صور.. دواوين قبائل سيناء ملتقى يجمع الأقارب والأصدقاء فى احتفالات عيد الفطر

الجمعة، 07 يونيو 2019 08:00 ص

دواوين قبائل سيناء ملتقى يجمع الأقارب والأصدقاء فى احتفالات عيد الفطر

شمال سيناء ـ محمد حسين

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

تعد دواوين قبائل وعائلات سيناء هى الملتقى للجميع، تستقبل طوال فترة الاحتفال بأيام العيد المهنئين القادمين من بعيد كما تستقبل المسئولين وممثلى الجهات الرسمية عندما يحضرون لتقديم التهانى.

ويعتبر الديوان وله مسميات كثيرة منها "المقعد"، "المجلس"، "الشق"، هو عنوان ودلالة كل قبيلة وعشيرة وعائلة واسرة فى سيناء، بينهم من يجمعهم ديوان كبير يحمل اسمهم ويجهزونه ليجمعهم ويستقبلون فيه ضيوفهم، وآخرين يقيمون مجالس صغيرة بجوار بيوتهم فيها يفرضون خصوصيتهم وتقاليدهم فى استقبال الضيوف وتحيته .

يقول "حسن سلامة "، باحث فى التراث، ومن أبناء بدو سيناء، إن للديوان فى العيد له حضور مميز، فقبل العيد فى شهر رمضان يجمع الجميع على مائدة الإفطار، وقبيل العيد يتم تجهيزه لاستقبال الضيوف.

وأضاف أن فى كل ديوان يتصدر واجهة الحضور كبار السن يجلسون فى أماكنهم يستقبلون على مدار أيام العيد الثلاثة مهنئيهم، حيث يحضر فى اليوم الأول الأقارب من أماكن بعيدة من أبناء عمومة، وأبناء وأزواج البنات والعمات، وفى اليوم الثانى والثالث يحضر الأصدقاء والمعارف ممن يقطعون مسافات بعيدة للمعايدة.

وأضاف أنهم اعتادوا فى المجالس خلال فترة العيد تقديم الفول السودانى والحلويات، وخلال السنوات الأخيرة بدأت عادة تقديم الكعك والبسكويت وفى بعض المجالس لاتزال تقدم الحلويات فقط، مع ما يقدم للضيف من واجب الضيافة فى أى مجلس بدوى وهى القهوة العربية السادة التى يقدمها الشباب الصغار ويشرف على إعدادها على جمر الحطب كبار السن حيث لهم خبرة فى إعدادها بطعم مميز وإضافات الهيل عليها.

وقال، أنه فور وصول الضيف للمكان ومصافحته كل الحضور يقدم التهنئة لهم بالفرد عند التسليم عليهم، وبعد جلوسه يقول بصوت عالى "من العايدين يالربع"، ويردون عليه "وانت هادى البالو سالم وغانم من كل شر"، وإذا كان القادم من بعيد يريد التجوال فى أكثر من مكان لتقديم التهانى بالعيد لا يمكث فى المكان أكثر من نصف ساعة، ويستأنف طريقه لمجلس آخر .

وبدوره قال سعيد حسين، من أهالى منطقة غرب العريش، إنهم فى الماضى كانوا يحرصون على تقديم التهانى بالسير على ظهور الإبل لمسافات بعيدة وحاليا تيسر الحال وأصبح السير بالسيارات، وأردف مازحا بقوله " كمان التليفون اختصر المسافات للكسالى وأصبحت المعايدة بكلمتين وبس من المحمول".

وأضاف أنه كان شاهد عيان عندما كانت المجالس من الحطب وجريد النخل، يقيمون فى أماكن تبعد عن منازلهم الخاصة بما لايقل عن 300 مترا، وكانت أحوالهم بسيطة جدا وكل ما يقدمونه لضيوفهم هو الحلوى "التوفى" التى يجلبونها من سوق الخميس بالعريش والثلاثاء بالشيخ زويد.

وأشار إلى أن الوضع حاليا تغير تماما فى المجالس، فأصبحت مشيدة من الحجر، وبها كل مالذ وطاب من معينات المعيشة، ودائما يذكر الشباب بماضيهم الصعب وأنهم فى كل حال هم اليوم أفضل .

وقال "ياسر حسن" وهو طالب بكلية التربية بالعريش، إنه يعتز جدا بتراث أجداده وخلال العيد يكون أكثر فرحا وشعورا بالعيد، وهو يتعلم من جده السبعينى أصول ضيافة المهنئين، ويراه كيف يهتم بالمجلس قبل حلول العيد بخمسة أيام ويطمئن على مؤن القهوة وملحقاتها وأدواتها.

وتابع قائلا: أنه ومن فى مثل سنه يوكلون له مهمة تقديم القهوة للضيوف، وبدوره يحرص على أن يستقبل زملائه فى مجلسهم وعلى طريقتهم البدوية التقليدية.