نيويورك تايمز: طموحات ماكرون الكبرى على المحك مع إجراء الانتخابات الأوروبية

الثلاثاء، 21 مايو 2019 04:27 م
نيويورك تايمز: طموحات ماكرون الكبرى على المحك مع إجراء الانتخابات الأوروبية ماكرون
نيويورك (أ ش أ)

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

رأت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، اليوم الثلاثاء، أن طموحات الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون الكبرى أصبحت على المحك مع إجراء الانتخابات الأوروبية.

واستهلت الصحيفة تقريرا فى هذا الشأن، نشرته على موقعها الإلكتروني، بالقول إن ماكرون منذ انتخابه قبل عامين صنَّف نفسه زعيماً لأوروبا، ووضع رؤية كبيرة للتكامل الأعمق بين دول القارة، وحاول تأجيج العاطفة القومية فى جمهور متشكك من خلال رسالة مفتوحة نشرها فى الصحف بعنوان "مواطنى أوروبا" حذر فيها من "حرب أهلية أوروبية" تهدد قيم القارة.

وأضافت الصحيفة: "أنه فى خضم ذلك، أصبح ماكرون كبش الفداء المفضل لدى اليمين المتطرف، واسمه غالبا ما يُقابل بازدراء من قبل الشعبويين بداية من المجر إلى إيطاليا وحتى داخل فرنسا".

وتابعت الصحيفة أن "رؤية ماكرون (حاليا) تواجه اختبارها الأكثر حسما فى انتخابات البرلمان الأوروبى التى ستجرى على مدار ثلاثة أيام، ابتداءً من يوم الخميس القادم. وتظهر استطلاعات الرأى فى فرنسا أن حزبه يتخلف عن حزب مارين لوبان اليمينى المتطرف، أو حزب التجمع الوطني، وهو الحزب الذى كان يُطلَق عليه اسم الجبهة الوطنية".

ورأت (نيويورك تايمز) أن إلحاق الهزيمة بماكرون من شأنها أن تمثل إهانة لاذعة لرئيس نجح بالكاد فى احتواء موجة تمرد شعبى ضد سياساته المؤيدة لبيئة الأعمال التجارية بعد شهور من الاحتجاجات العنيفة التى قادتها حركة السترات الصفراء المعارضة.

إلى جانب ذلك، يمكن للهزيمة أيضا أن تكون المسمار الأخير فى نعش الرؤية التوسعية لأوروبا الأكبر التى ظلت بعيدًا عن متناول ماكرون.. على حد قول الصحيفة.

مع ذلك، نجح ماكرون - وهو مصرفى استثمارى سابق لم تكن لديه خبرة سابقة فى المنصب المُنتخب- فى إعادة ضبط موقفه السياسى لمواجهة احتجاجات السترات الصفراء داخل فرنسا، حيث خفف العبء الضريبى على الطبقة العاملة قليلاً.

ولكن فى أوروبا، أظهر الرئيس الفرنسى ميلاً ضئيلاً لتقليص طموحاته من أجل تكامل أكثر صرامة – فى مجالات المالية والميزانيات والدفاع واستراتيجية الهجرة - حتى لو تم بالفعل تمزيقه إلى حد كبير.

وبغض النظر عن نتيجة الانتخابات، فقد تعطلت خطط ماكرون بالفعل بسبب عدم الاهتمام بالمشروع الأوروبى للمواطنين فى فرنسا وما وراءها، ونكبة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، وتمكين جبهة الزعماء الشعبويين على جانبى المحيط الأطلسى والتى لطالما سخرت منه.

ومن المقرر أن تنعقد انتخابات البرلمان الأوروبى خلال الفترة من 23 إلى 26 مايو الحالى فى ظل حالة من الضعف والانقسام لم تشهدها أوروبا منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.

وتتجلى أبرز صورها فى تباطؤ الأداء الاقتصادى وارتفاع معدلات البطالة بين الشباب وتزايد معدلات عدم المساواة، فضلا عن الصدام حيال قضايا الهجرة واللاجئين، وتواصل تداعيات أزمة (بريكست) واضطراب الأوضاع الداخلية فى فرنسا والتحديات الناجمة عن الحكومة الشعبوية الإيطالية وحالة السيولة السياسية التى تشهدها الأوضاع الداخلية فى عدد من الدول الأوروبية ومنها بلجيكا والمجر والسويد وبولندا وانحسار ثقل أنجيلا ميركل عقب تخليها عن رئاسة حزبها وقرب نهاية ولايتها كمستشارة لألمانيا الاتحادية.

ومع ذلك، اختتمت الصحيفة الأمريكية تقريرها بالقول إنه لا يبدو أن ماكرون يصالح نفسه مع حقيقة أن الألمان لديهم رؤية أقل شمولية للفكرة الأوروبية. ففى رسالته، قدم فكرة شبه رومانسية للكتلة الأوروبية، واصفا إياها بأنها "نجاح تاريخي"، وأشاد بـ"المصالحة بين قارة مدمرة، فى مشروع غير مسبوق للسلام والازدهار والحرية".

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة