صور.. أقدم صانع أثاث من جريد النخيل بالأقصر: أعمل بالمهنة منذ أكثر من 30 سنة ومستمر فى تعليمها لأبنائى.. نستخدم أبسط الأدوات لتصنيع الكراسى والترابيزات والأسرة.. والأغنياء والفقراء مازالوا يشترون منتجات الجريد

بأيادٍ ذهبية تحفظ كل خطوة فى الصناعة وتمسك بآلة حادة لتقطيع "جريد النخل" وتجهيزها بالمقاسات المطلوبة والأشكال المحددة دون الحاجة للقياس بالمتر أو حتى وضع معيار محدد للتقطيع، ينطلق صانع الأثاث من جريد النخل بغربى محافظة الأقصر الحاج أحمد عابدين فى مهمته فى كل صباح لتوفير المستلزمات المطلوبة للمواطنين وأصحاب المحلات والكافيهات المختلفة بالبرين الشرقى والغربى.

"صناعة الأثاث من جريد النخيل مهنة اختفت خالص من بلادنا وكتير من اصحاب ورش ومحلات صناعة الآثار من الجريد حولوا أعمالهم لورش حديثة للخشب وشراء الأسرة والكراسى والترابيزات الجاهزة الصينى والمصرى من الوجه البحرى، ورغم كده لسه محافظين على مهمتنا وبنقدم أفضل الأشكال لجذب أكثر للزبائن": بتلك الكلمات تحدث الحاج أحمد عابدين عبد المبدئ صاحب أقدم ورشة لصناعة الآثار من جريد النخيل فى مدينة القرنة غربى محافظة الأقصر والذى يعمل بتلك المهنة منذ عدة سنوات.

ويضيف أحمد عابدين صاحب ورشة صناعة الكراسى والترابيزات والأسرة من جريد النخيل، أن مهنة صناعة الأثاث والأسرة والكراسى من جريد النخيل، حرفة تاريخية قديمة كانت تنتشر فى مختلف قرى ونجوع محافظة الأقصر وخط الصعيد بالكامل، ولكن مع مرور الزمن وتطور المعدات والورش الحديثة للأخشاب إندثرت المهنة وقل عدد العاملين بها خلال الآونة الأخيرة مع تقدم المجتمع وانتشار الصناعات الحديثة والمصانع والورش الضخمة لصناعة الأثاث داخل مصر وجلب أثاث مستورد من دول أوروبا والصين، ويؤكد صاحب الورشة أنه يحب تلك المهنة التى ورثها من والده وجده ومازال يعمل حتى الآن بعد مرور 30 عام على انطلاقه فى مهنته المميزة.

ويؤكد أقدم صانع أثاث من جريد النخيل، إبن مدينة القرنة غربى محافظة الأقصر، أن تلك المهنة ورثها عن والده وجده منذ عشرات السنين، حيث أنه رغم تطور الزمن وتطور الأثاث وشراؤه جاهزاً أو تصميمه فى ورش الخشب الكبرى التى تستخدم الأجهزة الحديثة فى التصنيع، إلا أنه مازال أهالى القرى والنجوع وكذلك الأغنياء من أبناء مدينة القرنة يعشقون تصنيع الأثاث من النخيل الذى يضفى صبغة مختلفة فى منازلهم وفيلاتهم وغيرها على ضفة نهر النيل، موضحاً أنه رغم الحداثة والتطور إلا أن عدد كبير من الأهالى مازال يبحث عن صناعة الجريد لثقتهم فى متانة المنتج من الكرسى والسرى والترابيزة وغيرها من الأثاث المصنوع من الجريد، وذلك بفضل العمر الطويل الذى يقضيه المنتج فى المنزل أو الكافية أو أى مكان يتم وضعه داخلها.

ويضيف الحاج أحمد عابدين لـ"اليوم السابع"، أنه يعمل بتلك المهنة بأدوات بسيطة للغاية كالمنجل والشاكوش والمسمار الكبير لتخريم النخيل خلال التصنيع وتركيبه ببعضه البعض، حيث يقوم بجلب الجريد من النخيل ويقوم بتقطيعه بأشكال وأطوال مناسبة لصناعة الكراسى والأسرة للأهالى والأقفاص وغيرها بأسعار فى متناول الجميع، ويستخدم فى تلك المهمة الشاكوش والمدقة للضغط على الجريد للدخول فى المكان المحدد له، كما يستخدم الساطور أو السكين الكبيرة التى تسن جيداً لتقطع الجريد للأشكال المناسبة.

وعن عملية البيع والشراء وإقبال المواطنين على شراء الأثاث المصنوع من جريد النخيل، يؤكد أحمد عابدين أقدم صانع من الجريد فى غربى الأقصر، أنه توجد العشرات من الأسر الفقيرة والتى تعتبر ظروفها بسيطة ويحتاجون للسرير للنوم عليه من الجريد الذى يكون أرخص بكثير من الخشب وخلافه، وكذلك يتوافد على شراء منتجاتهم بأشكال ومقاسات محددة عدد كبير من أصحاب الكافيهات والمحلات والشركات السياحية، لكون تلك المنتجات تضفى أجواء مبهجة داخل محلاتهم أمام السائحين وكذلك يضعونها أمام المحلات والبازارات ليجلس عليها الضيوف من السائحين والمصريين، ويتم تقديم الطلبية له ومقدم التعاقد لجلب كميات الجريد المطلوبة، وفى الغالب طلبيات المحلات لا تستغرق وقت طويل حيث أنه يعمل معه 2 عمال لمعاونته فى إنهاء المطلوب منه فى التوقيت المناسب.

ويؤكد أقدم صانع أثاث من جريد النخيل بالقرنة، أنه خلال تصنيع الطلبية المحددة يتم شراء كميات من النخيل من أصحاب مزارع النخل الذين قاموا بطرح البلح وأنهوا أعمال تقليم النخل لشرائها بأسعار تتفاوت مابين صاحب مزرعة وآخر، ثم يجمعون كميات الجريد المطلوبة بالورشة ويبدأون فى تنفيذ الأشكال المطلوبة من كراسى وترابيزات وأسرة ومقاعد كبيرة، وكذلك يتم عمل مجموعة من أقفاص الخضر والفاكهة التى يشتريها بصورة دائمة تجار الشادر فى شرق وغرب الأقصر.

أقدم صانع آثاث من جريد النخيل بغربي محافظة الأقصر الحاج أحمد عابدين (9)