أكرم القصاص - علا الشافعي

القارئ محمود حمدون يكتب .. بهرجة الألوان

الجمعة، 17 مايو 2019 09:18 ص
القارئ محمود حمدون يكتب ..  بهرجة الألوان بزوغ الشمس

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

سرب من غمام يحيط بقرص الشمس ، نظرت لساعة يدي وجدتها تقترب من الخامسة ،  تتضاءل الفروق بين المغرب و وقت بزوغ الفجر، لا أدري إن كان الوقت نهاراً يحتضر بلحظاته الأخيرة أم فجر يوم وليد يحبو بخطواته الأولى.

تنتشر على المدى البعيد درجات متباينة من الأبيض أو الأسود ، هكذا يبدو أنه حلم، فيقيني أن النوم يخلو من بهرجة الألوان ، حيث تستقر الحياة على حقيقتها دون زيف لكن .. أذاك يعني أني نائم ! فهل يملك النائم وعياً بنومه ؟ أيدرك أنه يحلم ؟

أفقت على لكزة ، عجوز ترغب بعبور الشارع ، تسير بتؤدة دون عصا، ممشوقة القوام ، حادة اللسان بادرتني بقولها : لا يقف مثل موقفك هذا إلا اثنين  ، لص يتربّص  أو عسس يترصّد ، فمن أنت ؟

أجبتها ضاحكاً : ربما أنا شخص ثالث.

لا ثالث فيمن ذكرتهما ، فهات ما عندك .!

همست لها بعد أن بدأ الناس في الهطول من كل صوب : ربما تائه لا يعلم إلى أين يمضي.

كانت تقبض على معصمي الأيسر بشدة لا تناسب وهن مظهرها ، ردّت بحذر: لا يتوه الآن إلا من رغب في الضلال عمداً.

سألتها لاستدرجها بعيداً عن قسوة ألفاظها : هل أنت من سكان المكان؟

أحسست بوخز بيدي، نظرتها فإذا بأظافرها قد برزت كمخالب لبؤة على وشك الانقضاض على فريستها، أسفر ثغرها عن ابتسامة لا أعلم أين رأيتها من قبل  ،  ثم .....

أفقت ثانية على وكزة  بكتفي من الخلف  ، و صوت بغلظة يقول : وصلنا آخر الخط  ، لم تدفع " الأجرة " بعد.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة