تعيش ليبيا مرحلة شديدة الدقة عقب اندلاع ثورة 17 فبراير 2011 التى أسقطت نظام العقيد الراحل معمر القذافى، وذلك بعد موجهة احتجاجات شعبية فى البلاد وصعود التيارات المتشددة إلى سدة الحكم فى البلاد، وإطلاق عملية الكرامة للقضاء على الإرهابيين فى المدن الليبية.
وتشهد ليبيا تطورات سياسية وعسكرية متسارعة خلال الشهر الجارى والتى استهلتها بعثة الأمم المتحدة للدعم فى ليبيا بالإعلان عن ملتقى وطنى جامع للمكونات الليبية فى مدينة غدامس منتصف الشهر الجارى، وتحركات عسكرية تقوم بها قوات الجيش الليبى فى مدن المنطقة الغربية.
\
ودفعت قوات الجيش الوطنى الليبى بتعزيزات عسكرية ضخمة إلى مدن المنطقة الغربية، اليوم الأربعاء، وذلك بتعليمات من القائد العام للقوات المسلحة الليبية المشير خليفة حفتر.
وقال المكتب الإعلامى للقيادة العامة للجيش الليبى فى بيان صحفى، إن قوات الجيش الوطنى الليبى تتحرك نحو مدن المنطقة الغربية لتطهير ما تبقى من الأراضى الليبية من قبضة الجماعات الإرهابية الموجودة فى المنطقة الغربية، مؤكدا أن القوات المسلحة الليبية حريصة على سلامة المواطنين والممتلكات العامة فى البلاد.
ونشر مكتب الإعلام التابع للقيادة العامة للقوات المسلحة الليبية مقطع فيديو يبرز تحرك كتيبة طارق بن زياد التابعة للقيادة العامة للقوات المسلحة إلى المنطقة الغربية.
وأبرزت مقاطع نشرتها خلية الإعلام الحربى التابعة للجيش الليبى تحرك كتيبة طارق بن زياد بكامل عتادها وأفرادها وآلياتها للمنطقة الغربية لتنفيذ تعليمات وأوامر القيادة العامة المحددة مسبقا فى تلك المنطقة.
فيما نشرت الكتيبة 155 مشاة مقطع فيديو يظهر تحرك قواتها بكامل عدتها إلى منطقة محددة بالمنطقة الغربية.
وكانت الكتيبة قد دعت كافة أفرادها من ضباط وضباط صف وجنود إلى ضرورة الالتحاق الفورى كل حسب مكان التجمع، والبقاء على أهبة الاستعداد للضرورة والأهمية القصوى.
وفى سياق متصل، تجرى البعثة الأممية فى ليبيا مشاورات سياسية مكثفة مع كافة الأطراف المعنية بالملتقى الجامع الذى ستحتضنه مدينة غدامس، وذلك لبحث وضع الترتيبات الأخيرة للملتقى الذى يحظى بدعم سكرتير عام الأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش وعدد من الدول الإقليمية والدولية المعنية بالأوضاع فى ليبيا.
وحرص سكرتير عام الأمم المتحدة على التشاور مع القيادة المصرية حول الملتقى الذى سيعقد فى مدينة غدامس، والتحركات التى تقوم بها الأمم المتحدة بالتنسيق والتشاور مع دول الجوار الليبى لنزع فتيل الأزمة فى البلاد، والاتصالات التى تقوم بها الأمم المتحدة لتقريب وجهات النظر فى ليبيا وتشكيل حكومة وحدة وطنية فى البلاد وتوحيد الجيش الوطنى الليبى.
وتفرض بعثة الأمم المتحدة للدعم فى ليبيا سرية شديدة على جدول أعمال الملتقى الوطنى الجامع الذى ستحتضه غدامس، وترفض البعثة الإدلاء بأى معلومات أو تفاصيل حول هوية الشخصيات المشاركة فى الملتقى والآلية التى اعتمدتها البعثة الأممية لاختيار الشخصيات المشاركة فى الاجتماعات، والضمانات التى وضعتها بعثة الأمم المتحدة للدعم فى ليبيا لتفعيل المخرجات التى ستصدر عن الملتقى الجامع.
ومن المقرر أن يعقد سكرتير عام الأمم المتحدة أنطونيو جوتيريس مؤتمرا صحفيا فى العاصمة الليبية طرابلس، مساء غد الخميس، لإطلاع الشارع الليبى على كواليس الزيارات التى يقوم بها لدعم العملية السياسية وحل الأزمة فى ملتقى غدامس الذى سيعقد منتصف الشهر الجارى.
وتتخوف الاطراف الليبية من المصير المجهول الذى ينتظر الدولة حال فشل المكونات الليبية فى التوصل لاتفاق لحل الأزمة السياسية التى تعيشها البلاد، وذلك فى ظل عدم وضوح رؤية البعثة الأممية حول الخطة البديلة التى ستتبعها الأمم المتحدة حال فشل الملتقى الجامع فى مدينة غدامس.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة