أفريقيا أرض الأساطير.. دروجبا صنع المجد فى أوروبا وحرمه الفراعنة من التتويج بالكان

الثلاثاء، 02 يوليو 2019 12:01 م
أفريقيا أرض الأساطير.. دروجبا صنع المجد فى أوروبا وحرمه الفراعنة من التتويج بالكان ديديه دروجبا
صابر حسين

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

بدأت حكايته فى بطولة أمم أفريقيا 2006، عندما عاد الإيفواريون بجيل جديد قادر على التواجد بين عمالقة القارة السمراء، خصوصاً بعد الغياب عن نسخة 2004 التى أقيمت بتونس، وبالفعل تمكن "ديديه دروجبا" من قيادة كتيبة إيفوارية مدججة بالنجوم للوصول إلى نهائى الكان، ولكن سرعان ما اصطدم حلمه بطموحات الجيل الذهبى للفراعنة فى ذلك الوقت. 

فى ليلة لم تنم فيها القاهرة ومحافظات مصر، احتشدت الجماهير فى مدرجات استاد القاهرة، وعلى المقاهى وأمام شاشات التلفاز، لدعم منتخب الفراعنة فى نهائى أمم أفريقيا 2006 أمام منتخب كوت ديفوار "الطموح" والذى يضم عدداً من المواهب الشابة، أبرزهم دروجبا ويايا توريه وغيرهم، ووصلت المباراة إلى ركلات الترجيح وتألق خلالها الحارس الأسطورى عصام الحضرى الذى تصدى لركلتين ومنح مصر اللقب الأفريقى وأجهض الحلم الإيفوارى فى التتويج بالكأس، ووصفه دروجبا قائلا، "الحضرى أسطورة، وهو من أفضل الحراس الذين واجهتهم فى مسيرتى، والخصم الأصعب الذى واجهته خلال مشوارى الكروى".

وخلال نسخة أمم أفريقيا 2008، جهزت ساحل العاج كتيبة مرعبة توقع لها الجميع التتويج باللقب، تمكنت هذه الكتيبة من الإطاحة بمنافسيها من الدور الأول لتصطدم بالفراعنة وحارسها الأسطورى الذى وقف سداً منيعاً لدروجبا وأعوانه وتكريس عقدة الفراعنة الذين أطاحوا بكوت ديفوار من ربع النهائى بعد الفوز عليهم برباعية مقابل هدف وحيد، وواصل الجيل الذهبى للمنتخب المصرى تألقه بينما واصل "النحس الكروى" ملاحقة دروجبا الذى فشل إحراز اللقب الأفريقى لمنتخب بلاده، رغم نجاحه فى التتويج بالعديد من الألقاب مع أكبر أندية أوروبا، وتأخر تتويج الأفيال بالكان حتى روى الإيفواريون عطش السنين العجاف باللقب الأفريقى الذى استعصى على دروجبا فى نسختين ولم تتوج بلاده إلا بعد اعتزاله اللعب الدولى بسنتين.

"إذا كنت تريد إخراج كل ما لديك يجب أن تلعب مع أحد أفضل الفرق فى العالم وأحد أفضل المديرين الفنيين فى العالم".. بهذه الكلمات لخص الفيل الإيفوارى فلسفته فى اختيار النادى الذى يلعب بصفوفه واختار أحد أفضل المدربين فى العالم فى ذلك الوقت، وبعد بداياته القوية فى صفوف جانجون ومارسيليا قرر دروجبا الانتقال إلى تشيلسى الإنجليزى فى الفترة من 2004 إلى 2012 ليطرق أبواب المجد ويصنع التاريخ، حيث توج بالدورى الإنجليزى مع البلوز 4 مرات، بالإضافة إلى التتويج بدورى أبطال أوروبا.

دروجبا عاد ليفرض نفسه على الجماهير المصرية، والتى أبهرها النجم الإيفوارى بمراوغاته ومهاراته الفردية وحماسه الشديد وسعيه لتتويج منتخب بلاده ببطولة، فحرصت تلك الجماهير على تشجيع الفيل الإيفوارى فى كأس العالم فى ثلاث نسخ هى 2006 و2010 و2014، وهللت فرحا حينما أحرز هدفين رائعين فى مرمى الأرجنتين والبرازيل.

فى 2019 اختارت مجلة فرانس فوتبول ديديه دروجبا ضمن قائمة أفضل 30 لاعبا فى القارة السمراء، كما اختارته اللجنة المنظمة لبطولة أمم أفريقيا أحد سفراء الكان، بالإضافة إلى تحليله مباريات البطولة، فحرص النجم الإيفوارى على الإشادة بمنتخب مصر وفرصه القوية فى التتويج باللقب القارى واستعادة الزعامة الأفريقية، كما وجه عدة نصائح للنجم المصرى محمد صلاح، حثه خلالها على مواصلة تألقه الأوروبى بعد الحصول على دورى الأبطال مع فريقه الإنجليزى، وقيادة الفراعنة للحصول على الكأس الأفريقية والتى تعد فرصة قوية للتتويج بالكرة الذهبية.

الجانب الإنسانى فى حياة دروجبا لم يقل عن الجانب المهارى، ولم ينس النجم الإيفوارى الذى صعد منصات التتويج وحصل على أرفع الجوائز  فترة طفولته الصعبة، حيث نشأة فى أسرة فقيرة بأحد ضواحى أبيدجان وكان يعانى من التقزم فى بداية طفولته بسبب سوء التغذية، كما اضطره الفقر لعدم استكمال دراسته لعدم تحمل والديه المصروفات الدراسية، حيث كانت البلاد تعانى انهيارا اقتصاديا، ظلت هذه الذكريات المؤلمة عالقة فى ذهن دروجبا، ففى أواخر عام 2009 أعلن تبرعه بـ3 ملايين جنيه إسترلينى لبناء مستشفى فى مسقط رأسه أبيدجان، وأنشأ مؤسسة "ديدييه دروجبا" الخيرية، كما أعلن تشيلسى أنه سيتبرع أيضاً لبناء وتمويل مستشفى تمنح الناس الرعاية الصحية الأساسية وفرصة للبقاء على قيد الحياة.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة