جاكلين روك.. المرأة الأخيرة فى حياة بابلو بيكاسو فضلت الانتحار

الإثنين، 08 أبريل 2019 03:00 م
جاكلين روك.. المرأة الأخيرة فى حياة بابلو بيكاسو فضلت الانتحار بيكاسو وجاكلين
كتب أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
"أعمالى تعبر عن الخوف والألم، لأنها صور من الحياة، لأن البشر مجانين ورائعين، ولأن العنف مبيد، وجاكلين تنير حياتى، كل حياتى، ولا شيء غيرها"، هذا ما قاله بيكاسو عن المرأة الأخيرة التى ارتبط بها. 
جاكلين وبابلو
 
اعتمدادا على كتاب (نساء بيكاسو ) بـ جوزف أبى ضاهر، والصادر عن دار الفرابى فإنه "بعد انفصال فرانسواز عن بابلو بيكاسو، شعر أنه فى (الجحيم) كل شىء حوله يلفه السواد، مات صديقه الرسام هنرى ماتيس، ولا توجد امرأة قربه تواسيه، تخفف هذه الكآبة، التى شعر بها سابقا، وهى الآن أقسى، صار كهلا وبدأ يشك فى لقاء من تستطيع أن تغير كل ذلك، إلى أن ظهرت جاكلين روك (ولدت سنة 1921) امرأة مطلقة وأم لابنة صغيرة.
لقاء بابلو بيكاسو وجاكلين ذكرته فرنسواز فى كتابها قالت:
"عندما علمت مدام راميه بعلاقتنا المهزوزة، أنا وبيكاسو، جاءت قريبتها، جاكلين روك، كى تعمل بائعة للفخاريات فى معملها "مادورا" بالرغم من أنها كانت تتخلى عن كل البائعات فى الخريف".
بيكاسو وجاكلين
 
كانت جاكلين ناعمة الخدين، زرقاء العينين، تتكلم الإسبانية، وكان بيكاسو – فى تلك الفترة يعد أعمالا من السيرامك، فتعاطفت معه:
 - كيف يمكننى أن أترك هذا الرجل المسكين، وهو فى هذا العمر؟
تضيف فرنسواز "بدأت الصحف تكتب ما لذ وطاب عن خلافاتى مع بابلو، لأنه بحسب أقوال الصحف لا يريد أن يعيش مع مومياء".
سنة 1955 زار بيكاسو بولونيا لحضور مؤتمر الشباب العالمى من أجل السلام، وكان الشعار الضخم الذى التف حوله الشباب مجرد مساحة بيضاء، تمثل حمامة السلام، وسرعان ما التقطه بيكاسو وأصبح شعاره.
بورتريه جاكى
 
ومع تزايد شهرة بيكاسو عالميا، ارتفعت حرارة العلاقة الودية بينه وبين جاكلين، حملتها إلى مرافقته فى عمله وحياته، فترددت كثيرا على مرسمه فى فالوريس (منطقة فى نيس) وتحولت الصداقة مع الأيام، إلى حب جارف، بعد أن ابتعدت فرنسواز نهائيا، وشعر الرسام العجوز أنه ليس بالإمكان التخلى عن "جاكى" التى أعطته كل اهتمامها وحنانها وشبابها، ووفرت له المناخ المناسب للإبداع.
 
عامل بيكاسو المرأة الأخيرة فى حياته معاملة خاصة، كذلك عامل ابنتها، وقد وقفت جاكلين روك أمام بابلو موديلا باهرا، قبل أن تصير زوجته الثانية سنة 1961 فرسم من وحيها "نساء الجزائر"، ومزج بيكاسو صورة جاكلين مع كل المواد، وصبغ وجهها بكل الألوان، وتباهى بإبراز حبه لها من دون خجل، فلم يترك مناسبة تفوته إلا ويقدم لها هدية، وأكثر الأعمال موقعة إلى "جاكلين بيكاسو" هذا التوقيع تكرر بأدوات كثيرة وعلى مواد مختلفة.
حبن بلغ بابلو بيكاسو التسعين من العمر، أقام معرضا لرسومه فى العاصمة البريطانية، وهرع النقاد من أقاصى الدنيا ليشاهدوا جديده، فإذا بهم يفاجأون بعودته إلى الصور الأولى التى خلفتها ريشته، فى أول طريقه الفنى.
كل حياتي
 
احتفظ بيكاسو بحيويته الفائقة أمام زوجته جاكلين، التى كانت تظهر تخوفا شديدا من نتائج عمل اليومى المتواصل، فهو يرهق صحته، لكنه لم يتأثر بهذا الخوف، تخطاه، ولم يتراجع خطوة واحدة إلى الوراء.
 
وفى صباح يوم الأحد الثامن من أبريل 1973 اتصلت جاكلين بالطبيب بيار برنار (طبيب بيكاسو الخاص) وقالت له بأن صحة بابلو ليست جيدة، أسرع الطبيب إلى قصر الرسام وفوجئ بالبستانى واجما وهو يفتح الباب، بدا كل شىء هادئا، الجميع فى غرفة بابلو، وكان بابلو يتمتم بكلام مبهم، وعندما يعود لوعيه ينادى "أين أنت يا جاكلين؟".
 بعد رحيل بيكاسو عاشت جاكلين مع الذكريات الحميمة، لم تغير شيئا فى محترفه، احتفظت بجميع الأدوات التى استعملها، ومتروكاته القيمة، والمجموعات النادرة ومن بينها 12 لوحة تمثلها.
وفى الأول من أكتوبر 1986 لم تعد جاكلين تحتمل الاكتئاب فأطلقت النار من مسدس حربى على رأسها، وانتهى عذابها فى البيت الذى عاشت فيه أبهى أيامها.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة