"وشهد شاهد من أهلها".. الإعلام الأمريكى يفقد الحياد مقابل الشخصنة.. دراسة لأبرز المؤسسات البحثية تفضح انحيازه.. "راند": الأيديولوجية تشكل المحتوى الخبرى على حساب الدقة.. والتلفزيون أكثر تطورا من الصحافة

الخميس، 16 مايو 2019 04:35 م
"وشهد شاهد من أهلها".. الإعلام الأمريكى يفقد الحياد مقابل الشخصنة.. دراسة لأبرز المؤسسات البحثية تفضح انحيازه.. "راند": الأيديولوجية تشكل المحتوى الخبرى على حساب الدقة.. والتلفزيون أكثر تطورا من الصحافة الصحف الأمريكية - أرشيفية
كتبت ريم عبد الحميد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

رغم أن القائمين على الإعلام الأمريكى بمختلف أشكاله دائما ما يتشدقون بنزاهتهم المزعومة، وعدم انحيازهم لطرف دون آخر، إلا أن الواقع كان يفضح زيف هذه الإداعاءات، وقدمت دراسة هامة لواحدة من أبرز المؤسسات البحثية فى الولايات المتحدة تفسيرًا للمواقف المنحازة للإعلام الأمريكى، وافتقاره للحياد فى التعامل مع العديد من الملفات والقضايا الخاصة بالعالمين العربى والإسلامى، وفى مقدمتها الحرب على الإرهاب، وجماعة الإخوان وما ينبثق عنها من كيانات فى العديد من الدول وغير ذلك.

 

وخلصت مؤسسة راند البحثية إلى أن الصحافة الأمريكية باتت "شخصية بشكل أكبر"، وأكثر اعتماداً على "المعيار الشخصى"، وأن الإعلام الأمريكى سواء الصحف أو القنوات التلفزيونية باتت أكثر اعتمادًا، وإن كان بدرجات متفاوتة، على الرأى والحجج الشخصية لتحقيق الإقناع بدلا من استخدام اللغة الأكاديمية والمصادر الموثوقة.

دراسة مقارنة بين الصحف قبل عام 2000 وبعده
دراسة مقارنة بين الصحف قبل عام 2000 وبعده

 

ووجد فريق "راند" أثناء دراستهم أدلة على وجود تحول دقيق وتدريجى بمرور الوقت بين الإعلام الجديد، ويقصد به الإعلام الإلكترونى الذى ظهر بعد عام 2000، والإعلام القديم ممثلا فى الصحافة الورقية والقنوات التلفزيونية قبل هذا العام، حيث أصبحت الصحافة أكثر ذاتية تقوم على منظور شخصى.

 

ووجد القائمون على الدراسة أدلة على حدوث تحول من الأسلوب الصحفى الذى يستند إلى استخدام لغة عامة وسجل أكاديمى، وإشارات للمصادر وتغطية مستندة إلى فعاليات، إلى أسلوب يرتكز بدرجة أكبر على المنظور الشخصى والسرد والذاتية وطرح المواقف الإيديولوجية. ورأى فريق راند هذا الاتجاه بشكل واضح فى قنوات البث، وبدرجة أقل فى الصحف الورقية.

وفى هذه الدراسة، بحثت "راند" فى ثلاثة أنواع من الإعلام: التلفزيون، والصحافة المطبوعة والصحافة الإلكترونية، وجمع الفريق مجموعة هائلة من المقالات والنصوص من 20 وسيلة إعلامية ثم قام بتحليلهم باستخدام أداة "RAND_ Lex" وهى أداة تحليل نصوص تجمع التعلم الآلى المستخدم فى تحديد أنماط فى استخدام الكلمة واللهجة والمشاعر  وتحليل المحتوى النوعى.

 

وفيما يتعلق بالصحافة المطبوعة، بحث الفريق فى المقالات المنشورة فى الصفحات الرئيسية فى "نيويوورك تايمز و"واشنطن بوست" و"سان لويس بوست ديسباتش"، وجميعهم له أرشيف يعود إلى عام 1989 متاح فى LexisNexis"، إلى جانب نصوص برامج إخبارية من قنوات CBS و NBC و  ABC، والبرامج المذاعة فى وقت الذروة على قنوات الكابل مثل "سى إن إن" وفوكس نيوز وMSNBC.

 

جدول يوضح التغير فى الصحف القومية الامريكية
جدول يوضح التغير فى الصحف القومية الامريكية

 

ومن بين الفئات الثلاث للمحتوى التى تناولها الباحثون، كانت الصحافة المطبوعة الأقل تغيرا منذ عام 2000. فالتقارير الصحفية هى نفس ما كانت عليه تقريبا فى الماضى على الأقل فيما يتعلق بالقصص المنشورة فى الصفحات الأولى، مع عدم وجود تغييرات جذرية، ووجود تحولات دقيقة فى تركيز المادة الإخبارية وإطار تقديمها.

 

 

أما التغييرات التى حدثت وقد ترضى العاملين فى مجال الصحافة الذين كانوا يطالبون بمزيد من استخدام أسلوب السرد القصصى فى العقود القليلة الماضية، هو أن القصص التى نشرت فى مرحلة ما بعد عام 2000 تستخدم الشخصيات بشكل أكبر ومزيد من السرد والمزيد من التفاعلات الإنسانية.

 

وعلى عكس الصحف، وجدت مؤسسة راند أن قنوات البث التلفزيونى وقنوات الكابل شهدت اختلافات أكبر. فكانت قنوات البث تستخدم لغة أكاديمية على الأرجح قبل عام 2000 إلى جانب استخدام لغة أكثر دقة ومحددات جعلت بعض أو كل الأمور التى يتم مناقشتها أكثر وضوحا. لكن بعد عام 2000، فقدت أخبار قنوات البث هذه اللهجة الأكاديمية واللغة الدقيقة، وأصبحت أكثر حوارية مع استخدام خطاب مؤقت وغير معد له مسبقا مثلما كان من قبل.. وكان هذا يعنى أيضا المزيد من الذاتية وتغطية مباشرة أقل عن القصص المعدة سابقا ومزيج من الحوار بين مذيعى الأخبار والخبراء الضيوف، وبين المذيعين والجمهور. ومثل هذه الحوارات تفاعلية وتقدم منظور شخصى أكبر.

بيانات توضح تراجع اللغة الاكاديمية والقيم العامة فى قنوات البث التلفزيونى
بيانات توضح تراجع اللغة الاكاديمية والقيم العامة فى قنوات البث التلفزيونى

 

وتقول الدراسة إنه بالمقارنة بين خصائص الإعلام الجديد والقديم، وجد فريق البحث أن برامج قنوات الكابل اليوم تفاعلية للغاية وشخصية تعتمد على الحجج والآراء للإقناع والنقاش، فى تناقض واضح عن اللغة الأكاديمية الأكثر دقة التى كانت مستخدمة فى البث التلفزيونى فى فترة ما قبل عام 2000.

 

ووجدت الدراسة أيضا أن العينة التى درستها من الصحافة الإلكترونية اتسمت بالطابع الشخصى والذاتى، وفى حالات عديدة أكدت الحجج ومناصرة موقف ما دون آخر، وكانت مختلفة جدا عن عينة الصحافة المطبوعة قبل عام 2000، التى كانت تعتمد بدرجة أكبر على التغطية المتعلقة بالحدث والتى غالبا ما تشير إلى مؤسسات أو مصادر.









الموضوعات المتعلقة


مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة