القارئ محمد عبد السميع عامر مراد يكتب: 5 أكتوبر 1973

الإثنين، 17 يونيو 2019 08:05 ص
القارئ محمد عبد السميع عامر مراد يكتب: 5 أكتوبر 1973 حرب أكتوبر

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

اليوم 5 أكتوبر 1973 ومازلنا  فى قاعدة الدخيلة الجوية (غرب مدينة الاسكندرية)  طبقا   لخطة انتشار الطائرات الحربية على عدد من المطارات والقواعد الجوية، وعدم تكدسها فى مطار واحد أو قاعدة واحدة .ونحن فى انتظار هجوم  اسرائيلى علينا .، هكذا كانت  المؤشرات والتوقعات  فى نظرنا نحن .، ولسنا  خبراء  استراتيجيون  او علماء ببواطن الامور، و ذكرى 5 يونية 1967 أمام اعيننا ..مازالت فى الاذهان ..رفعت درجة  الاستعداد للحالة  الاولى ...سهر  يومى  طوال الاسبوع  حتى الساعات الاولى من  الصباح ..، معلوماتنا ومعرفتنا  عن الوضع والحرب  مثل معلومات  موظفى الحكومة .، تعتيم كامل .، اداريات  بسيطة  ..اكل وشرب ومبيت   وموصلات ..واتصالات ..، خطة التمويه كانت مطبقة علينا أكثر مما قد تكون مطبقة على العدو نفسه ..التزام صارم من  القادة  بعدم الادلاء بأى معلومات .!  اننا آخر من يعلم  ...ملازمين صغار  ..، مازالوا فى بداية الطريق ..وليس مطلوب منهم اى عمل ...وغير مكلفين بشيء  سوى  التواجد بجوار الطائرات لحين ورود وامر آخري!!

فى الساعة العاشرة صباحا .، اقلعت طائرات الهليكوبتر المتواجدة بالقاعدة ...الى اين ؟  لا نعلم ...اصوات وازيز  محركات الطائرات لا تنقطع ..مابين اقلاع وهبوط .، ومكتب قائد القاعدة امامة عدة سيارات ركوب لقادة جاءوا من  القاهرة ..

فى الخامسة مساء ..، عودة الطائرات  للقاعدة، ولكنها  ليست كما اقلعت .، العدد اقل بكثير .،  واتوبيسات تنقل الاطقم الى الميس  وصمت  يعم المكان ..

اوقات فراغ فى عز  الحرب ..، هل تتخيل هذا  التناقض ..، طاقم  طائرة .، دفعة واحده ..واصدقاء .، كلنا  نتكلم وكأن على رؤوسنا الطير  .، ننظر الى بعضنا  البعض ونتخيل ماذا لو أن هجوم كاسح  حدث من قاذفات اسرائيلية على القاعدة او صواريخ انطلقت من لنشات بحرية اسرائيلية علينا ...

طبعا كل واحد منا فى مخه خطة  للاحتماء .، من اى هجوم .، وهى القفز فى الحفر  والخنادق التى امام الشاليه ..ملازم اول طيار /رفعت راغب عوض جرجس   يسخر .، ويقول  ..( فى حد حيلحق  يجرى ؟؟) وملازم اول طيار ابوبكر  ابراهيم  شلبى   يدخن  سيجارة بنهم .، ويسرح بخياله  وهو  رومانسى جدا  ..ويستمع الى المناقشات التى تقطع الصمت .، ويتمنى أن تنتهى حالة الطوارئ  ليذهب الى الاسكندرية  فى بيته فى منطقة  الشلالات.، اوقات فراغ فى وقت  صعب  وتناقض  حاد  بين  الجد والهزل .، ولكنها هى الحياة ..، لا تدوم  ولا تقف على حال ..

حتى ادوات التسلية  غير موجودة .، لم يسعفنا الوقت لاحضارها ...، كنا لعبنا  بها  ..قتلا للوقت  ...ومع اغنية عبد الحليم حافظ  ....عدى النهار ..، نستمع اليها، واحيانا نحول  مؤشر الراديو  الى  محطة  مونت كارلوا العربية  .، التى كان ارسالها  واضح جدا،  ونعود الى  محطة القاهرة  لنسمع  اشهر  اغنية فى ذلك الوقت  - عدى النهار - .وهى تتكرر فى اليوم  عدة مرات .، ومع  اغنية شادية ..، يا أم الصابرين ...

من المؤكد أن غدا سيكون  يوم آخر ...احساس قوى  غير معروف اسبابه .

 

 

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة