أكرم القصاص - علا الشافعي

القارئة مروة الشيخ تكتب: البطيخة

الأربعاء، 26 يونيو 2019 12:00 م
القارئة مروة الشيخ تكتب: البطيخة خلافات زوجية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

اعتادت امهاتنا وجداتنا إخبارنا أن الزواج مثل البطيخة قد تكون - حمراء أو قرعة- علي حد قولهم.

برأيي هذا التعبير هو أحسن وصف للزواج في الوقت الراهن. عندما تشتري بطيخة، تقوم بفحص كل البطيخ بعناية ثم تختار واحدة منها، تكون من الخارج جميلة ولامعة، ويكون لديك امال كبيرة بشأنها من حيث الطعم والشكل، وهذا يحدث عندما ترتبط الفتاة بشاب يبدو من الخارج جيدا، يكون خلوقا، متعلما ومتدينا ظاهريا وبالطبع بانعدام الأمانة من الناس الذين يحجبون امورا مهمة عن الفتاة وأهلها وعدم البوح بعيوبه او بعدم صلاحيته للزواج.

ها قد اشتريت البطيخة المثالية - علي حد معرفتك بها- تكون مبهورا بجمالها. بعض الناس يتناولها فورا والبعض الاخر يضعها اولا في الثلاجة، وهذا محاكاة للخطوبة القصيرة والطويلة المدي.

فعندما تكون الخطوبة قصيرة لا يستطيع كل طرف معرفة الطرف الآخر جيدا، ولقصر الوقت لا يحدث صدامات او مشادات او تعارض في الافكار والاراء، وتكون المعاملات المباشرة قليلة ولا تسمح بإبراز كل الصفات لدي الطرفين.

عندما تكون الخطوبة أطول يكون التعارف أوثق والعلاقات اوطد، وربما يظهر الطرفان بصورة الملاك أمام بعضهما، فتقل العيوب او قد نتحاشاها ونتأقلم عليها، ومع إخفاء احد الطرفين لعيوب جوهرية قد تؤدي إلى الانفصال تمر الخطوبة بسلام - مرحلة تبريد البطيخة- ثم يأتي الزواج - شق البطيخة-. وهنا تكمن الكارثة الفعلية وتتوالي الصدمات فور اكتشاف تلك البطيخة فقد تكون - قرعة- او بها عطب او عفن او حتي دود، وقد تكون جميلة مبهرة شكلا ولكنها سيئة طعما ومضمونا وقد يكون بها الكثير من البذور التي تعرقل عملية الاكل وهنا يحين اتخاذ القرارات المصيرية ويكون السؤال الأوحد والبديهي - هل استمر ام لا؟ -.

أنا لا أناصر النساء ولكن الغالبية العظمي هن فتيات جيدات علي قدر كبير من الدين والأخلاق، لذا المشاكل التي تعقب الزواج تكمن في ستر الرجل لعيوبه وتجمله فترة الخطوبة - الا ما رحم ربي-، فتبدأ الأقنعة بالتساقط واحدا تلو الاخر، وتصبر الزوجة علي أمل التغيير داعية الله له بالهداية وقد ترزق بأطفال فتصبر لأجلهم، ومنهن من تصبر علي مرارة العيش فقط لأسباب مجتمعية قاهرة وظالمة.

في النهاية  من المخطئ؟ هل المجتمع ام العادات ام تدني الأخلاق وانعدام الدين بين الشباب؟ ام أخطاء التربية التي تنشئ الاولاد علي عدم المسئولية وعدم التوعية بمضمون الزواج الفعلي كما شرعه الله؟.

الجميع مقصر إما بالتربية او بالمبادئ أو بالسكوت عن الأخطاء والاخطر هو توارث الافكار والأخطاء جيلا بعد جيل، لذا يظل الزواج بطيخة مغلقة يترتب علي شقها حيوات واعمار ومستقبل لأناس كثر.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة