محمد عبد الحميد يكتب: أكرِمْ اليتيمَ دون أن تُؤذِىَ مشاعرَه

الجمعة، 05 أبريل 2019 01:00 م
محمد عبد الحميد يكتب: أكرِمْ اليتيمَ دون أن تُؤذِىَ مشاعرَه الاحتفال بيوم اليتيم

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

شاءتْ إرادةُ الله تعالى أن يكونَ يتيماً لا عائلَ له، فقَدَ حنانَ أحد أبويه أو كليهما فى سنٍ صغيرةٍ لا يقوى فيها على مواجهة ِأمواجِ حياةٍ عاتيةٍ فى عصرٍ فقدَ فيه بعضُنا الكثيرَ من معانى النبلِ والإ نسانية، أهى قسوة قلوب ومشاعر؟ أم هى ظروفُ حياةٍ طاحنةٍ علمتنا الأنانية َوأنستنا أنّ خلف الجدران آلاف اليتامى لاتنام عيونُهم إلا بعد أن تبتلَ وسائدُهم بدموعِ الضعفِ وقلةِ الحيلةِ واليأسِ شاكينَ إلى مولاهم قسوةَ قلوبِ مَن حولَهم وقلة َالسؤالِ عنهم وهم فى أمَسَّ الحاجةَ إلى يد ٍ تمسحُ دموعَهم وترسُم بسمةً على وجوههم نسوا ملامحَها منذ فترةٍ طويلةٍ وتعيدُ اليهم شيئا من أملٍ اعتبروه مستحيلاً.

يأتون إليهم مرةً واحدةً فى العام حاملينَ معهم الورودَ والهدايا ويظهرون لهم حباً وعطفاً وحناناً بعضُه مبالغٌ فيه، لكنهم يحملون معهم أيضاً الكاميرات يلتقطون معهم صوراً تذكارية هدفُ الكثير منها ليس حباً فى اليتيم ولا ابتغاء مرضاةِ الله هم ينشرونها على الناس ليُلبِسوا أنفسهم ثوباً إنسانياً بقلوبٍ رقيقةٍ قد ملأتها الرحمة، لكنهم أبعد ما يكونون عن تلك المعانى فهم لا يقصدون من وراء ذلك سوى الثناء والمديح، تميلُ الشمسُ نحو الاصفرار وتوشكُ أن تغيبَ وقد اقترب خطُ السير من بلوغ نهايته ويستعد هؤلاء للرحيل يتركونهم وينصرفون واعدين إياهم بزيارةٍ مماثلةٍ العامَ المقبل.

تذكّر أنّ الصورَ التى تلتقطها لليتيم فى يوم عيده وهو يستمتع بيومٍ سعيدٍ نادرٍ فى حياته وتنشرُها على وسائل التواصل قد تُظهِرك بمظهر البطل أمام الناس لكنها تؤذى مشاعر اليتيم وتكسر فؤادَه، فلا تُضاعف من قسوةِ الحياة عليه فى يومٍ من المفترض أن يكونَ له عيداً، نسأل فيه عنه ونعطف عليه بعد أن عزّ أصحابه وأهله فى هذه الحياة فلا أب ولا أم ولا عم ولا خال ولا جَد ولا جَدة، وليكن سؤالك عنه طوال العام قدر ما استطعت فليس من الإحسان إضاءةُ شمعةِ الأملِ فى قلبهِ ليلةً واحدةً لتتركهُ بعدَها وحيداً يصارع آلامَ اليأسِ والانكسارِ بقيةَ العام.

 فى يوم اليتيم قدِّم له الإحسانَ والحبَّ وليكن قلبُك مليئاً بالرحمة فلا تؤذِ مشاعرَه وتُظهره فى وسائل الإعلام لتُظهِر فضلَك وعطفَك عليه ويرى نفسَه هيناً ذليلاً تتجه نحوه الانظار كأنه اقترف ذنباً لأنه يتيم، وإن كان هناك من شىء تقدمه له فليكن بينَك وبينه وبنيةٍ صادقةٍ ومشاعرَ حقيقية ينشرح لك بها فؤادُه وإن استطعتَ أن تخصص من وقتك ساعةً واحدةً فى الأسبوع تُدخل فيها السرورَ إلى قلبِ يتيمٍ فافعلْ فإن ذلك يُشعره بالأمان وتواصل الآخرين معه خيرٌ من يومٍ واحدٍ فى العام تقضيه معه ويعرفه مقدما لأن بعده ينتظر عاماً كاملاً حتى يعود ذلك اليوم مرةً اخرى وحاوِل قدر استطاعتك أن تجعلَ السنةَ كلَها ايام َعطف ٍوحنانٍ وبسمةٍ ترسمها على وجه يتيمٍ لا ذنبَ له فيما صار إليه.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة