مبدعو العالم.. مكسيم جوركى.. يسارى لم يفهمه السياسيون

الثلاثاء، 18 يونيو 2019 08:30 م
مبدعو العالم.. مكسيم جوركى.. يسارى لم يفهمه السياسيون مكسيم جوركى
كتب أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
من الكتاب المبدعين المشهورين فى القرن العشرين مكسيم جوركى، يعرفه القاصى والدانى، فهو بمثابة أيقونة  ثقافية وأحد رواد كتابة القصة فى العالم.
هو مؤسس مدرسة الواقعية الاشتراكية التى تجسد النظرة الماركسية للأدب، لكنه اختلف مع ستالين ومع سياسة البلاشفة بعد سقوط روسيا القيصرية.
 
ولد مكسيم جوركى فى 28 مارس 1868م، ورحل فى 18 يونيو 1936م، عن عمر ناهز حينها 68 عاما.
 
ويبدو أن الفقر والحياة الصعبة حاصرت  مكسيم جوركى منذ الأيام الأولى له فى الحياة، حيث ولد لأسرة فقيرة، توفى والده عندما كان فى الخامسة من عمره، على أثر إصابته بالكوليرا، تركته والدته ليربيه جده، بعدما تزوجت من شخصا آخر.
 
اضطر  مكسيم جوركى إلى أن يعمل منذ أن بلغ الثامنة من عمره، فعمل مساعدا حرفيا وعاملا  على سفينة وعاملا فى مصنع، وتعلم القراءة والكتابة فى هذه الفترة، عند بلوغه الواحدة والعشرين تحول إلى متشرد جال فى أنحاء روسيا مدة سنتين.
 
كان جوركى ماركسياً متفانياً وتبرع بالكثير من عائدات أعماله لهذه القضية، من أجل الحزب البلشفى عام 1903، رغم أنه لم يصبح عضواً فى الحزب بشكلٍ رسمى، فى عام 1905 دخل جوركى إلى السجن أثناء الثورة الروسية.
 
غادر روسيا عام 1906 إلى الولايات المتحدة  ثم استقر فى جزيرة Capri الإيطالية وأمضى فيها سنواته السبعة التالية، و فى عام 1913 عاد إلى روسيا، واستقر فيها أثناء سيطرة البلشفيين وفلاديمير لينين على البلاد عام 1917، اعترض مكسيم جوركى على الإجراءات غير الديمقراطية التى كانت تتم فى البلاد وعبر عن ذلك من خلال كتاباته.
 
فى عام 1933 مُنع مكسيم جوركى من السفر، وأصبح رئيساً لاتحاد الكتاب السوفييت منفذاً وجهة نظر ستالين التى تقول إن "الكتّاب هم تقنيّو الثقافة ومهندسو الروح".
 
رشح مكسيم جوركى أكثر من مرة للحصول على جائزة نوبل لكنه لم يحظ بها، وكان صديقا للزعيم الروسى الكبير لينين، وظل مؤمنا بأفكاره حتى رحل، فهل كان ذلك الرحيل طبيعيا أم أنه راح ضحية مؤامرة؟.
 
 
بحسب كتاب "مبدعون حتى النهاية" للكاتبة زينب العسال، فإن جوركى ظل معروفا لعشرات الأعوام أنه مات إثر نوبة سعال حادة بتأثير مرض السل، رغم اعتراف "بوجودا" رئيس الشرطة السرية فى الحكم الستالينى بين عامى 1936 و1938، أثناء محاكمته فى العام الأخير، بأنه أصدر أمره بقتل جوركى ضمن مؤامرة دبرها تروتسكى، خضم ستالين الأشهر، والذى مات مقتولا فيما بعد على أيدى عملاء المخابرات الستالينية.
 
لكن الكاتبة زينب العسال، عادت لتؤكد أن اعتراف "بوجودا" لم يقرن بأدلة تؤكده، واختلطت الاجتهادات التى رجحت صحة الاعتراف بين أن يكون جوركى قد قتل بأمر من ستالين للتخلص - لأسباب يعلمها - أو أن يكون قتل ضمن مؤامرة تروتسكية بألفعل، أو أنه تعرض لعملية فتل بطىء نتيجة إصراره على مواقفه "الإنسانية" ورفضه الذوبان فى الكيان الحزبى، وتأكيده أن الاشتراكية ممارسة إنسانية قبل أن تكون قوالب نظرية جامدة.
 
فيما يذهب كتاب "دراسات فى النقد الأدبى" للدكتور حسيب إلياس حديد، أن البروفسور بليتنيف يرى أن جوركى اغتيل على يد "بوجودا" بأمر من ستالين، إذ يبدو أن ستالين يعتقد أن جوركى لم يمقت الحقيقة بدرجة كافية وهذا ربما يؤدى إلى إفشاء الأسرار.
من أهم أعمال مكسيم جوركى رواية الأم،  رواية الطفولة، مسرحية الحضيض، قصيدة "انشودة نذير العاصفة"، الطفولة 1913-1914، الأعداء، بالإضافة للعديد من المسرحيات والقصص والمقالات.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة