"حمى دماغية" تقتل الأطفال بالهند.. غضب شعبى لوفاة 150 طفلا× 13 يوما.. أطباء يفترضون ارتباط المرض بـ"الليتشى" والخفافيش والجفاف.. الصحة العالمية: لم نكتشف لقاح للفيروس.. الدولة الآسيوية فقدت 1350 طفلا بـ10 سنوات

الثلاثاء، 25 يونيو 2019 04:30 م
"حمى دماغية" تقتل الأطفال بالهند.. غضب شعبى لوفاة 150 طفلا× 13 يوما.. أطباء يفترضون ارتباط المرض بـ"الليتشى" والخفافيش والجفاف.. الصحة العالمية: لم نكتشف لقاح للفيروس.. الدولة الآسيوية فقدت 1350 طفلا بـ10 سنوات "حمى دماغية" تقتل الأطفال بالهند
كتب محمد رضا

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

لقى ما يقرب من 150 طفلا فى الهند حتفهم  على مدار 13 يومًا تقريبًا وحتى الآن، و ذلك بسبب إصابتهم بمرض"التهاب الدماغ" أو الحمى الدماغية، وهو مرض تفشى سريعًا بين عائلات معظمها ريفية فقيرة تعيش فى ولاية بيهار الشرقية بالهند، التى يقترب عدد سكانها من 350 ألف نسمة.

ولم تتوصل السلطات الهندية حتى الآن إلى الأسباب الحقيقية لهذا المرض أو طريقة للعلاج، الأمر الذى أثار حالة من الغضب بين المواطنين وأسر الضحايا، آخرها نشوب مظاهرة، الاثنين، جرى خلالها اشتباكات بين المحتجين ورجال الشرطة، وسط صرخات وبكاء الأمهات والآباء الذين فقدوا أبنائهم,

والتهاب الدماغ وهو نوع من أمراض المخ، لطالما أذهل خبراء الصحة من تفشيه فى منطقة مظفر بور فى ولاية بيهار، ورغم عدم وجود أسباب جازمة لهذا المرض، ولكن تشير الدراسات الحديثة إلى أن السموم الطبيعية فى فاكهة الليتشى يمكن أن تضر الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية عن طريق عرقلة قدرتهم على إنتاج ما يكفى من السكر فى الدم، والتى يمكن أن تؤدى إلى الوفاة.

وفى هذا الصدد، قال الوك جوش، قاضى مقاطعة مظفاربور، إن الصلة بالفاكهة غير حاسمة، حيث قال إنه فى حوالى نصف حالات التهاب الدماغ المعروفة التى تزيد عن 400 حالة، لم يستهلك الأطفال الليتشى.

فيما قالت ثلاثة مصادر طبية فى كلية ومستشفى سرى كريشنا الطبى، حيث توفى حوالى 95 مريضًا، إنهم يعتقدون أن الجفاف الشديد من المرجح أن يكون السبب، وذلك حسب تقرير لوكالة "رويترز" للأنباء.

 

احتجاجات الهند
احتجاجات الهند

 

ما هو التهاب الدماغ؟

ولكن ما هى الحمى الدماغية، للتعرف على هذا المرض الخطير، هو التهاب فى الدماغ ناتج عن أى واحد من عدد من الفيروسات، تم اكتشافه لأول مرة فى ماليزيا عام 1998، ويمكن أن تكون الأعراض المبكرة مشابهة لأعراض الأنفلونزا، حيث يعانى المرضى من ارتفاع درجات الحرارة أو الصداع، لكن الأعراض قد تتفاقم فى غضون ساعات، ويمكن أن تشمل المضاعفات الخطيرة مثل النوبات والشلل والغيبوبة، وبالفعل فى بيهار، يتم نقل الأطفال عادة إلى المستشفى مصابين بالحمى.

ويتسبب هذا المرض الفتاك فى انخفاض مستويات الجلوكوز والتهاب الدماغ لدى الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية دون سن العاشرة، وفقًا للخبراء، بحسب ما نشرته "نيويورك بوست".

 

ومع تفشى الوباء، أمرت أعلى محكمة فى البلاد، بإجراء تحقيق فى تفشى المرض المميت، بالإضافة إلى تقرير حول "المنشآت الطبية والتغذية والصرف الصحى وظروف النظافة" فى ولاية بيهار، وفقًا لوكالة "فرانس برس"، فيما قال مسئولون، إن أكثر من 1350 طفلاً ماتوا بسبب المرض فى العقد الماضى، بما فى ذلك 355 - رقماً قياسياً - فى عام 2014.

 

إصابة الأطفال بالتهاب الدماغ
إصابة الأطفال بالتهاب الدماغ

 

دراسة توضح علاقة "الليتشى" بانتشار المرض

وفى محاولة جديدة للبحث عن الأسباب، قال الباحثون الذين أجروا دراسة على 390 طفلاً مرضوا فى عام 2014 فى مظفر بور، إن الليتشى يحتوى على سكر الدم (أ)، وهو حمض أمينى يمكنه تعطيل عملية التمثيل الغذائى، وخفض مستويات السكر فى الدم، ويمكن أن يؤدى إلى نقص السكر فى الدم، وفى الحالات القصوى، والموت.

وأضافت الدراسة التى أجراها المركز الوطنى الهندى لمكافحة الأمراض والمراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها، أنه عندما يفتقر الدماغ إلى الجلوكوز، فإنه يتحول إلى مصادر أخرى للطاقة، التى يتم استنزافها بسرعة، مما يدفع الناس فى النهاية إلى الغيبوبة.

وقال الباحثون - فى دراستهم، التى نشرت فى مجلة لانسيت عام 2017 – إنه يمكن التعرض لهذا المرض بسبب تناول عدد كبير من الليتشى كوجبة مسائية، أو حالة التغذية السيئة، كما يمكن أن يرجع السبب إلى اختلافات جينية غير محددة لإنتاج هذا المرض.

 

ومن جهته، أثار عالِم الفيروسات المتقاعد "تى. جاكوب جون"، أيضًا، احتمال أن ترتبط حالات التهاب الدماغ فى مظفاربور بـ"الليتشى"، فى دراسة نُشرت عام 2014 ونشرتها المجلة العلمية الهندية Science Science. Muzaffarpur، وهو مركز رئيسى لتنمية العقبات، التى تنضج فى هذا الوقت من العام.

الشرطة الهندية
الشرطة الهندية تواجه المحتجين

 

الأطباء يقدمون فرضيات مختلفة لانتشار المرض

وعلى جانب آخر، يقوم الأطباء والمسئولون باختبار الأطفال لمجموعة متنوعة من الحالات والعديد منهم منقسمون حول سبب المرض، لكن الجفاف بسبب موجة الحرارة التى تجتاح الهند قد يكون السبب وراء ذلك، وفقًا لما ذكره الطاقم الطبى فى مظفر بور.

وقال جوبال شانكار ساهنى، رئيس كلية طب سرى كريشنا وقسم طب الأطفال فى المستشفى، "فى ملاحظتى، هذا ليس سوى وباء من السكتة الدماغية"، ومع ذلك، قال طبيب آخر يزور مظفربور من مومباى عاصمة الهند المالية، إن تناول الليتشى قد يؤدى إلى تفاقم أعراض الجفاف، وأضاف الطبيب رافيكانت سينج، "الطفل مصاب بسكر الدم وإذا أكله فسيزداد سوءًا".

كيف تتصرف السلطات مع الوباء؟

ومن جانبهم، يسعى المسئولون لاحتواء تفشى المرض، لكن أقارب الضحايا يقولون إن مرافق المستشفى الفقيرة سمحت بزيادة عدد القتلى، وبالفعل قدم محاميان التماسا إلى المحكمة العليا ينتقدان "عدم اتخاذ إجراء"، مستشهدين بعدد غير كاف من الأطباء وأسرة المستشفى، وفقًا لتقرير صادر عن شريك وكالة "رويترز".

وقال قاضى المحكمة الجزئية لـ"رويترز"، إن المسئولين يديرون حملات توعية من الباب إلى الباب فى القرى من خلال مطالبة الناس بالبقاء نظيفين ورطبين، بينما يضمن المسئولون الآخرون حصول الأطفال على الحلويات فى وجبة الإفطار للحفاظ على مستويات الجلوكوز، كذلك أرسل وزير الصحة هارش فاردهان، فرقًا خاصة من أطباء الأطفال والمسعفين إلى بيهار، كما أتاح توفير 10 سيارات إسعاف.

 

جانب من المظاهرات
جانب من المظاهرات

 

 

منظمة الصحة العالمية: لا يوجد لقاح لفيروس التهاب الدماغ

وقال تقرير آخر لـ"رويترز"، "يمكن أن يشكل تفشى الأمراض المعدية تحديًا فى الهند، ثانى أكبر بلد فى العالم من حيث عدد السكان، حيث أنظمة مكافحة العدوى والمراقبة ضعيفة، مما يؤدى إلى مئات الوفيات سنويًا بسبب أمراض مثل حمى الضنك التى تنقلها البعوض".

ومن جانبها، قالت منظمة الصحة العالمية (WHO)، إنه لا يوجد لقاح لفيروس Nipah، الذى ينتشر عن طريق سوائل الجسم ويمكن أن يسبب التهاب الدماغ أو التهاب الدماغ، موضحه أن العلاج المعتاد هو توفير الرعاية الداعمة.

 

وزير الصحة بولاية بيهار: ليس لدينا خبرة فى التعامل مع الفيروس

بدوره، قال وزير الصحة فى الولاية "ك. شيلاجا"، "هذا وضع جديد لنا، وليست لدينا خبرة سابقة فى التعامل مع فيروس نيباه، ولكن نأمل أن نتمكن من وضع حد لتفشى المرض"، مضيفًا أنه من بين 18 شخصًا تم فحصهم بحثًا عن الفيروس، ثبتت إصابة 12 منهم، مضيفا أن 10 من المصابين قد لقوا حتفهم، وأن الشخصين الآخرين يخضعان للمراقبة عن كثب.

ومن جهته، قال هنك بيكيدام، ممثل الهند، فى بيان له، إن منظمة الصحة العالمية على اتصال بالمسئولين الحكوميين فى المناطق المتضررة، فيما أكد خبراء الصحة على الحاجة للكشف المبكر ومكافحة العدوى لوقف انتشار الفيروس.

وقال الدكتور "هيمانشو" من جامعة الملك جورج الطبية فى لكناو الشمالية، "لن ينتشر كالنار فى الهشيم لأنه غير محمول جوًا، لكن يمكن أن يكون محفوفًا بالمخاطر إذا لم يتبعوا الإجراءات المناسبة لمكافحة العدوى".

 

طفل بالمشفى
طفل بالمستشفى

 

طفل مريض بالتهاب الدماغ
طفل مريض بالتهاب الدماغ

 

وبينما لا يزال يجرى التحقيق فى سبب تفشى المرض، قالت الحكومة إن المسئولين الصحيين الوطنيين الزائرين ربطوا الوفيات الأولية بـ"العديد من الخفافيش" فى بئر فى ولاية كيرالا استخلص منها الضحايا المياه.

وأضافت أن عينات من تلك الخفافيش كانت من بين 60 أرسلت إلى المختبرات لفحصها، قال مسئول حكومى محلى، إن الحالات أثارت قلق السكان، فيما قال "يو. فى"، "هناك عدد كبير من الأشخاص المصابين بالحمى، وحتى الأمراض البسيطة، ويتدفقون إلى المستشفيات خشية إصابتهم بالمرض"، كما قال مسئول السياحة "ب. بالا كيران"، إن مسئولى الصحة فى ولاية كيرالا، التى تجتذب الكثير من السياح، يهدفون قريباً إلى إصدار مذكرة سفر.

 

عتقال الشرطة الهندية للمحتجين
عتقال الشرطة الهندية للمحتجين

 

مظاهرات الهند
مظاهرات الهند









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة