشدد، تحت عنوان " لا مجاملة فى الانتقام" أن إيقاف الناقلة البريطانية كان اجراء مماثل ورد فعل انتقامى على ايقاف ناقلة النفط الإيرانية  "جريس1" مطلع الشهر الجارى فى مضيق جبل طارق الشهر.

 

وأضاف: حتى لو كان قامت الناقلة البريطانية برعاية قوانين الملاحة الدولية بحذافيرها، لإحتجزتها أيضا القوات البحرية للحرس الثورى، معتبرا أن الاتيان بأسباب إيقافها هو تجاهل لما أسماه حق إيران القانونى فى القيام باجراء مماثل.

 

D_-aiwJWsAAlKmO

 

وزعم شريعتمداري الذى تربطه علاقة وثيقة بالمرشد الأعلى والمعروف بأراءه النارية تجاه الغرب، أن المواد الـ17 وحتى 23 من قانون جنيف لسنة 1958 وقانون جامايكا لسنة 1982 المتعلقة بالملاحة الدولية، تمنح إيران حق إغلاق مضيق هرمز أمام السفن التى تتجاهل مصالح البلاد.

 

واعتبر شريعتمداري أن خطوة بلاده كانت انتقاما من بلد اقدم على خطوة معادية، داعيا بلاده للإعلان دون مجاملة "أننا أوقفنا الناقلة البريطانية كإجراء مماثل وليس لمخالفتها القوانين" على حد تعبيره.







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة