قصص "مسافة كافية" للأردنى جعفر العقيلى تعكس حياة الفرد فى المجتمع

الأربعاء، 15 مايو 2019 02:30 ص
قصص "مسافة كافية" للأردنى جعفر العقيلى تعكس حياة الفرد فى المجتمع غلاف كتاب مسافة كافية
كتب أحمد منصور

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

عن سلسلة "الإبداع العربى" التى تصدرها الهيئة المصرية العامة للكتاب، صدرت للقاص الأردنى جعفر العقيلى مجموعة بعنوان "مسافة كافية"، تتضمن خمسة عشر قصة تتسم بسلاسة السرد وحيويته، وقوة اللغة وحضورها، وجماليات الحدث ومفارقاته.

 

تتنوع القصص فى مضامينها، غير أنها تشترك فى إبراز الهواجس الإنسانية، التى تتضح فى صورة جلية عبر المفارقة ابنة اللحظة، وهى تعلى من قيم التمرد والثورة والاختلاف، وتقارب القصص مواضيع تتعلق بواقع الناس وحياتهم اليومية وهمومهم النفسية/ الذاتية والمعيشية والاجتماعية والسياسية. وهى تتسم بأن الأحداث البسيطة والمقدمات التى تبدو للوهلة الأولى عادية ومنطقية فيها، تقود إلى نهايات غير متوقَّعة.

 

تشكل لغة العقيلى جزءاً أساسياً فى بنية القصة، حيث إنها قادرة على التوالد والتشكل واكتساب أبعاد رمزية ودلالية وإشارية، وهو يضبط القصة إلى حد التحكيك، ويعطى القصةَ حقها، فالواقعية منها واقعية ناجحة، والغرائبية منها غرائبية ناجحة، والذهنية الرمزية منها ناجحةٌ كذلك، وبتقنيات قَصّ جميلة مع ضبطٍ للزمن، وللعناصر التقليدية للقصة، مع انفتاح القصة على التأويل والترميز.

 

جعفر العقيلي (1)
جعفر العقيلى

 

غلاف مسافة كافية
غلاف مسافة كافية

وتبرز فى عدد من القصص سخرية سوداء تتأتى من المفارقة فى الموقف الذى تتصاعد فيه الأحداث دراماتيكياً، بشكل يدفع للضحك حيناً، وللبكاء أحياناً. كما تنفتح القصص على البعد الإنسانى، وتتخلص من محدودية الزمان والمكان أو تتابعهما التعاقبى لصالح التتابع النفسى، حتى صار الحدث مشرعاً على التأويل ومحافظاً على روح المتعة والإدهاش، رغم أنه يلتصق بالواقع المعاش؛ منه ينطلق وإليه يعود.

 

ورغم أن قصص المجموعة، التى راوح السرد فيها بين ضميرَى المتكلم والغائب، تتشبث بالعديد من عناصر القصة الكلاسيكية، إلا أنها تتعامل مع هذه العناصر وفق أسلوبية تتجه إلى التقديم والتأخير فى الزمن عبر استخدام تقنيات المونولوج والديالوج، وتداعى الحدث وفق الحالة النفسية للبطل لا بحسب الترتيب التسلسلى الذى يبدأ من نقطة وينتهى بها.

 

وينظر العقيلى إلى الكتابة بوصفها أكثر من مجرد مسألة لغوية، موضحاً: "أتجنب الثرثرة فى السرد، ولا تستهوينى ضروب البلاغة وفتل العضلات فى التعبير. بساطة اللغة هى التى استعين بها لأقول ما لديّ". ويضيف بقوله: "لكننى أحتفى بالتفاصيل، تفاصيل المشهد والحالة النفسية المسيطرة فى النص، تتلاشى المسافة بين الكتابة والتقاط الصورة لدى، وأجدنى أحمل كاميرا على كتفى وأنا أكتب، أرصد كل نأمة ورفّة جفن وأتتبع العلاقة بين البطل وما يحيط به من مفردات تؤثث المكان، هنا تحديداً يكون لكل مفردة دور ووظيفة، فإن لم تؤدِّ المطلوب منها فلماذا أتمسك بها؟!".

 

وفى الوقت الذى يؤمن فيه العقيلى أن الكتابة فى أحد وجوهها هى "فن الحذف"، فإنه يكتب القصة كما لو كان فى ورشة عملية، لكنها "ورشة ذاتية" على حد تعبيره؛ "الذات فيها هى المحاضِر والمتلقّى، طارحُ الأسئلة والمجتهِد فى تقديم الأجوبة، المعلمُ والتلميذ"، مشيراً إلى أن الفروقات و"الجِراحات" التى يجريها على النص نفسه فى نُسَخِه المتعددة يمكن للقارئ تتبّعها بسهولة وعقد المقارنات بينها.

 

يذكر أن العقيلى يعمل سكرتيراً للتحرير فى صحيفة "الرأى" اليومية الأردنية ومشرفاً على صفحات الملحق الثقافى فيها، وهو المدير العام لـ"الآن ناشرون وموزعون" بعمان. أصدر نحو عشرين كتاباً، منها أربع مجموعات فى القصة هى: "ضيوف ثقال الظل" (2002)، و"ربيع فى عمّان" (2011)، و"تصفية حساب" (2014)، و"كمستير" (2015). ومجموعة شعرية بعنوان "للنار طقوس وللرماد طقوس أخرى" 1996)، وكتابين فى الحوارات هما: "فى الطريق إليهم"، و"أفق التجربة".







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة