القارئة الشيماء أبو الخير تكتب: أين اختفت بهجة العيد التى عشناها فى الماضى؟

الخميس، 06 يونيو 2019 01:00 م
القارئة الشيماء أبو الخير تكتب: أين اختفت بهجة العيد التى عشناها فى الماضى؟ احتفالات العيد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

قبل انطلاق مدفع الإفطار.. تفصلنا ساعة عن آذان المغرب، حيث كانت الشوارع خالية من المارة مليئة بالزينة، أطفال يتغنون بكلمات جميلة، تسير لنهاية الطريق فتجد دخانا كثيفا ينطلق من أمام أحد المنازل تتساءل ما هذا؟ ترد عليك مُسِنَّة: بعض البخور ذات الرائحة الطيبة مع قليل من الملح أشعلتهم حتى نحتفظ ببركة رمضان وتظل بالبيت للعام القادم، فلا تتعجب! بل تعاود المسير وتلمح فى المنزل المجاور آثار الأخشاب وبعض المسامير ومطرقة أدوات بدائية الصنع فتتساءل ما هذا؟ فيرد عليك رجل على وجهه علامات الجمال والرضا أنا أُعد أرجوحة العيد مسبقاً.

تنطلق فتدخل المنزل فتقابلك رائحة الحلويات وتسمع ضحكات عالية من فتيات فى غرفة يطلقون عليها (أوضة الفرن) بالمعنى العامىّ، فترى أوانى مملوءة بأنواع شهية وطيبة من الحلوى.

تدخل غرفتك وتنام ثم تستغرق فى النوم لتستيقظ على صوت تنبيه الهاتف المحمول ذى النغمات المجسمة، فتتفاجأ بأنك عشت حلماً جميلاً وددت لو عاد بك الزمان مرةً أخرى لتكون طفلاً فى تلك الحارة القديمة وتساقطت دموعك وقت أن تذكرت ثيابك التى كنت تحتضنهاإلى اليوم التالى، ويراودك السؤال أين كل هذا الجمال؟ هل نحن من أضعناه؟ أم أن العولمة ألقت بظلالها على كل ركن من أركان حياتنا ففقدنا جمال كل الأشياء حتى الثمين منها؟ أين ذهبت بهجة العيد؟ أين الأهل وأين جمعتهم على مائدة واحدة بقلبٍ واحدٍ؟ أين ذهب الجيران؟ أين ذهبت عمليات تبادل الأطعمة والحلويات؟ أين ذهب الأطفال بثيابهم الجديدة التى كانت تضفى عليهم روح الطفولة؟ أين ذهبت البراءة؟

الإجابة للأسف أن ذلك الحلم الجميل قد تبخر فحلت تطبيقات الهاتف محل زيارات الأقارب وحلت الرسائل الصوتية محل المعايدات، وطغت مطاعم الوجبات السريعة على موائد العائلات، ونظرات كل شخص للآخر فى رزقه جعلته يسعى جاهداً لتقليد الآخر مهما كان الثمن ففقدنا المودة وحل الحقد والضغينة محل التسامح والطيبة.

لست بصدد اتهام تكنولوجيا العصر الحديث، والانفتاح فيما آلت إليه أوضاعنا فكل هذه وغيرها من مظاهر العولمة لم تكن لتؤثر فى حياة البشر دون استعداد نفسى للتغير لدى البشر ذاتهم  !

لكن بكل أسف جاء التغيير للأسوأ فقضى على كل جميل بحياتنا حتى العيد وهو كناية عن الفرحة جعله فرحةً مصطنعة فاقدة لكل روح.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة