رسائل قوية تبعثها القمة العربية والخليجية المرتقبة نهاية مايو المقبل.. تحالف عربى فى مواجهة اعتداءات إيران بالخليج.. تعميق عزلة نظام طهران أمام اصطفاف خليجى.. خسارة إيرانية فى حرب أمريكية محتملة أبرز نتائجها

الأحد، 19 مايو 2019 01:30 م
رسائل قوية تبعثها القمة العربية والخليجية المرتقبة نهاية مايو المقبل.. تحالف عربى فى مواجهة اعتداءات إيران بالخليج.. تعميق عزلة نظام طهران أمام اصطفاف خليجى.. خسارة إيرانية فى حرب أمريكية محتملة أبرز نتائجها خامنئى والقمة العربية
كتبت : إسراء أحمد فؤاد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

من المنتظر أن يلبى قادة دول عربية وإسلامية دعوة المملكة العربية السعودية لعقد إلى عقد قمتين خليجية وعربية طارئة فى مكة المكرمة، يوم 30 مايو، على خلفية الاعتداءات على محطتى ضخ للنفط فى السعودية وسفن قرب سواحل الإمارات الأسبوع الماضى، حوادث جاءت ببصمة إيرانية بحسب تعبير الإدارة الأمريكية، ووسط اتهامات عربية لإيران ووكلاءها فى المنطقة بالعبث بأمن بلدان الخليج العربية.

 

ويأتى توقيت هذه القمة التى تتزامن مع التصعيد والتوتر الأمريكى الإيرانى له دلالات مهمة خاصة بعدما وجه البنتاجون مجموعة سفن حربية بقيادة حاملة الطائرات "Abraham Lincoln"، منذ 5 مايو الجارى، إلى منطقة الخليج، بالإضافة إلى عدة قاذفات تكتيكية من نوع "B-52"، نظرا لوجود "معلومات مؤكدة" عن "تهديدات إيرانية" تجاه العسكريين الأمريكيين وحلفائهم.

 

قمة الكويت
قمة الكويت 2017

 

دلائل توقيت القمة الخليجية والعربية

أولى هذه الدلائل تتمثل فى أن القمة ستتيح حرية أكبر لدول الخليج العربى لتنسيق جهودها المشتركة والسياسات الرامية إلى مكافحة الإرهاب، بما فى ذلك الإرهاب الإيرانى وإرهاب أذرع النظام الإيرانى فى المنطقة العربية، وذلك عبر التكامل فى المجالات السياسية والدفاعية والاقتصادية والقانونية، إذ ستكون أبرز نتائجها هو اصطفاف عربى وإسلامى كبير فى مواجهة الأعمال العدائية والتخريبية للمليشيا المدعومة من طهران.

 

وثانى تلك الدلالات، أن تركيز القمة سوف ينصب على ضرورة مواجهة التدخلات الإيرانية المباشرة، والتصدى للأعمال العدائية لأذرعها الإرهابية فى عدد من الدول العربية، وفى مقدمتها جماعة الحوثى فى اليمن، وحزب الله اللبنانى، والحشد فى العراق، وكذلك دورها التخريبى فى بعض البلدان العربية من دعم لشيعة البحرين ومد نفوذ فى سوريا وإثارة القلاقل فى القطيف وبث الفرقة فى عددا من البلدان العربية ودعم فصائل مقربة منها.

 

ووفقا لما هو معلن فإن القمة العربية والخليجية تأتى حرصا من خادم الحرمين الشريفين على التشاور والتنسيق مع الدول الشقيقة فى مجلس التعاون لدول الخليج العربية وجامعة الدول العربية فى كل ما من شأنه تعزيز الأمن والاستقرار فى المنطقة، وفى ظل الهجوم على سفن تجارية فى المياه الإقليمية لدولة الإمارات العربية المتحدة، وما قامت به مليشيات الحوثى الإرهابية المدعومة من إيران من الهجوم على محطتى ضخ نفطية بالمملكة، ولما لذلك من تداعيات خطيرة على السلم والأمن الإقليمى والدولى وعلى إمدادات واستقرار أسواق النفط العالمية".

120102063817-iran-missile-test-hormuz-story-top
التوتر فى الخليج

 

نتائج القمة على المنطقة

ولعل أبرز نتائج القمة ستتضح جلية فى تبنى القادة العرب آليات لمواجهة تمدد النفوذ الإيرانى، وردع طهران التهديدات الإيرانية للخليج، بعدما أشارت تقارير إلى استعداد إيران القيام بأعمال تخريبية فى بلدان خليجية حال شن الولايات المتحدة هجوم عليها. الفترة الماضية حاولت أن توسع طهران من خياراتها وتمسك بأكبر عدد من كروت اللعبة السياسية، ومؤخرا قامت بنشر صواريخها الباليستية لتهديد خلفاء واشنطن، وتشكل أداة ضغط على الولايات المتحدة حال لجأت لسيناريو الحرب.

 

وتأتى أبرز نتائج القمة المرتقبة فى تعميق عزلة النظام الإيرانى، الذى يعانى أزمات داخلية حادة على خلفية العقوبات الأمريكية، وهروب الشركات الأوروبية والمستثمرين وانصياعها إلى التحذيرات الأمريكية، فضلا عن تردى الوضع الاقتصادى وانخفاض قيمة العملة، وهنا يأتى الاصطفاف العربى متزامنا مع تناغم عربى أمريكى فى التنديد ببرنامج إيران الصاروخى الباليستى والتهديدات الإيرانية، والدعوة لفرض قيود أكثير صرامة عليها. وهو بالتأكيد لن يصب فى صالح طهران، ويمكن القول أنه من أبرز نتائج هذه القمة هو المزيد من الضغوط الدولية والإقليمية لإجبار طهران رفع يدها عن قضايا المنطقة وعن وكلائها.

 

وباتت اليوم تقف طهران أمام مفترق طرق، إما أن تغيير من سلوكها فى المنطقة أو تخسر كل شيء حتى نظامها، الذى بات قاب قوسين أو أدنى، القمة أيضا ستبعث برسائل إلى طهران فحواها أن سياسات مد النفوذ أصبحت من الماضى وأن طهران عليها أن تواجه تداعيات هذه السياسات التى شكلت جزءا لا يتجزأ من أيدلوجيتها على مدار الـ4 عقود الماضية، وأن عليها مراجعة سياسية شاملة لنظامها.

img11
قاسم سلمانى

 

وخرجت اليوم صحيفة "اليوم" السعودية فى افتتاحيتها تقول تحت عنوان (تغيير نظام الملالي لا سلوكه): "لطالما كانت إحدى قواعد السياسة الأمريكية الحفاظ على مصالحها وأمن حلفائها وشركائها الإستراتيجيين كسياسة أمريكية راسخة،.. ليأتى قرارها بتعزيز قواتها العسكرية بالمنطقة، متبوعا بموافقة المملكة العربية السعودية ودول خليجية أخرى على إعادة انتشار القوات الأمريكية بغية التصدي لتهديدات إيران فى المنطقة".

 

وأضافت: "يأتى ذلك ردا على تصرفات قادة طهران التي باتت أكثر رعونة وتشدقا بدعمها ميليشيات الإرهاب، وكان الهجوم على ناقلات النفط الذى نفذته أذرع إيران آخر فصول إرهاب الملالى، وهذا ما دفع بالإدارة الأمريكية إلى اتخاذ إجراءات صارمة لكبح الغطرسة الإيرانية، وكذلك ضمان أمن الحلفاء".

 

وأشارت الصحيفة، إلى أنه خلال السنوات الماضية كررت إدارة الرئيس ترامب أنها لا تريد أن تغير النظام فى طهران وإنما تريد أن يغير النظام سلوكه، لكن حكام طهران أصروا على التهديد والتلويح بالقوة، وهذا ما دفع بواشنطن لتفرض الأمن والسلام في المنطقة وتضمن سلامة الممرات الدولية.

 

img2
 

وفى النهاية قالت الصحيفة: "لكن إيران لم تكترث بكل الرسائل والتحذيرات التي تكررت بل مضت فى عبثها ومغامراتها، وذلك ما أكد عليه أيضا مسؤولون كبار فى الخارجية والبيت الأبيض. وما يجرى الآن من تطورات ليس ردة فعل بل هو موقف تبلور نتيجة سلوك إيران العدوانى وإصرارها على الاستمرار فى زعزعة أمن واستقرار المنطقة وإصرارها على دعم الجماعات الإرهابية ونشر الفوضى. فهذا النظام وعلى مدى تاريخه أثبت أنه قائم على سياسة إلغاء الآخر ولا يقيم وزنا للمواثيق والأعراف والقوانين الدولية، ولا يمكن تغيير سلوكه، بل بات مطلوبا من المجتمع الدولى ممثلا بمجلس الأمن اتخاذ قرار باقتلاعه من جذوره وتشكيل تحالف دولي من أجل تحقيق هذه المهمة، فهذا النظام ليس سوى عصابة تحكم بالحديد والنار أفقرت شعبها وأعدمت عشرات الآلاف من مواطنيها، وبات مطلوبا تغيير النظام وليس تغيير سلوكه".









الموضوعات المتعلقة


مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة