صور.. الشيخ "الشحات شاهين" نقيب القراء بالشرقية: ارتديت العمامة وعمرى 14 سنة.. وحصلت على المركز الأول فى مسابقة ماليزيا بعد غيابها عن مصر 35 سنة.. وغلبت "عفريت القبلة" فى لندن.. وأول راتب حصلت عليه 25 قرشا

صاحب صوت عذب، اعتاد كبار قراء إذاعة القرآن الكريم على احترامه، ارتدى العمامة وعمره 14 سنة، قرأ بجوار الشيخ عبد الباسط عبد الصمد، وأثنى عليه، وفاز بالمركز الأول فى أكبر مسابقة دولية للقرآن الكريم بماليزيا، بعد 35 عاما من عدم حصول مصرى على المركز الأول، وأسلم على يده العديد من الأجانب خلال رحلته للعالم الخارجى كقارئ للقرآن.

إنه الشيخ "الشحات شاهين" ابن قرية الصفا مركز الزقازيق، نقيب القراء بمحافظة الشرقية، ومفتش المقارئ بالإدارة العامة لشئون القرآن بالأوقاف والمحكم بالمسابقات المحلية والعالمية وعضو مجلس الإدارة العامة لنقابة القراء بجمهورية مصر العربية، والذى قال فى حواره لـ"اليوم السابع" إن والده كان معلمه الأول وحفظ القرآن الكريم فى كتاب القرية، والكتاب هو الأصل لكل من يرغب فى حفظ القرآن الكريم، وطاف العالم العربى والأوروبى لقراءة القرآن فى شهر رمضان، وإلى نص الحوار:

فى البداية حدثنا على نشأتك؟ وكم كان عمرك وقت حفظك القرآن الكريم؟

 كانت نشأتى فى قرية الصفا، التابعة بمركز الزقازيق بمحافظة الشرقية، عمرى 64 سنة، والدى كان من أهل القرآن وكنا 7 أشقاء، وندرنى أبى لحفظ القرآن، وحفظته على يد أبى، وعمرى 10 سنوات، كان أبى رحمة الله عليه معلمى الأول، ورحلتى مع القرآن بدأت عندما أرسلنى أبى لتعليم الأحكام والتجويد على يد الشيخ" حسينى منصور حفناوى" وتعلمت القراءات السبع، وكان عمرى 14 سنة، فى هذا العام ارتديت العمامة، وكان لى علاقة طيبة بكبار القراء أمثال الشيخ" السيد سعيد سلامة" والشيخ" محمد شبيب".

أيهما أفضل لحفظ القرآن الكريم، الكتاتيب أم المعاهد الأزهرية؟

الكتاتيب أفضل لأن الطفل يتلقى فيه كل شئ، والكتاب هو الأصل لكل من أراد أن يحفظ القرآن الكريم، ونحن فى وقت قد خلت منه الكتاتيب، مما جعل قلة فى حفظ القرآن الكريم، وحافظ القرآن فى الكتاب هو حافظ مجيد ومقرئ، كما أن جميع أعلام وقراء القرآن الكريم فى الوطن العربى، حفطوا القرآن فى الكتاتيب.

متى بدأ صيتك كقارئ للقرآن الكريم؟ حتى وصلت لمنصب نقيب القراء الشرقية؟

كانت من داخل قريتى والقرى المجاورة، وعندما بلغت 16 سنة، تزامن كفاحى مع صديق عمرى الشيخ"محمد الليثى" وكان من قرية مجاورة لى، وطلب منى أن نذهب للقاهرة لكى نتعين مقيمى شعائر بالأوقاف، والتحق هو للعمل فى مسجد سيدى على البكرى، بالعتبة، وأنا فى مسجد سيدى السباعى فى بولاق، وبعدها نقلت لمسجد السلطان أبو العلاء، إلى أن أكرمنى الله عندما أعلنت وزارة الأوقاف عن مسابقة شارك فيها 100 متسابق لاختيار قارئ يشارك فى مسابقة دولية لقراءة القرآن بدولة ماليزيا، وكان من ضمن أعضاء لجنة التحكيم منهم الشيخ" رزق خليل حبة" ووقع اختيار لجنة التحكيم عليه، وسافرت إلى دولة ماليزيا سنة 1995 للمشاركة فى المسابقة، وبفضل الله حصلت على المركز الأول، بعد 35 عاما لم يحصل مصرى على المركز الأول، وكرمنى وزير الأوقاف وقتها الدكتور محمود زقزوق، ومن هنا زاع صيتى كقارئ مصرى، وطفت مصر فى الداخل والخارج لقراءة القرآن، إلى أن تم اختيارى نقيبا لقراء الشرقية وعضو مجلس الإدارة العامة لنقابة القراء بجمهورية مصر العربية.

حدثنا عن رحلتك مع العالم الخارجى وكيف بدأ صيتك عالميا؟

من بعد رحلة ماليزيا، أكرمنى الله من وسع بفضل بركة القرآن الكريم، وشاركت من خلال وزارة الأوقاف فى بعثاتها القرآنية إلى دول العالم المختلفة لإحياء ليالى شهر رمضان والاحتفالات الدينية، فى المركز الإسلامى فى لندن، وألمانيا والسويد، وليبيا والسعودية والشيشان، وأكرانيا وأسطنبول، وفنزويلا والعديد من الدول العربية والأوروبية، وأسلم على يدى عدد من الشيشان كانوا طلاب حفظتهم جزء عم كاملا، وهم لا ينطقون العربية، وبدأ صيتى عالميا بقراءة القرآن فى قبلة المسجد بالمركز الإسلامى بلندن، بدون القراءة من المصحف، حيث كانت القبلة بمثابة عفريت لكل قارئ، وربنا قدرنى واجتزت هذا الموقف الصعب وغلبت "عفريت القبلة".

ما الموقف الصعب الذى تعرضت له وما قصة عفريت القبلة؟

 كان أصعب موقف فى حياتى لن أنساه أبدا، كان عام 1995 سافرت إلى المركز الإسلامى بلندن، للمرة الأولى للقراءة هناك، وكان هناك نقيب قراء الشرقية السابق، الشيخ أحمد عامر، الذى كان يختبر كل من يذهب إلى لندن بأن يطلب منه صلاة التراويح بدون مصحف فى قبلة المسجد، كاختبار للحفظ، كان ذلك محل خوف المشايخ وكانوا يطلقون على قبلة المسجد بأنها "عفريت" القراء لأن الذى لا يوفق فى الاختبار يعود إلى مصر، وطلب منى الشيخ "عامر" دخول القبلة وأن أصلى بالناس الركعات الثمانى بدءا من ربع "فما لكم فى المنافقين فئتين" ورغم إجادتى للقرآن حفظا، فوجدت نفسى كأنى لم أذكر أى شىء من التوتر والخوف، خاصة أن المسجد مكون من أربعة طوابق، ويصلى به أكثر من 50 ألف مصلى، فاستعذت بالله من الشيطان ودخلت القبلة، وبدأت فى القراءة وأكرمنى الله، وبعد القراءة أثنى علىّ الشيخ عامر والمصلون، وكان هذا ببركة القرآن، وأصبحت ضيفا دائما بدعوة من القائمين على المركز فى لندن.

كيف يتم معاملة المقرئين خارج مصر؟ وماذا عن علاقتك بالرؤساء والملوك بمصر والعالم؟

نتعامل كسفراء للقرآن الكريم، وكان يتم استقبالنا فى الدول الأوروبية رسميا وبالورود من الأطفال فى الشارع، حيث كانت العمامة عند الغرب، مدلول بأن غدا رمضان، عندما يشاهدوننا فى الشارع نسير بالعمامة يقولون إن غدا رمضان، وتقابلت مع كثير من الملوك مثل ملك ماليزيا ورئيس وزرائها، وأمير مكة وقبلنى فى رأسى، وسفراء مصر بلندن وجميع الدول التى زرتها أمثل مصر فيها قارئ للقرآن الكريم.

ما شروط الالتحاق بنقابة قراء القرآن الكريم؟

أن يكون المتقدم حافظا للقرآن الكريم، وحاصل على شهادة عالية فى القراءات، أو محفظ قرآن فى الأوقاف وصاحب صوت حسن.

بعد تواجد قراء كثيرين على الساحة دون تمكنهم من قراءة القرآن والأحكام.. ما هو دور النقابة؟

حقا لقد انتشر الفترة الأخيرة، بعض مقلدى كبار قراء القرآن الكريم، دون علمهم بأحكام القرآن وتجويده، وتسببوا فى سحب بساط دولة القراءة من تحت أقدام القراء الحقيقيين، ولابد من استخراج كارنيه من نقابة القراء للحد من ظاهرة تشويه قراء القرآن الكريم، من خلال بعض المتطفلين على موائد القرآن، ويتم وضع أسماء هؤلاء فى صفحة سوداء وإرسالها من خلال النقابة رسميا للجهات المنوط بها لمحاسبتهم ومنعهم من القراءة.

هل تتذكر أول راتب حصلت عليه؟

نعم كان 25 قرشا فى عزاء جدة زوجتى، وبعدها 50 قرشا فى خميس شخص بقرى مجاورة، ثم 3 جنيهات و4 جنيهات و10 جنيهات، وكان أعلى راتب حصلت عليه فى حياتى فى البداية، كان 300 جنيه، كان أجرى فى عزاء الحاج "محمدين زهران" أكبر مانى فاتورة بالسبتية بالقاهرة، وكانت أسرته اتفقت مع الشيخ "عبد الباسط عبد الصمد" واتفق معى أحد أقاربه للقراءة أيضا بحكم كونى قارئ مسجد المنطقة، وبعد انتهاء الشيخ عبد الباسط، طلبوا منه عدم ترك السرادق، حتى ينتهى العزاء، وكان الشيخ قد قرئ مدته كاملة، وسمعنى وقال لهم الشيخ دا كله بركة لو مش متأكد لن أترك له السرادق وأثنى عليه، ودعمنى الشيخ، وبمجرد علمنى بالقراءة بجواره لم أنام من الفرحة وأثنى عليه، وحصل هو على أجر 3000 جنيه وحصلت على أجر 300 جنيه وكان ذلك سنة 1981 وكان أعلى أجر أحصل عليه فى حياتى حيث كان راتبى من الأوقاف وقتها 12 جنيها فى الشهر.

ما الأصوات المحببة التى تحب أن تسمعها من القراء؟

مثلى الأعلى الشيخ محمد صديق المنشاوى رحمة الله عليه، وحاليا أحب أسمع للشيخ عبد الفتاح الطاروطى فهو بمثابة ابنى البكرى.