فى شهر يونيو من عام 1832 اندلعت ثورة عراقية ضد العثمانيين الذين مضت عليهم قرون فى احتلال البلاد، هذه الثورة قادها عبد الغنى آل جميل، مفتى بغداد ومن علمائها المعروفين.
ولد عبد الغنى آل جميل، فى بغداد فى 20 عام 1780م وله دور بارز فى تاريخ العراق حيث قام بثورة ضد الوالى العثمانى فى بغداد عام 1832م ومن الأسباب الأساسية لهذه الثورة هى مطالبة المفتى لرجال الحكومة بالكف عن الأعمال الوحشية والإساءة للناس ولكن الولاة لم يستجيبوا لندائه وسميت ثورته بحركة المفتى عبد الغنى آل جميل وكانت أول حركة ثورية ضد الظلم والفساد فى تلك الفترة ضد الحكم العثماني.
مهدت ثورة عبد الغنى آل جميل لكثير من الثورات من بعده كثورة العشرين فيما بعد وكان السبب المباشر فى إعلانه الحركة هو أن إحدى نساء المماليك وهى أرملة رضوان آغا وكانت سيدة من أسرة نقيب مندلى قد التجأت إلى المفتى عبد الغنى تحتمى عنده من مطاردة رجال الوالى على رضا وأودعت لديه طفلها البالغ من العمر ستة سنوات غير أن هؤلاء لم يحترموا حماية المفتى لها وكانت هذه الحادثة من جملة أسباب عميقة وراء هذه الحركة منها إحساس الناس بالتعسف والجور الذى كان يمارسه رجال الوالى على رضا وبدأت هذه الحركة فى حى الشيخ عبد القادر الكيلانى.
وانضم الناس إلى جانب المفتى الذى ترأس بشخصه مئات الرجال المدججين بالسلاح وكان نزول المفتى إلى الشارع يعد أولى خطوات المقاومة المنظمة لأهل بغداد ضد العثمانيين وكان المفتى يتولى الإفتاء للمذهب الحنفى عندما قاد هذه الحركة وأراد أهالى بغداد أن يغيروا بأيديهم من الولاة العثمانيين وأن يكون لهم رأى فى الوالى الذى يتولى أمرهم وهذه الحركة السياسية لها أثرها الكبير فى مستقبل العراق حيث أعطت درسا بالغاً للولاة فيما بعد فى حكم العراق.
ونتيجة لثورته قام أعوان الوالى على رضا بنهب داره المفتى وأحرقوا مكتبته، وبعد أن هدأت الثورة حاول الوالى استرضاءه لكن عبد الغنى آل جميل ظل على موقفه حتى رحيله فى عام 1863.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة