على صفحة النيل الهادئة، وبين جزر الجرانيت والصخور السوداء التى تحتضنها الشمس الدافئة، لم تكن الرحلة مجرد نزهة عابرة، بل تجربة إنسانية مكتملة الأبعاد، خاض فيها مجموعة من المكفوفين وذوى الاحتياجات الخاصة رحلة فريدة فى نيل أسوان، لمتابعة سياحة مراقبة الطيور المهاجرة، فى مشهد يؤكد أن الجمال لا يُرى بالعين فقط، لكن يُدرك بالقلب والسمع والخيال.
أسوان.. طبيعة تتحدث بكل الحواس
وتمتلك أسوان طبيعة استثنائية تجعلها واحدة من أهم محطات الطيور المهاجرة فى مصر، حيث يلتقى النيل بالسماء فى مشهد مفتوح على التنوع البيولوجى ومع هدوء المياه وصوت مراكب النيل، تحولت الرحلة إلى مساحة للتأمل والتفاعل، اعتمد فيها المشاركون على وصف الأصوات وحركة الهواء وتغيرات المكان، ليصبح النيل نفسه وسيلة للتواصل مع الطبيعة.
قيادة خبيرة للحياة البرية
قاد الرحلة إسماعيل خليفة، المصور ومراقب الحياة البرية، الذى لعب دورًا محوريًا فى نقل تفاصيل المشهد الطبيعى للمشاركين، ولم يكن الوصف تقنيًا جافًا، لكن حكايات مبسطة عن الطيور وأصواتها ومساراتها، ليصنع صورة ذهنية كاملة لدى المكفوفين، ويمنحهم إحساسًا بالمشاركة الحقيقية.
إسماعيل خليفة: مصر تستقبل آلاف الطيور المهاجرة
وقال إسماعيل خليفة، لـ"اليوم السابع"، إن مصر تُعد من أهم مسارات هجرة الطيور فى العالم، حيث تمر بها سنويًا أعداد تُقدَّر بالملايين من الطيور القادمة من أوروبا وآسيا فى طريقها إلى إفريقيا، مضيفاً أن أسوان تُعد محطة رئيسية لعدد من هذه الأنواع، خاصة الطيور الجارحة وطيور المياه، موضحًا أن بعض الأنواع النادرة تظهر فى محيط النيل والجزر الطبيعية بالمحافظة خلال مواسم الهجرة.
وأشار خليفة، إلى أن مراقبة الطيور فى أسوان لا تعتمد فقط على الرؤية، بل يمكن الاستمتاع بها من خلال الاستماع لأصوات الطيور ومتابعة حركة أسرابها وتأثيرها على البيئة المحيطة، وهو ما يجعل التجربة مناسبة لذوى الإعاقة البصرية.
مبادرة إنسانية بروح تشاركية
من جانبها، أكدت سلمى الأنصارى، مؤسس مبادرة "ريادة بإرادة" لدعم المكفوفين وضعاف البصر، لـ"اليوم السابع"، أن الهدف من الرحلة هو خلق أجواء تشاركية مع المجتمع، تتيح للجميع الاستمتاع بالطبيعة دون حواجز، موضحةً أن المبادرة تسعى لتعريف المكفوفين بأنواع الطيور المهاجرة عبر الوصف الدقيق للصوت والحركة والشكل، بما يعزز إحساسهم بالاندماج والانتماء للطبيعة.
رسالة تتجاوز السياحة
وأشارت، إلى أن الرحلة لم تكن مجرد نشاط سياحى، لكنها رسالة إنسانية تؤكد أن السياحة البيئية حق للجميع، وأن دمج ذوى الاحتياجات الخاصة فى مثل هذه الأنشطة يفتح آفاقًا جديدة للوعى المجتمعى، كما تعكس التجربة إمكانيات أسوان كوجهة للسياحة المستدامة، القادرة على الجمع بين الجمال الطبيعى والبعد الإنسانى.
أسوان.. نموذج للسياحة الشاملة
وأضافت، أن تجربة الرحلة النيلية تثبت أن أسوان ليست فقط مدينة آثار وتاريخ، بل مساحة مفتوحة للتجارب الإنسانية الراقية، حيث تلتقى الطبيعة بالإنسان فى أبسط صورها، وتتحول مراقبة الطيور إلى جسر يربط الجميع بعالم لا يحتاج إلى عينين ليرى، بل إلى قلب يشعر وروح تتأمل.
وتأتى هذه المبادرة فى إطار دعم أنماط السياحة غير التقليدية، والترويج لسياحة مراقبة الطيور، بما يساهم فى تنشيط الحركة السياحية، ورفع الوعى البيئى، والاستفادة من التنوع البيولوجى الذى تتميز به أسوان.

ابتسامة الحضور

ابتسامة من المشاركين

إسماعيل مراقب طيور يشرح للحضور

أسوان محطة للطيور المهاجرة

الإطلاع على الطيور وأنواعها

البط فى النيل

المشاركون فى الرحلة

تصوير الحياة البرية

تفاعل المشاركين

جانب من الرحلة

جروب الرحلة

رحلة استكشافية

رحلة الطيور المهاجرة

رحلة المكفوفين_1

سعادة المشاركين 1

طيور مهاجرة_1

قائد المركب_2

لحظات سعادة على المشاركين

مشاركة إيجابية

نهر النيل فى أسوان