عماد عزمى جريس يكتب: المسيحية والفداء

الجمعة، 26 أبريل 2019 06:05 م
عماد عزمى جريس يكتب: المسيحية والفداء

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

المسيحية بدون فداء تكون باطلة، ويكون الكتاب المقدس هو أيضاً باطل.. وهذا غير صحيح، ولنرجع ونقول: هل يعسر على الله شىء! فكل شىء مستطاع عند الله فليست هناك نصوص تقول إن صعب على الله أن يتجسد فى صورة إنسان، فالإنسان مخلوق على صورة الله ومثاله (سفر التكويين 1:26). إذاً ليس هناك شىء يستحيل على الله خالق السماء والأرض والبحر وكل ما فيها؟!. أيضاً قد يتسرب إلى فكر الإنسان أنه كان من الممكن أن يرسل الله ملاكاً أو رئيس ملائكة أو نبياً ليقوم بإتمام عملية الفداء بالإنابة عنه؟!.. نجيب ونقول: لقد أخطأ أبونا آدم فى الجنة ودى أجرة الخطيئة هى الموت (رومية 6:23). وقد سرى حكم الموت على كول نسله.(بإنسان واحد دخلت الخطية إلى العالم وبالخطية الموت، وهكذا اجتاز الموت إلى جميع الناس إذ أخطأ الجميع فى صلب آدم) (رومية 12:5). وقد حظر السيد الرب أبونا آدم قبل الوقوع فى خطية العصيان وأصدر حكمه قائلاً: (من جميع شجر الجنة تأكل أكلاً وأما شجرة معرفة الخير والشر لا تأكل منها، لأنك يوم تأكل منها موتاً تموت) (التكوين 2: 16 ل 17). وهكذا طرد الإنسان الأول من الجنة، حيث حكم عليه بالموت الروحى وعاش فى الأرض بسبب عصيانه وكسره لوصية الله.. وبعد ذلك انتشر الفساد فى العالم وتفشى وازداد بمرور الزمن حتى أباد الله الأشرار بماء الطوفان فى عصر أبونا نوح، وبحريق سدوم وعمورة أيام لوط.

 

وإن كانت السنون تمضى والأزمان تمرُ إلا أن الله فى محبة كان قد أعد فى فكره الأزلى خلاصاَ وفداء للإنسان.. فكيف يكون هذا الخلاص؟!.. فعندما دخل الشيطان إلى الحية ليسقط أبوين آدم وحواء، لعن السيد الرب الحية وقال لها: (اضع عداوة بينك وبين المرأة وبين نسلك ونسلها، وهو يسحق رأسك وأنت تسحقين عقبه) (تكوين 15:3).. إذاَ هناك وعد إلهى عقب سقوط آدم وحواء بسحق رأس الحية (الشيطان) وذلك من خلال نسل المرأة. فهل يصدر الله امرٍٍٍ ولا يقدر على تنفيذه؟ حاشا والف مليون حاشا.. إذاَ الفادى المخلص سيكون من نسل المرأة.. لذا تنبأ إشعياْ النبى قائلاَ: (هوذا العذراء تحبل وتلد ابناً وتدعو اسمه عمانوئيل اللذى تفسيره الله معنى) (إشعياء 14:7،،متى 17:1،،لوقا 1 35:26) وفى هذا يتفق القرآن مع الإنجيل فى قوله: (إِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ) "45 - آل عمران"، (إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَىٰ مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ) "النساء – 171"، وهذا ما أكده الملاك جبرائيل فى بشارته للسيدة العذراء قائلاً: (الروح القدس يحل عليك وقوة العلى تظللك فلذلك القدوس المولود منك يدعى ابن الله) (لوقا 35:1).

 

إذاً كان لا بد أن يكون المخلص إنسان، لأن آدم الذى أخطأ إنسان ويجب أن يكون غير محدود، لأن الإنسان المحدود تعدى على وصية الله غير المحدود وأن يكون أيضاً بلا خطية، لأنه كيف لإنسان خاطئ ليفدى غيره؟! والمعروف أن الإنسان مولود وارثاً الخطية الجدية من أبينا آدم. وأن يموت ويقوم لتموت معه الخطية ويقوم ويقيمنا معه. لذلك أخذ السيد المسيح جسدنا ليفدينا به وليتمم الفداء نيابة عنا لأننا صنع يديه. لأننا صنع يديه. لأنه لو ترك الإنسان بلا خلاص وأسقطه الشيطان نهائياً يكون الشيطان انتصر على الله بإسقاطه للإنسان مخلوق الله صورته ومثاله.. فكما يقول القديس يعقوب السروجى: (كانت هناك خصومة بين الله والإنسان ولما لم يقم الإنسان بمصالحة الله، نزل الله ليصالح الإنسان).

 

فهو القادر على كل شىء ولا يعسر عليه أمر. لذا نزل بنفسه تاركاً المجد وصار فى الهيئة كإنسان، أشبهنا فى كل شىء ما خلا الخطية وحدها. وقد صنع عجائب ومعجزات لم يفعلها أحد غيره لمحبته للبشر. وقد واكبت أحداث كثيرة أثناء قيامةالسيد المسيح ..فعلى سبيل المثال الشمس أظلمت. والأرض تزلزلت والصخور تشققت والقبور تفتحت وقد أخرج منها الأبرار الذين ماتوا على رجاء القيامة.. فالفردوس كان قد أغلق عقب خطية آدم.. فأطلقها السيد المسيح عقب فتح القبور.. وحجاب الهيكل انشق وقد آمن اللص اليمين ديماس ولم يؤمن رؤساء الكهنة اليهود ولما خرج الدم والماء من جنب السيد المسيح آمن قائد المئة الرومانى وجنوده ولم يؤمن قبدة الشعب.. فرغم كل هذه الأحداث والمعجزات إلأ أن اليهود قد أغلظت أعينهم وغلظت قلوبهم ولم يستحقوا الفداء الذى أعده الله للبشرية.. لذلك وبخهم المسيح قائلا: النور قد آتى إلى العالم وأحب الناس الظلمة أكثر من النور لأن أعمالهم كانت شريرة (يوحنا9:3).

 

وقد شبهم بالقبور مبيضة من الخارج ونتنة من الداخل، فالمعجزات موجودة ولكن يختلف الناس فى الاستفادة حسب الاستعداد.. فيهوذة الإسخريوطى كان تلميذه وقد شاهد معجزاته ولكن استخدمه الشيطان وبعد أن سلم المسيح لليهود أوقعه الشيطان فى اليأس ثم انتحر رافضا التوبة والرجاء. وبعد قيامة المسيح وظهوراته الكثيرة قبل صعوده للسماء تحمل التلاميذ آلاما كثيرة وعذابات من أجل الكرازة بقيامة المسيح وبالمسيحية فلم تكن طرقهم ممهدة بالورود بل بالعذابات والاضطهادات.. إلخ.. وأذكر لكم شهادة تلميذه يوحنا الحبيب القائل: (الذى كان من البدء الذى شاهدناه ولمسته أيدينا) (1يوحنا1:1). وهذا لدليل واضح أنه شاهد عيان.. كذلك يقول: (وأشياء أخرى كثيرة صنعها يسوع إن كتبت واحدة واحدة فلست أظن أن العالم نفسه يسع الكتب المكتوبة) (يو25:21) هذا هو التلميذ الذى يشهد بهذا وكتب هذا ونعلم أن شهادته حق (يو24:21). لك القوة والمجد والعزة والبركة إلى الأبد آمين يا سيدى ومخلصى يسوع المسيح.. إخريستوس آنستى أليسوس آنستى..  وكل عام وأنتم بخير.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة