سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 4 إبريل 1987.. أحمد بهاء الدين وكامل زهيرى يكسران حاجز الصمت والترقب بالكتابة عن عبدالرحمن الخميسى

الخميس، 04 أبريل 2019 10:00 ص
سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 4 إبريل 1987..  أحمد بهاء الدين وكامل زهيرى يكسران حاجز الصمت والترقب بالكتابة عن عبدالرحمن الخميسى أحمد بهاء الدين وكامل زهيرى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كان القراء على موعد مع مقالين مهمين للكبيرين أحمد بهاء الدين وكامل زهيرى يوم 4 إبريل - مثل هذا اليوم - 1987، حول المبدع «عبد الرحمن الخميسى» الذى توفى فى منفاه بموسكو.. «راجع - ذات يوم - 1 و2 و3 إبريل 2019».
 
كتب «بهاء» فى عموده اليومى «يوميات» بالأهرام، و«زهيرى» فى عموده اليومى «من ثقب الباب» بالجمهورية.. ويكشف لى الكاتب والقاص الدكتور أحمد الخميسى الابن الأكبر لمبدعنا الاستثنائى، أن المقالين كسرا حاجز الترقب والصمت والحذر فى الحديث عن الخميسى، بسبب قرار «إسقاط الحق المدنى» عنه.. يذكر يوسف الشريف فى كتابه «القديس الصعلوك»: «اتخذت «محكمة القيم» القرار فى جلستين 6 سبتمبر و15 نوفمبر 1981، وعنى بأنه لم تعد للخميسى حقوق كأى مواطن مصرى، ولما وصله الخبر، لم يبتئس، وكتب قصيدة يقول فيها: «كسروا دراعى/ لكنى حفرت على جدران مصر/ أناشيد بأظفارى/ دمى هنالك مكتوب/ أجىء فى الظلماء كالنار».
 
«أشتم مبكرا توجهات السادات السياسية الجديدة النقيضة عن مبادئ ثورة 23 يوليو 1952 وعما يؤمن به»، حسبما يؤكد «الشريف»، وكان قرار طرد الخبراء السوفيت «8 يوليو 1972» مؤشرا له، فسارف إلى بيروت ثم إلى بغداد وأخيرا فى موسكو، يكشف الشريف أنه عقب توقيع اتفاقية كامب ديفيد عام 1979، كتب قصيدته الشهيرة «رسالة إلى الخديو»، فهاجمه السادات فى إحدى خطبه قائلا: «تصوروا.. حتى الرجل المخرف ده اللى اسمه الخميسى بيشتمنى».. قال فى قصيدته: «يا أيها الخديوى العظيم/ اسمح لى/ وأنا مواطن من الملايين التى طعامها الهموم/ أن أتجاسر فأكتب رسالتى/ للسيد المرفه الوسيم/ فما يليق أن يخاطب الخديو امرؤ/ من بيئة مطحونة فقيرة/ فللملوك لغة مثل الحرير/ ليست كلغتى الصخرية المريرة/ هم يتكلمون بالقفازات.. وبالعطور والأحذية البراقة/ هم يتكلمون بابتسامات/ وما أحلاك حين تبتسم/ تفغر شدقيك الخديوين/ تضحك من حولك بالصوت وباليدين/ ومن رأوا أبصروا أعجوبة/ ليست تجىء مرتين/ يا أيها الخديو الوسيم/ نعرف حرصك العظيم/ لأن تكون ملك الأزياء/ ببسمة وضيئة الإغراء/ فاخطر كما الغزال/ يا أجمل الرجال».
 
اغتيل السادات «6 أكتوبر1981»، وتولى مبارك، وعاد المثقفون المعارضون المهاجرين، لكنه لم يعد.. وبقى قرار «محكمة القيم» قائما: «مع خبر الموت تلبش الجو «بتعبير أحمد الخميسى، حتى كسره مقالا «بهاء» و«زهيرى»، قال بهاء: «دهشت عندما قرأت فى نعيه أنه توفى عن سبعة وستين عاما فقط، لا لشيخوخته، فقد كان أكثر من عرفت شبابا ونشاطا وحركة، ولكن لكثرة ما أنتج وكثرة ما عاش، وكثرة م سجن، وكثرة ما سافر فى أنحاء الدنيا، وكثرة ما ترك من الأبناء والبنات فى شتى عواصم العالم..كنت أقرأ له صفحة أسبوعية كاملة فى جريدة المصرى، وأنا مازلت طالبا فلابد أنه بدأ الكتابة فى سن مبكرة، ومازلت أحفظ له كلمات سجلتها ولم يكتبها، عندما قالها لى فى مكتبى بمجلة «صباح الخير»، ولعله قالها لغيرى ولم تعلق بذهنه «عشت أدافع عن قيثارتى.. فلم أعرف ألحانى»، وفى هذه الكلمات يصف الخميسى محنته ومحنة جيل بأكمله من الفنان والكاتب والعالم والمهندس والطبيب، محنة مجتمع، البيروقراطية فيه تتحكم فى العمل والعلم والإبداع، فلا ينطلق المجتمع بالسرعة التى فى طاقته، لأن صناع القيود والأغلال، وواضعى العقبات، والحاقدين على النبوغ، هم القوة الغالبة وهذه أبرز علامات المجتمع المتخلف».
 
وكتب زهيرى: «مات الشاعر عبد الرحمن الخميسى فى الغربة، وقد اختار منفاه الاختيارى منذ خمسة عشر عاما، وتنقل بين بغداد وموسكو وبيروت وطرابلس وروما وباريس، واستقر به أخيرا المقام الذى ظنه مؤقتا فى موسكو.. وقد عرف جيل الأربعينيات الخميسى شاعرا فذا جياشا متدفقا مجددا، بدأ مبكرا فى مجلتى الرسالة والثقافة أيام أحمد حسن الزيات وأحمد أمين، ولمع كاتبا لألف ليلة وليلة الجديدة على الصفحات الأخيرة فى جريدة المصرى ثم صفحات الجمهورية ومجلة الهلال، وهو ابن المدرسة الرومانسية المتجددة مع موجة على محمود طه، ومحمود حسن إسماعيل، ومحمد فتحى وطاهر أبوفاشا، وعبدالحميد الديب، وكان تلميذا مخلصا لخليل مطران ومن أصدقاء إبراهيم ناجى».
 
كانت حياته أروع أشعاره، وكان رومانسيا عاشقا للحياة والمرأة والطبيعة، وكانت قدرته فذة على الصداقة، وبقدر ما كان بعيدا عن تفكير الشاعر كامل الشناوى كان قريبا إلى قلبه، وكان يختلف فى الساسة مع الشاعر محمد أحمد محجوب رئيس وزراء السودان الأسبق، وكان محجوب هو الذى سعى لعبد الناصر ليفرج عنه بعد اعتقاله، وكانت موهبة الخميسى فى أذنه، فقد كان موسيقيا فى كل شىء، وكتب كل ما يتصل بالأذن، فكتب الشعر وله فيه دواوين، وكتب الموسيقى وله فيها بضعة تسجيلات، وكتب للمسرح وله ثلاثة مسرحيات، كما كتب للسينما، وألف ومثل وأخرج عدة أفلام منها فيلمه الأول حسن ونعيمة، لأن موهبته كانت فى فنون السمع، وكان راوية جذابا وممتعا، تمتلئ أحاديثه الصحفية بأحداث حياته الصخبة، وتمتلى بالمفارقات والطرائف، كان له حضور مذهل لو جلس إليه ملوك الكلام لارتضوا أن ينزعوا تيجانهم من فوق رؤوسهم ليضعوها فى صمت قرب أرجلهم، لأنهم لا يملكون سوى الإنصات إليه.. كان متجدد الحيوية والشباب لا يظهر عليه السن، وحين سأله أحد الفضوليين حين قابله بعد انقطاع سنوات عديدة، لماذا لا يبدو عليك العمر؟. رد: جربت كل شىء فى الحياة ما عدا الحقد.. كان شاعرا مجددا متجددا، وحياته أجمل أشعاره».
 
 









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة