قالوا إن الفن تعبير الفرد عن مهارة الإبداع فى صورة مرئية؛ مثل النحت، والرسم وغيرها من الفنون وهو ما يتمثل فى بعض الحرف التى تعتمد على المهارة والتى ارتبطت بالمجتمع ومتطلباته وتصل هذه الحرف إلى درجة الفن، نظرا لأن صاحبها يمتلك مهارات استثنائية لم تتوفر لغيره وطوع هذه المهارات لإتقان حرفة مطلوبة داخل مجتمع معين تخدمه، وأما مهنة تشكيل الجريد فهى أيضا نوع من الفن، نظرا للعبقرية التى يتم بها صناعة المشغولات وأثاث المنازل وأسرة الأطفال والكبار وأقفاص الفاكهة دون إدخال أى خامات أخرى غير الجريد.
وفى مركز أبو تيج، وتحديدا فى قرية النخيلة يعتبر "عم سعيد" ملك فن تشكيل الجريد، حيث إن والده احتكر هذه المهنة وكان أحد أهم العاملين فيها وقبل قرابة الـ100 عام، ومنذ أن كان عم سعيد عمره 8 سنوات وهو يعاون والده فى هذه المهنة التى بدأوها بصناعة الأقفاص فى الجناين وتطورت شيئا فشيئا حتى صنعوا من الجريد كل الأشكال ومتطلبات المنازل.
وقال سعيد حسن محمد، 62 سنة، إنه يعمل بحرفة تشكيل جريد النخل منذ أكثر من 55 عاما حيث كان طفلا بدأ يعمل مع والده وكان عمره حينها 7 سنوات، حيث كان والده يصحبه معه إلى الحدائق، وجناين الفاكهة الموجودة بمراكز شرق أسيوط فى الفتح والبدارى وساحل سليم حيث تنتشر زراعات البرتقال واليوسفى والرمان وكانوا يذهبون إلى الجناين ويقيمون فيها أكثر من 40 يوما وحينها كان صاحب الحديقة يأتى لهم بجريد النخل ويقومون بصناعة الأقفاص التى يتم جمع المحصول فيها.
وأضاف "عم سعيد" أنه بالرغم من أنه عمل بالإسعاف كموظف فى الحكومة ولكنه لم يترك والده أبدا فى هذه المهنة وتعلم على يديه مكملا أن المهنة بدأت تتطور شيئا فشيئا فبدأنا فى تشكيل الجريد إلى أشكال أخرى منها تقفيصة الفراخ التى يقوم بائع الفراخ بوضع "الفراخ أو الكتاكيت" فيها ثم بدأنا فى عمل أسرة الأطفال الكبير منها والصغير وأيضا بدأ يصبح هناك إقبال كبير على تصنيع الكراسى من الجريد ويتم الطلب عليها للحدائق والمتنزهات، وأيضا فانوس رمضان وبعض الترايزات والكنب وكلها لا يتم إدخال أى خامات عليها عدا الكراسى بعض المسامير للتثبيت فقط أما ما دون ذلك فكلها خامات الجريد.
وأوضح عم سعيد أن الجريد الذى يعمل به يقوم بشراءه من بعض التجار الذين يشترون الجناين وجريد النخل ويباع الجريد بال " 100 جريدة " حيث يصل سعرها حاليا الى 120 جنيه فى الوقت الحالى حيث زادت أسعار الجريد أيضا مع الزيادة فى كل شيئ وذلك أيضا صاحبه إرتفاع أسعار المنتجات التى تصنع من الجريد فالسرير الكبير مثلا 2 متر فى عرض 80 يحتاج الى نحو 50 جريدة فقط بالإضافة لمقابل الصنعة والكرسى مثلا الذى يصنع من الجريد تبدأ أسعاره من 100 جنيه وحتى 150 على حسب التكلفة .
وأكمل عم سعيد حديثه مشيرا إلى تربيته لأبنائه، قائلا: "كرمنى الله سبحانه وتعالى ب 6 من الأبناء 3 من الذكور ومثلههم من الإناث أما الذكور فهم علاء وهو معلم لغة إنجليزية ، والثانى جلال وهو إمام مسجد مؤقت بمركز ابوتيج ، والثالث حسام وهو طالب بكلية التربية قسم اللغة العربية ، وأما الإناث فمنهم من أنهت دراستها الجامعية بجامعة الأزهر وتقوم بتحضير الماجستير ، واخرى أنهت دراستها الجامعية والثالثةً طالبة بالصف الثالث الثانوى فالحمد لله علمت أبنائى أحسن تعليم وانا سعيد بمهنتى أقصى سعادة ويكفينى أنها عمل حلال".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة