العمل الخيرى من أعظم ما يتقرب به العبد إلى الله، وقد ضرب المصطفى صلى الله عليه وسلم أروع الأمثلة فى ذلك: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال، "يا رسول الله أى الناس أحب إلى الله وأى الأعمال أحب إلى الله، فقال رسول الله، أحب الناس إلى الله تعالى أنفعهم للناس، وأحب الأعمال إلى الله تعالى سرور تدخله على مسلم أو تكشف عنه كربه أو تقضى عنه دينا أو تطرد عنه جوعا ولأن أمشى مع أخ فى حاجة أحب إلى من أن أعتكف فى هذا المسجد شهرا"، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة ومن يسر على معسر يسر الله عليه فى الدنيا والآخرة ومن ستر مسلما ستره الله فى الدنيا والآخرة والله فى عون العبد ما كان العبد فى عون أخيه"، ومن هذه الفضائل قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "صنائع المعروف تقى مصارع السوء وصدقة السر تطفئ غضب الرب وصلة الأرحام تزيد من العمر".
عن أبى هريرة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "من مشى فى حاجة أخيه حتى يقضيها له أظله الله عز وجل بخمسة وسبعين ألف ملك يصلون عليه ويدعون له إن كان صباحا حتى يمسى وإن كان مساء حتى يصبح ولا يرفع قدما إلا حط عنه بها خطيئة ورفع له بها درجة".
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "من أنظر معسرا كان له كل يوم صدقة ومن أنظره بعد حله كان له مثله فى كل يوم صدقة"، فنصوص القرآن والسنة مليئة بالترغيب فى القرض الحسن .
قال صلى الله عليه وسلم "الساعى على الأرملة والمسكين كالمجاهد فى سبيل الله أو القائم الليل الصائم النهار "الذى يسعى على أرملة أو مسكين لوجه الله فيربح فى تجارته درجات المجاهدين والصائمين والقائمين من غير تعب ولا نصب ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء.
ومن جملة الأخيار رجل أراد الله أن يخلد ذكره فى العالمين فتم له ذلك خلال ذكر رسول الله لقصته ليكون مثالا يقتدى به الناس، فهذا الرجل لم يكن كثير العبادة والصلاح ولكن كان لديه مال كثير فوسع الله له فى رزقه حتى أصبح من كبار التجار الذين يشار إليهم بالبنان، وكلما زاد رزقه زاد لله شكره فكان الناس يقصدون بابه للاقتراض منه فإذا جاء أحدهم نظر فى حاله إن كان موسرا لم يعجل فى طلب ماله منه، وإن كان معسرا تجاوز عنه فأسقط عنه بعض الدين أو كله واستمر على ذلك القانون الفريد الذى وضعه لنفسه طيلة حياته، وعندما حانت لحظة الوفاة تلقفته ملائكة الموت، سألته عن أفضل عمل له فى حياته فلم يتذكر شىء يرى أنه مستحق للذكر، فكررت الملائكة عليه السؤال فتذكر ما كان يفعل مع المقترضين فأخبرهم عن الطريقة التى كان يعاملهم بها وهو يرى فى نفسه أن هذا العمل أقل أن يذكر، لكن الله سبحانه وتعالى أكرم الأكرمين وأرحمهم فقد كافأه على هذا العمل وتجاوز عنه فأدخله الجنة .
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة