القارئ محمد حسن الساعدى يكتب: هدوم العيد

الخميس، 06 يونيو 2019 07:00 م
القارئ محمد حسن الساعدى يكتب: هدوم العيد احتفالات عيد الفطر

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

كلنا عشنا وتعايشنا لحظات العيد وهى تقبل علينا بفرحها، وكيف كان العيد يتسم بالمودة والرحمة بين الناس، وتعيش الناس حالة الاستقرار فى التواصل فيما بينها، ويستعد الناس قبل يوم العيد بإعداد أطباق الحلوى وسط لمة الأهل والأحباب والأقارب، لكن العيد أمسى بلا عيد.

 

فلم يعد كما عاد فقد افتقدنا الكثير من عاداته المعتادة لدرجة أننا ننشد فى كل عيد "عيد بأى حال عدت يا عيد ... أبما مضى أم الأمر فيك تجديد"، وإذا هو العيد ذاته لكن نحن من تغيرت عاداتنا فلم تعد للملابس الجديدة فرحتها، فملابسنا دائماً جديدة، وحتى صلاة العيد أمست ضائعة بين النوم والانشغال بملاهى الحياة والتهانى، وأصبحت رسائل العيد مكررة ومستنسخة، لهذا لا نستغرب إذا وصلتك رسالة معايدة باسم أحد الأقارب مقتصرة على صباح أول يوم العيد، فلم يعد الطفل يفرح بالقليل من العيدية والتى هى عربون للمحبة، لتتحول الى نوع من المباهاة والتى لم تعد تنطلى حياة الآباء على الأبناء بأخذ العيدية منهم.

 

هذا عو العيد كيف كان وكيف أصبح؟ ومع ذلك يبقى هو عيدنا نحن، والذى سرقه السياسيون منا بفسادهم، وسرقة فرحة هذا الشعب المرتهن، وحقوقهم فى العيش الكريم فى العيد أو فى غيره من الأيام، ومع ذلك ستجد بصيص من أمل الفرح يشع بداخلك وتستطيع من خلالها أن تنشره لمن حولك، وتضع الفرصة للمجتمع والذى ينتظر الفرصة فى العيش الكريم بعيداً عن الصراعات السياسية، والتى لم تجلب سوى الويل والخراب للبلاد والعباد، هؤلاء السياسيون الذى قتلوا العيد ولحظاته وقتلوا فرصة الشعب بان يعيش العيد فى وطنه فرحاً سعيداً بالأمن والأمان، والعيش الكريم.

 

لقد جاءت الأعياد عادة فى حياة الشعوب لتعود إلى الله، والتوبة عن المعاصى والسعى من أجل المحبة، والإكثار من عمل الخير، فالعيد هو فرصة طيبة ليعود الإنسان إلى نفسه قليلاً، ونسيان الأحقاد والضغائن، وأن نعمل على التقريب والتفاهم بيننا كأفراد وجماعات وكطائفة وقوميات، وأن يكون هذا العيد فرصة جيدة ليعود الإنسان إلى محاسبة نفسه فى خدمة بلده، ومحاسبة الفاسدين والمقصرين تجاه شعبهم، ومحاولة العيش بسلام وهدوء وطمأنينة وازدهار، لذلك لابد من استغلال هذه الأيام الفضيلة فى أن يعود الإنسان إلى نفسه ومحاسبتها فى ما قدمت، لأننا اليوم بحاجة ماسة لتوفير الحياة الكريمة، وتأمين العيش الكريم لأبنائنا، من خلال توفير وسائل العيش الكريم، وضمان مستقبل شبابنا وتوفير وسائل العيش الكريم لهذا البلد، والوقوف بوجه الفاسدين ومحاربة كل أنواع الفساد فى مؤسسات الدولة، كما أن فى أعناقنا دين جميعاً وهم عوائل الشهداء الذين قدموا حياتهم ثمناً لحياة الآخرين فلهم فى أعناقنا دين لما قدموه من الدماء الزكية فهؤلاء يستحقون منا كل خير.

 

رحم الله شهداء العراق والشفاء العاجل للجرحى

ويارب احفظ جميع المرابطين فى ساحات الجهاد لأجلنا – لأجل العراق










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة