أكرم القصاص - علا الشافعي

القارئ عبدالرحيم ثابت‎ يكتب: ماتت أمى التى ربتنى صغيرا وعلمتنى كبيرا

الأحد، 23 يونيو 2019 10:00 ص
القارئ عبدالرحيم ثابت‎ يكتب: ماتت أمى التى ربتنى صغيرا وعلمتنى كبيرا   نعش

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
للمرة الأولى التى أسافر فيها دون وداعك وسماع  كلماتك والدعاء منكى يا أمى.
 "خلى بالك من نفسك، أول ما توصل  كلمني، ربنا يحميك خلى بالك من اولادك"، كانت كلمات  أشعر بها وكأنى  محمى بطوق نجاة كان معى فى كل ضائقة امر بها. 
كنت أعد الأيام فور وصولى غربتى لكى أرى فرحتها عند قدومى وهى تفتح لنا باب منزلنا، كان لبيتنا بهجة وبوجودها تواجد للجميع يجمعنا بوصيتها أن لا يتخلى أحد منا عن الآخر.
كنت اعتبر غيابى عنها نوع من انواع العقوق فلا غبت فى غربتى أكثر من 10 أشهر طوال مشوار غربتى، على الرغم من أن أسرتى تعيش معى، والجميع يلوم على نزولى كل بضعة أشهر بأسرتى ولكنى كنت  أرد عليهم وأقول " امي".
الآن وأنا فى طريقى للسفر أتألم للرحيل دون  سماع صوتها، وأفكر أن كان فى العمر بقية إن شاء الله فى لحظة العودة مرة أخرى بعد بضع أيام  لماذا أعود ومن استمتع بحديثه المثمر الشيق الذى لا يخلو من الدعابة والوعى وسرعة البديهة وعمق الطرح والقدرة على الفهم وربط الأحداث واستخلاص النتائج، والقدرة على التوقع لما سيحدث، بدرجتى العلمية وخبرتى كنت أشعر أنى تلميذ يلقن درسا فى كل حوار من أستاذ، طيب القلب لا يكره أحدا، علمتنى قول الحمد لله برضا تام، علمتنى الصبر على البلاء، علمتنى العطاء بلا مقابل، علمتنى ألا أكره أحدا، علمتنى الطاعة فى أبسط صورها، علمتنى ألا أمد يدى بشر لأحد، ولا أكره أحد ولا أفرح فى مصيبة أحد، علمتنى أن أصل رحمى، أن أكون بجوار المريض أو المصاب والمنكوب، وأشارك من يفرح فرحه وأكون معينا للآخرين. 
كانت تقول  لى أنت بركتنا والجميع يرى فيك الخير  فلا تقصر مع أحد،  دائما ما تذكرنى بأبى ومواقفه مع الآخرين  وتقول  آخر ما تمنى، تمنى أن يراك لأنه يعلم أن فيك الخير، وكان آخر ما نطق هو  اسمك  ثم الشهادة .
 
آخر  ما سمعت منكى يا امى هو "اللهم انك عفو كريم تحب العفو فاعفو عنى ثم الشهادة " .
أما فى مشهد موتك وتشييعك علمت أنكى ذات مكانة كبيرة فى قلوب الجميع، أبكيتى الجميع وكان دعاء وشهادة الجميع لكى بالخير بمثابة شفاعة عند الله أرجو الله أن يتقبلك راضية مرضية ويدخلك فسيح جناته .
 
 ادعو الله لوالدى ولوالديكم وأدعو ربى أن يجعلنى الصالح الذى يدعو لهما .
"ربى ارحمهما كما ربيانى صغيرا".
 









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة