عمرو صحصاح

لمس أكتاف.. أكشن ومشاعر إنسانية وأشياء أخرى

الخميس، 09 مايو 2019 06:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
على مدار امتداد التاريخ ومنذ أن أصبح لدينا دراما تليفزيونية حقيقية قبل عقود من الزمان، كان تقييم العمل الدرامى فى البداية وفقًا للقضية التى يطرحها والسيناريو الممزوج بأحاسيس الممثلين ومدى قدرتهم على تجسيده عبر الشاشة حتى يتم تقديم هذه القضية بالشكل المرسوم فى خيال المؤلف، ثم تأتى باقى العناصر الفنية من تمثيل وإخراج وديكور وموسيقى.. إلخ حتى تكون محل التقييم.. وهنا فى «لمس أكتاف»، الذى يخوض به النجم ياسر جلال سباق دراما رمضان هذا العام، من تأليف هانى سرحان، وإنتاج شركة سينرجى، للمخرج حسين المنباوى، يبدو المسلسل من اسمه وكأنك أمام عمل يتناول حياة المصارعين أو يستعرض مباريات مصارعة، لكن الحقيقة غير ذلك تمامًا، لذلك أقول إن الاسم غير موفق، أو ربما كان هناك اسم أفضل منه يليق بالعمل وأحداثه المشوقة والدراما الإنسانية الاجتماعية التى يطرحها.
 
«لمس أكتاف» مع بداية انطلاق حلقته الأولى تجد نفسك أمام دراما إنسانية اجتماعية متشابكة صاغها المؤلف هانى سرحان بتفاصيل دقيقة وبحرفية شديدة، دراما تحمل فى طياتها قضايا فى غاية الأهمية والخطورة أهمها التركيز على مخدر الأستروكس، الذى أصبح فى متناول المراهقين وفئات طلاب الجامعة بسهولة، حيث استعرض الكاتب القضية ومعها تفاصيل إنسانية أخرى تؤكد على معنى الصداقة عندما تكون خالصة وحقيقية، وهذا تمثل فى شخصية البطل «أدهم عبد الجابر»، ويجسده ياسر جلال، الذى بات يدفع ثمن خطأ غير مقصود نتيجة مباراة مصارعة أداها مع صديقه ومنافسه أشرف «كرم جابر»، حتى أصيب الأخير بشلل جعله جليس كرسى متحرك، ومن ثم فقد كل شىء، مستقبله، ونجله الوحيد «على» الذى اتجه للإدمان حتى انغمس فيه ليتورط مع عصابة مخدرات خطيرة تقوم بخطفه، ليحمل أدهم على عاتقه مهمة إنقاذ «على» حتى ولو كان الثمن «الجم» الذى يملكه، وهو مصدر رزقه الوحيد أو حتى حياته نفسها.
 
تقمص ياسر جلال الشخصية لأبعد مدى أو بمعنى أدق «شربها» لاعب المصارعة السابق صاحب الأحاسيس المتضاربة وفقًا للمواقف الحياتية التى مر بها والتى جعلته وكأنه إنسانًا يعيش بجسده فقط، لكن فى ذهنه هموم يصعب حصرها، وهذا بدا من تعبيرات وجهه ونظراته المتماشية مع كل تفصيلة كتبها المؤلف، كذلك جميع مشاهد الأكشن التى قدمها فى الـ3 حلقات الأولى كانت أقرب إلى الحقيقة أو أشبه ما يقدم فى سينمات هوليوود، فالحركات متماشية مع بنيانه العضلى والجسمانى والواضح بالفعل أنه بذل جهدًا كبيرًا فيه، ولذلك تصدقها منه، فخرجت المشاهد صادقة ومعبرة بل تم تنفيذها بحرفية شديدة على عكس الأكشن الذى نراه أحيانًا ليقلب إلى كوميديا لرداءته.
 
أيضًا فتحى عبد الوهاب بالتفاصيل والنظرات والحركات التى استعان بها فى دور تاجر المخدرات الذى يجسده، تجعلك تنتظر كل مشهد يظهر فيه لتستمتع بأدائه التمثيلى، وتسرح فى التفاصيل التى رسمها للشخصية مع تفاصيل المؤلف الذى قدم بالفعل شخصية من لحم ودم على الشاشة، وبالتحديد فى مشهد فتحى عبد الوهاب وهو يعذب أحد رجاله الذين غدروا به فى الحلقة الثانية، فعقب الانتهاء من ذلك، وهو يتحدث عن ضرورة إخلاص رجاله له، أخذ آخر من رجاله المخلصين وسأله عن صحة زوجته التى كانت تعانى من مرض ما، وهنا حرص المؤلف على استعراض جوانب هذه الفئة «أفراد العصابات»، ومدى قدرة الكبار على استقطاب رجالهم بالوقوف معهم إنسانيًا رغم أنهم غير ذلك لأجل أغراضهم.
 
مشاهد المطاردات وبالتحديد مشهد ياسر جلال، وهو يجرى بالسيارة فى الحلقة الأولى خلف أحد الشباب، والآخر وهو يلحق «أشرف جليس الكرسى المتحرك» بعدما سمع عبر الهاتف أن هناك أفرادًا من العصابة تريد إلحاقه بضرر ما، تم تصويرها وتنفيذها إخراجيًا بكفاءة شديدة بتناغم زوايا الكاميرات ما بين «اللونجات والكلوزات» لتضعك فى النهاية أمام مخرج متمكن من أدواته وهو حسين المبناوى قادر على وضعك داخل الحدث وأنت أمام الشاشة، وهذا ما اتضح بقوة بدءًا من المشاهد الأولى.
 






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة