فى يوم عادى جدا قررت النزول الى الشارع بجزمه لونها أبيض كانت مناسبة جدا لما أرتديه، لكن من الواضح أنها كانت غير مناسبة للشوارع وأن تلك الشوارع هى عدوة الأحذية البيضاء، وبدأت أول خطوات رحلة توديعى لحذائى الأبيض الجديد بالمناسبة حين سقط فى بركة من المياه المختلطة بتراب الشارع، وهى بركة ناتجة من رش أصحاب المحلات أمام محلاتهم فى محاولة وإيمان منهم بأنهم بهذه الطريقة فأنهم يرطبون الجو مع أن الحقيقة هى على النقيض تماما، وهى أن المياه تخرج رطوبة الأرض خاصة فى فصل الصيف.
ولم يسيطر الإحباط على أبدا بعد أن اتسخ حذائى وقمت بتنظيفه وإكمال رحلتى لأجد أننى وطوال طريقى فى محاولة لتجنب أن تختلط جزمتى بالزبالة أحيانا وبالطينة أحيان أخرى، وقطعت عهدا على نفسى ألا تطأ قدماى حذائى الأبيض مرة أخرى إلا وأنا فى كامل قواى العقلية، وعلى إدراك تام بما سوف أواجهه فى رحلتى إلى الوصول إلى وجهتى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة