الدخول فى صميم ما تخشى الفشل فيه، يكسبك خبرة، وقوة تؤهلك للفوز فيما كنت تخشى، بل والتفوق.
بمعنى لكل أمر تجهل ظروف رهبة، وتلك الرهبة لن تزول، وتنتهى إلا بالتخلى عن أمر وجوب التجهز، والاستعداد التام قبل الدخول فيه.
أعلم أن الكلام مبهم، وغير واضح، ولتوضيح نقول: حكت لى صديقة تقول: تزوجت وأنا لا أعلم عن طباع زوجى إلا القليل... القليل جدًا، ولمعرفتى بأهمية العلاقة الزوجية، والأسرية صممت على النجاح فيها، وتكوين أسرة متماسكة.
فى بداية الزواج (الدخول فى الصميم) كان زوجى شخص لا أفهمه، واجهتنى بعض المشاكل فى فهمه، وكذلك هو، لكن لحرصنا على تحقيق هدفنا قرأت ما أستطيع عن علاقة الرجل بالمرأة، سألت من أثق بهن، كيف عبرن بداية الزواج؟ فعلت ما بوسعى، وكذلك هو حاول قدر المستطاع فهمى، ومسايرة الزواج بسعادة، والحياة به.
فكان الزواج تجربة خشيت الدخول فيها، وفى صميمها، لكن بدخولها حتمت على البحث عن حلول لما يتعثر معى، حتمت على فهم ما كنت أبهمه، أدركت فيها ما إن عشت عمرى لأدركه ما فعلت لولا دخولى بها.
وتقول أخرى: أنا معلمة لغة إنجليزية كنت متفوقة فى جامعتى، لكن لحكمة لا يعلمها إلا الله، لم أُعين بالجامعة، وكنت مضطرة للعمل فى مدرسة عُرض على العمل بها.
لسوء طريقة شرحى وعدم تمكنى فى إيصال المعلومة للطالب - فما درسناه فى الجامعة من قواعد وما شابه، يختلف عن الواقع، وسوق العمل - كدت أن أرفض الوظيفة، لكن أصر أبى على قبولها.
قبلت الوظيفة (الدخول فى صميم ما تخشى الفشل فيه) ولخوفى من الإحراج أمام طلابى سهرت ليلة كاملة أقرأ، وأُحضر للطلاب.
وخلال عملى كثيرًا ما كان يقف أمامى بعض المعلومات.
فى البداية كنت أتهرب بطرق معهودة، ومكشوفة لدى الطلاب، لكن بعد مدة وجيزة تعلمت طرح السؤال المتعثر لدى كسؤال تحدى بين الطلاب، وكنت أنا من الجهة الأخرى أبحث عنه.
بفضل الله فى مدة وجيزة كنت ملمة إلمامًا شبه تام بقواعد وأمور المادة التى تخص العمل.
الدخول فى التجربة حتم على البحث والمعرفة، فأجبرنى على تعلم ما لم أفكر فى تعلمه يومًا.
وأمثلة على ذلك كثيرة .
أنت بحياتك صديقى! الأمثلة على ذلك كثيرة، كم فرصة ضيعتها من بين يديك، وجعلتها تنصرم، للخوف الفشل فيها!
تذكر صديقى! أن الخوف مقبرة الفرص.
- بالله - دخولك فى الفرصة، واستغلالك لها سيفرض عليك بقوانينها النجاح.
وآخر مثال؛
أنا لم أكن أستطيع تجميع فكرة واحدة كاملة بالكتابة، لكن أتت أمامى فرصة تُتيح لى هذا، وكانت تلك الفرصة منذ ثلاث سنوات، استغليت منها ما أستطيع.
وفيها قرأت من الكتب ما لم أتوقع أن أقرأه، عرفت بعض القواعد الإملائية كنت بها جاهلة .
أدركت أنها تنفيس لأفكار تعج برأسى.
وأوشكت على النجاح فيما كنت أخشى الفشل فيه، لا شرط النجاح بنسبة مئة بالمئة، لكنى وضعت طرف أصابع قدمى على بداية طريقها.
مختصرًا ؛
ما من تجربة وُضعت أمامك إلا ولك منها استفادة، لا شرط الاستفادة تعنى النجاح فيها، ولكن النجاح ألا تخرج منها مثلما كنت.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة