أكرم القصاص - علا الشافعي

سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 7 مايو 1898.. محاولة اغتيال الأمير فؤاد باشا قبل أن يصبح ملكاً لمصر على يد شقيق زوجته

الثلاثاء، 07 مايو 2019 10:00 ص
سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 7 مايو 1898.. محاولة اغتيال الأمير فؤاد باشا قبل أن يصبح ملكاً لمصر على يد شقيق زوجته فواد باشا

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كانت الساعة السابعة والثلث مساء السبت، 7 مايو، مثل هذا اليوم، 1898، ولم تكن السهرة بدأت بعد فى «الكلوب الخديوى»، فهى لا تبدأ عادة إلا بعد العشاء، حسبما يذكر صلاح عيسى فى كتابه «حكايات من دفتر الوطن».. مضيفًا: «كان الموجودون لا بأس بهم «عيانى باشا» وزير الحربية و«يعقوب أرتين» وكيل وزارة المعارف و«الكونت دس لاسال» و«مظلوم باشا»، وفى الشرفة كان البرنس «فؤاد باشا» سيصبح سلطان مصر من 1917 إلى 1922، ثم ملكها من 1922 حتى وفاته عام 1936.
 
يذكر عيسى: «وصل البرنس أحمد سيف الدين» شقيق الأميرة شويكار زوجة فؤاد» إلى باب الكلوب، ونزل فؤاد إلى صالون الدور الأول، وما كاد غيابى باشا يقف لتحيته، و«مظلوم باشا يطوى صحيفة فرنسية كان يقرأها حتى كان «سيف الدين يقف أمامهم وهو يشهر مسدسه.. أدرك «فؤاد» على الفور ما يرام به..صاح «سيف الدين»: سأقتلك.. توارى «البرنس فؤاد» خلف «عيانى باشا» ثم انسحب فى اتجاه قاعة المقامرة.. أدركه «سيف الدين» بثلاث رصاصات استقرت واحدة فى فخذه، وأخرى استقرت ببطنه وطاشت الثالثة».
 
وقع فؤاد على الأرض، ونزل القاتل بثبات، ووفقًا لعيسى: «كان يعقوب باشا» قد سمع الصيحات.. أمر البواب بإغلاق باب النادى..حاول القاتل فتح الباب فلم يستطع، أطل عليه من باب الكلوب الزجاجى عسكرى، طلب منه أن يفتح الباب، اشترط عليه العسكرى أن يعطيه المسدس وأن يسلم نفسه له.. قادوه إلى قسم شرطة عابدين.. فى طريقه إلى القسم كان البرنس هادئًا جدًا، وكان يسير على قدميه والمسدس بيده، وبصحبته العسكرى وخلفه على بعد قليل عدد من الباشوات.. على مكتب المعاون وضع سيف الدين المسدس..وقال بهدوء: قتلت «الأمير فؤاد» لأنه عدو عائلتنا هو وعمه «الخديو عباس».
 
انتقل فؤاد إلى المستشفى، ويذكر عيسى: «كان هو أصغر أبناء الخديو إسماعيل.. كان معروفًا آنذاك فى أوساط العائلة المالكة بأنه شاب مفلس كثير الاقتراض، مقامر، سكير.. وهى شهرة تعدت الأوساط الملكية لتصل إلى رجل الشارع العادى، الذى كان يصفه بأنه «شمام»، ولم يكن مقصودا بهذا التعبير العامى معناه الحقيقى–وهو شم الكوكايين- ولكنه تعبير يصف تدهور أحواله العامة، وافتقاده للاحترام الاجتماعى.. كان بتعبير بيرم التونسى «مقامرًًا لا ترحب به أندية القمار، لأنه مفلس ولا يسدد ديون اللعب.. وكان يركب الحنطور ولايدفع للحوذى أجرته.. ويطرق منازل أصدقائه ليلًا ويطلب الطعام»..يدلل عيسى على ذلك بقوله: «الملاحظ–والفكرة قالها أستاذنا يحيى حقى شفاهة – أن الفرع الذى ينتمى إلى «إسماعيل» من أسرة «محمد على»، فرع شره إلى المال بدرجة مرعبة، فمن تولى منهم العرش–«توفيق» و«عباس حلمى» و«حسين كامل» و«فؤاد» و«فاروق» – كانوا لصوصًا مشهورين، وكان شرههم الأساسى للأرض.. يبذلون الجهد لاستلابها بأى سبيل حتى لو كان اغتصاب التنظر على الأوقاف الخيرية والأهلية.. بل أنهم لم يتعففوا حتى عن السرقات الصغيرة».
 
يعيد «عيسى» نهم «فرع إسماعيل باشا» إلى المال لأن «أملاك إسماعيل انتقلت إلى ملكية الدولة، بموجب قانون التصفية الذى صدر قبل عزله عن العرش، وذلك تسديدًا للديون الشخصية التى اقترضها من الأجانب، وبهذا لم يترك لأولاده ثروات تكفيهم للحفاظ على هيبة الإمارة، فأصبح كل هم الذين جلسوا على كرسى العرش من بعده، هو أن يستردوا هذه الأموال التى استولت عليها الدولة، ويكفى للتدليل على هذا أن نعلم أن «الملك فؤاد» لم يرث عن أبيه سوى 800 فدان فقط، استطاع بعد توليه الملك أن يصل بها إلى 35 ألف فدان فضلًا عن 45 فدانًا من أراضى الأوقاف، وثروة نقدية لا تقل عن أربعة ملايين من الجنيهات».
 
الثراء الذى أصبح عليه «فؤاد» لم يكن كذلك وقت محاولة اغتياله، فوقتها كان «فقيرا ومفلسا» بوصف «عيسى»، لكنه نجح فى اصطياد قلب «شويكار» حفيدة إبراهيم باشا، فانتقلت إلى قصره المتواضع بالزعفران وتزوجته.. يذكر عيسى: «خلال السنوات الثلاث الأولى من الحياة الزوجية صح ما توقعه العارفون.. فقد استطاع الزوج أن يحصل من زوجته على توكيل بإدارة أعمالها المالية، وتدريجيا بدأت الزوجة تلاحظ أنه يستلب أموالها منها، بل أنه حتى لم يدفع لها مقدم صداقها وقدره 10 آلاف جنيه.. كتبها فى العقد وتعهد بدفعها حين ميسرة، ثم أنه بعد هذا كله لا يدفع مليما لمصروفات القصر، ويتركها وحيدة، ويسافر إلى القاهرة فيمضى أيامه هناك فى قصر البستان الذى يملكه فى باب اللوق وهو يسكر كثيرا، ويخسر كثيرا فى القمار، وكل وقته ضائع فى الكلوب الخديوى يحاول أن يكسب دورا فى البوكر حتى لو اضطر إلى سرقة «الآس» وإخفائه فى حذائه».
 
دبت الخلافات بينهما، ويؤكد أحمد شفيق باشا رئيس ديوان الخديو عباس الثانى فى مذكراته: «وصلت الخلافات إلى حد أن شويكار كتبت لأخيها قبل أيام من محاولة القتل تقول فيه: «خلصنى من قسوة هذا الرجل المتسلط علىّ».. ويضيف: «علمنا أنه كان قد حظر على كل إنسان حتى أقارب حرمه دخول الحرم».. يؤكد عيسى «سجنها فى القصر وأقام عليها الحراس»، وتطورت الأحداث حتى وقعت محاولة الاغتيال الفاشلة. 









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة