مشهدان متناقضان ظهرا بعد تطبيق السعودية لنظام "التأشيرة الإلكترونية" للعمرة، الأول فى فرحة المواطن المصرى البسيط الذى يراوده دوما فكرة زيارة الحرم والمسجد النبوى، وأداء العمرة بعد أن أصبحت أسعار الحج خيالية، حيث أصبحت أسعار العمرة أرخص وإجراءاتها أيسر عما سبق.
والآخر حزن خيم على 2500 شركة سياحة تعمل فى مجال السياحة الدينية، والتى خسرت عملائها بعد أن سمح النظام الإلكترونى السعودى إصدار تأشيرة العمرة للأفراد دون اللجوء لشركة سياحة بنظام "الوكيل الإفتراضى".
ومنذ ما يقرب من شهر قامت السعودية بتطبيق نظام "التأشيرة الإلكترونية" للعمرة عن طريق موقع "مخاع" السعودى، حيث يمكن للشركات أو الأفراد الدخول وتسجيل البيانات وحجز الفنادق والتنقلات وخدمات الطوافة إلكترونيا وتسديد الرسوم، فيتم إصدار التأشيرة إلكترونيا دون الرجول للقنصلية السعودية أو إجراءات وموافقات من قبل وزارة السياحة المصرية.
التأشيرة الإلكترونية أدت إلى خسارة كبيرة لشركات السياحة التى تعرضت لسحب عملائها جوازات السفر، واللجوء إلى طرق بديلة بعيدا عن شركات السياحة، مما انعكس على أسعار العمرة وبعد أن كانت شركات السياحة تبيع تأشيرة العمرة بـ20 ألف جنية فى شهر رمضان، انخفض سعرها إلى 2000 جنية ولا زال نزيف الشركات مستمر.
الخسائر التى طالت شركات السياحة والتى يعمل بعضها فقط على موسمى الحج والعمرة، حيث تردد فى السوق السياحى أن الأمر وصل إلى حد إقدام البعض على عرض رخصة شركة السياحة للبيع، إلا أنها هى الآخرى انخفض سعرها والذى كان فى السابق 3 مليون جنية بنسبة تصل 50%.
وقال إيهاب عبد العال عضو الجمعية العمومية لغرفة الشركات السياحية أن 90 % من شركات السياحة شركات مساهمة مصرية، وتعد أموالها أموالا عامة لا يجوز العدوان عليه، لافتا إلى أن هناك أزمة كبيرة تهدد عمل أكثر من 2500 شركة يعملون في مجال السياحة الدينية بسبب النظام الجديد الذي وضعته وزارة الحج السعودي لتنظيم العمرة.
وأكد عبد العال، أن عدداً كبيراً من المعتمرين سحبوا جوازات سفرهم من شركات السياحة، بعد ظهور عدد من الشركات التي تعمل بتأشيرات العمرة الإلكترونية بأسعار أقل من البرامج التي تعمل بها الشركات الملتزمة بضوابط العمرة نتيجة لحصول تخبط فى السوق عموما، ووصول سعر التأشيرة لمبلغ ألفي جنيه.
وقال الخبير السياحي عاطف بكر عجلان عضو غرفة شركات السياحة أن الحكومة السعودية تبذل مجهود فائق السرعة والجودة لمواكبة التطور العالمي لصناعة السياحة وتطرح وتنفذ افكار سباقه تسبق بها دولا كثيرة ذات باع سياحي قديم بمنطقه الشرق الأوسط
وأشار عاطف عجلان الى أن التأثير الإيجابي بالنسبة لمصر من التأشيرة الاون لاين سيكون مردودة علي المواطن، من تسهيل وتيسير إجراءات تأشيرة العمرة أو الحج دون الحاجة لفقد وقت طويل أو إجراءات روتينية طويلة كانت تحد كثيرا من رغبة المعتمرين من زيارة المملكة.
أما التأثير السلبى بالنسبة للدولة هو الخروج تماماً من المعادلة بكافه هيئاتها سواء كانت وزاره السياحه أو المالية أو غيرهما، وأضاف أنه ترتب على ذلك خروج مبالغ طائلة دون أي مراقبة أو رؤية لضبط الميزان الاقتصادي لقطاع السياحة المصرية.
وأشار الى ظهور سوق سوداء جديده لغير المتخصصين أو المؤهلين للعمل في تأشيرات العمرة، دون أي رقابة أو ضوابط أو قواعد تنظيمية تحافظ علي حقوق الدولة أو المواطنين
وأكد عاطف بكر عجلان أن شركات السياحة المصرية هى الخاسر الأكبر، فهى بمثابة الرصاصة الأخيرة في جبين قطاع شركات السياحه المصرية الوطنية والعاملين بها، طالما لم يوجد نظام مماثل في مصر للتأشيرة الالكترونية من خلال بوابة واحدة للسياحة المصرية سواء الطاردة او المستجلبة او الدينية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة