أكرم القصاص - علا الشافعي

سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 7 إبريل 1925.. سعد زغلول باشا يقلل من قيمة خصومه ويشترط أن يذهبوا إليه للاعتذار أولا قبل التباحث حول الاتحاد معهم

الأحد، 07 أبريل 2019 10:00 ص
سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 7 إبريل 1925.. سعد زغلول باشا يقلل من قيمة خصومه ويشترط أن يذهبوا إليه للاعتذار أولا قبل التباحث حول الاتحاد معهم سعد زغلول باشا

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
استمر الحوار بين الزعيم سعد زغلول باشا وهدى شعراوى، رائدة حركة تحرير المرأة فى مصر، يوم 5 إبريل عام 1925 فى منزل سعد باشا، وترك الحوار أثره لأيام تالية كان من بينها يوم 7 إبريل، مثل هذا اليوم، 1925، ووفقا لمذكرات «شعراوى» فإنها ذهبت إلى سعد باشا لتدعوه إلى الاتحاد، وشهد الحوار انتقادات عنيفة من «شعراوى» للزعيم، وردود قوية منه.. «راجع –ذات يوم 5 و6 إبريل 2019».
 
انتقدت «شعراى» موقف سعد من عبدالخالق ثروت باشا والذى وصل إلى حد اتهام سعد له بالخيانة، ورد سعد على هذه الانتقادات.. قالت له وفقا لمذكراتها: «خصومك ياسعد خونة كانوا أوغير خونة، أنكرتهم أم لم تنكرهم، هم موجودون ولهم حيثية ولهم أولاد وأصهار وأنساب وأحساب وأتباع، ولهم فى البلاد مصالح، وهم من كبار البلاد وذوى العقول الناضجة فيها، فلا يمكنك أن تبيدهم عن آخرهم، إذا رأيت فى ذلك تطهيرا للبلد منهم ووقاية لها من شرهم، ولكن إذا أردت ذلك، فلا يكون إلا عن طريق واحد وهو تحويل هذه العقول وتلك الهمم إلى ما فيه صالح الوطن وخيره وإزالة الخلاف الذى بينكم، وبذلك ينتفع البلد بالتفافهم حولك بدلا من أن تخسر كما هو جارٍ الآن من جراء انشقاقكم، ولايمكن أن يكون هذا صعبا عليك أنت الذى أمكنك أن تجتذب قلوب الأربعة عشر مليونا من المصريين، تضللهم إذا شئت وتهديهم بإشارة منك».
 
رد سعد: «أتريدين أن أتحد مع عبدالعزيز فهمى الذى قال إن الشعب المصرى غبى وجاهل؟ هل أعجبك منه هذا القول؟ قلت: «لا، أنا لم تعجبنى بعض تصريحاته وما كان يليق به وهو وزير أن يتفوه بتلك التصريحات يجاهر بجهل المصرى حتى ولوكان ذلك صحيحا».. كان عبدالعزيز فهمى وزيرا للحقانية فى حكومة زيور باشا، وأقيل يوم 5 سبتمبر 1925 على أثر خلاف مع رئيس الحكومة بالإنابة يحيى باشا إبراهيم.
 
رد سعد باشا، لكن شعراوى تصف لهجته فى الرد بأنها كانت خطابية..تذكر أنه قال: «هل الأمة المصرية غبية لأنها جاهلة؟ لا. وأنا أفضل الجاهل المخلص على المتعلم»، قلت.كيف تفضل الجاهل على المتعلم العاقل؟ وهل يقود الأمم إلا نخبتها أم تقودها العامة والجهلة؟ إن الأمة التى تخضع للعامة تسودها الفوضى.. إن الشعب الذى يقوم كما قام الشعب المصرى لهو جدير بكل تبجيل، وإنه لشعب نبيل». قلت: «نعم، ولكنه لم يقم من تلقاء نفسه.. وأنت مثلى تعلم كيف هب ومن الذين ساعدوه على هذا القيام.. وماهم إلا هؤلاء الرجال الذين تسميهم خصومك.. وحرام ياسعد أن تحرم الأمة الانتفاع بهذه العقول النيرة وتلك الكفاءات». قال: «ولماذا لاينضمون إلى الوفد؟»، قلت: «كيف ينضمون للوفد وليس للوفد برنامج ولهم برنامجهم؟» قال: «لنا برنامج»، قلت: «وأين برنامجكم؟»،قال: «ألاتعرفين أن برنامجنا هو الوصول التام إلى الاستقلال التام لمصر والسودان؟»، قلت: «هذه غاية الجميع، وهم وضعوا لتحقيقها برنامجا يوضح طريقة الوصول إلى ذلك الاستقلال، لذلك نريد أن تتحدوا لتتفقوا على تنفيذ هذه الطريقة». قال: «إذا فليأتوا إلى ليعتذروا أولا، ثم بعد ذلك نتباحث». قلت: «لايمكننى أن أطلب منهم ذلك بعد كل الشتائم والتهم التى وجهتها إليهم لأن لكل واحد كرامته وعزة نفسه». قال: «أتريدين أن أذهب أنا إليهم؟» قلت: «لا..هناك طريقة تسهل عليكم هذا الأمر، يمكنكم أن تشرفونى وتحددوا موعدا لهذا التشريف، وأنا أدعوهم للحضور والاجتماع بكم فى أى وقت تريدون، وإن كنت لا تود أن يعرف أحد أن هذا الاجتماع انعقد عندى أو أننى نلت هذا الشرف، فلك ألا يعرف أحد ذلك حتى أهل منزلى، ويمكنك أن تنسب ذلك إلى مسعى الأمير عمر طوسون باشا الذى كان له الفضل الأول فى السعى لهذا الاتحاد».
 
رد سعد باشا: «لايمكننى أن أتنازل عن رأيى وهو وجوب انضمامهم إلى الوفد إذا كانوا يريدون الاتحاد».. تعلق شعراوى قائلة: «رأيت أن لافائدة من الإلحاح.. لاسيما وقد استغرقت المقابلة أكثر من ثلاث ساعات، وقمت متأهبة للخروج».. تتذكر: «أوصلنى سعد باشا حتى السلم، وهناك وضع يده على كتفى وقال: «لماذا لا تشتغلين معى؟».. قلت: «لا، أنا مع الحق»..فقال محتدا: «وهل أنا الباطل؟». فقلت: «لاأعلم». قال: «غدا ترين ما يحل بك»، قلت: «أنا لا أخشى شيئا لأننى واثقة بأننى لا أعمل لأى غرض إلا لخدمة بلادى، وإن يدك يا سعد لن تصل إلى، ولو فرضنا أنك ستحرض على صبيان الوفد ليرموا منزلى بالحجارة أو ليقتلنى أحدهم، فهذا كل ما أتمناه، وهو أقل تضحية فى سبيل خدمة بلادى». 









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة