هؤلاء غنوا القرآن.. روتانا طرابزونى ختمت به حفلاً راقصًا.. منشد يتمايل على "الفاتحة".. رجال دين يختلفون فى القراءة على المقامات.. ودار الإفتاء المصرية: لا يجوز شرعًا

الأحد، 19 مايو 2019 10:08 م
هؤلاء غنوا القرآن.. روتانا طرابزونى ختمت به حفلاً راقصًا.. منشد يتمايل على "الفاتحة".. رجال دين يختلفون فى القراءة على المقامات.. ودار الإفتاء المصرية: لا يجوز شرعًا المطربة روتانا
كتب أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تلحين القرآن وغناؤه موضوع قديم، حتى أن أم كلثوم رغم أن رأيها أغلق هذا الباب، نجدها تغنى فى "الثلاثية المقدسة" للشاعر صالح جودت من ألحان رياض السنباطى، مقطع "والضحى والليل لما سجى" فى تناصٍّ واضح مع الآية "والضحى والليل إذا سجى".

ومؤخرًا، أثارت مطربة من أصول عربية، الجدل بعدما اختتمت حفلاً راقصًا بقراءة سورة الفاتحة، وذلك فى حفل موسيقى صاخب، مرتدية ثيابًا غير محتشمة.

الحفل الذى قدمته المطربة روتانا طرابزونى، فى المهرجان الغنائى فى منطقة أريزونا الأمريكية أعادها مرة أخرى إلى الواجهة بعد سنوات من غيابها عن المشهد الفنى.

ويذكر أن غناء القرآن مسألة مثارة منذ قديم ولعل أبرز الذين تورطوا فى ذلك المطرب اللبنانى مارسيل خليفة الذى لحن وغنى قصيدة لمحمود درويش تحتوى على آيات قرآنية.

ففى عام 1995، آثار الفنان اللبنانى مارسيل خليفة حالة الجدل أيضًا فى الشارع اللبنانى والإسلامى بشكل عام بعدما قام بغناء أغنية "أنا يوسف يا أبى" والتى تضم آية "إنى رأيت أحد عشر كوكبا والشمس والقمر رأيتهم لى ساجدين" ضمن ألبومه "ركوة عرب" وهى من كلمات الشاعر الفلسطينى الكبير محمود درويش و ألحان مارسيل خليفة نفسه، الأغنية التى احتوت إسقاطاً لمأساة يوسف الذى نبذه إخوته كما وردت فى التوراة و القرآن على مأساة الشعب العربى الفلسطينى أثارت غضب رجال الدين المسلمين ولا سيما مفتى الجمهورية اللبنانية محمد رشيد قباني.

وفى عام 2018 أثير الجدل مرة أخرى عندما تداول رواد مواقع التواصل مقطع فيديو، لأحد المبتهلين مرتديًا الزى الأزهرى وهو يتلو سورة الفاتحة على أنغام الموسيقى خلال احتفالية شعبية وأظهر الفيديو المتداول المبتهل وهو يتغنى بقراءة آيات من سورة الفاتحة وبجواره العازفين على الآلات الموسيقية المتنوعة، ومن أمامه يتراقص مرتادو الحفل على الأنغام الموسيقية.

 

ما الذى يقوله الفقه؟

تقول دار الإفتاء المصرية فى حكم تلحين القرآن: "لا يجوز شرعًا قراءة القرآن الكريم مع تلحينه تلحينًا موسيقيًّا؛ لكون هذا العمل يخرج القرآن عن جلالته وقدسيته، ويصرف السامع عن الخشوع والخضوع عند سماعه، ويجعله أداة لهوٍ وطربٍ، وكل عمل يخرج كتاب الله عن غايته يعد عملًا منكرًا لا يقره الدين، ويجب علينا عند قراءته مراعاة الرجوع إلى ما كان عليه فى عهد النبى صلى الله عليه وآله وسلم والصحابه والتابعين.

 

القراءة على المقامات

أما فيما يتعلق بقراءة القرآن بالألحان فإنها لا تخرج عن حالتين:

الحالة الأولى:

الألحان التى تسمح بها طبيعة الإنسان من غير تصنّع، وهذا ما يفعله أكثر الناس عند قراءة القرآن، فإن كل من تغنّى بالقرآن فإنه لا يخرج عن ذلك التلحين البسيط، وذلك جائز، وهو من التغنى الممدوح المحمود، كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (ليس منَّا من لم يتغنَّ بالقرآن) أخرجه البخارى فى صحيحه (7527)، وعلى هذه الحالة يحمل الحكم بالجواز والاستحباب.

الحالة الثانية:

الألحان المصنوعة والإيقاعات الموسيقائية التى لا تحصل إلا بالتعلم والتمرين، ولها مقادير ونسب صوتية لا تتم إلا بها، فذلك لا يجوز؛ لأن أداء القرآن له مقاديره التجويدية المنقولة التى لا يمكن أن تتوافق مع مقادير قواعد تلك الألحان إلا على حساب الإخلال بقواعد التجويد، وذلك أمر ممنوع، وفى ذلك يقول ابن القيم فى "زاد المعاد فى هدى خير العباد" (1/493): "وكل من له علم بأحوال السلف يعلم قطعًا أنهم برآء من القراءة بألحان الموسيقى المتكلفة التى هى إيقاعات وحركات موزونة معدودة محدودة، وأنهم أتقى لله من أن يقرأوا بها ويسوِّغوها، ويعلم قطعاً أنهم كانوا يقرأون بالتحزين والتطريب، ويحسِّنون أصواتهم بالقرآن، ويقرؤونه بشجى تارة، وبطرب تارة، وبشوق تارة، وهذا أمر مركوز فى الطباع تقاضيه، ولم ينه عنه الشارع مع شدة تقاضى الطباع له، بل أرشد إليه وندب إليه، وأخبر عن استماع الله لمن قرأ به، وقال : ( ليس منَّا من لم يتغنّ بالقرآن )، وفيه وجهان: أحدهما: أنه إخبار بالواقع الذى كلنا نفعله، والثانى: أنه نفى لهدى من لم يفعله عن هديه وطريقته" .

 







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة