مينا سمير يكتب: التربية بالقدوة

الخميس، 25 أبريل 2019 10:00 ص
مينا سمير يكتب: التربية بالقدوة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

كم من مرة نستمع إلى مصطلح التربية بالقدوة ولا ندرك المفهوم الحقيقى لهذه الكلمة، التى بالرغم من بساطتها إلا أنها تحوى المزيد من المعانى، لكن دعونا أولاً نطرح سؤال مهم ألا وهو ما المقصود بكلمة تربية؟ بالرجوع إلى معنى كلمة تربية فى معجم المعانى وجد أنها تعنى التنشئة والتهذيب والتعليم، وكل من الكلمات الثلاث لها تأثير مهم للغاية فى أذهان من يريد تطبيقها، فعندما نتطرق إلى معنى كلمة تنشئة فنجد أنها تعنى أن طفلك يشبه النبتة الصغيرة التى إما أن تقوم برعايتها وإعطاؤها القيم المناسبة التى تجعل هذه النبتة الصغيرة تنمو وتزدهر وتأتى بالثمار المفيدة أو تغرس فيها قيم سلبية تجعل النبتة تذبل وتموت أى أنت من تساهم فى نشأة طفلك.

 

أما بالانتقال إلى الكلمة الثانية فى تعريف كلمة تربية وهى التهذيب والتى يوجد فيها خلط للأمور عند المزيد من الناس، فهناك الكثير من الناس يظنون أن كلمة تهذيب تعنى أن يقوم كل شخص بالصراخ فى وجه طفله أو تعنيفه من الناحية الجسدية لكن المقصود بكلمة تهذيب فى علم التربية الحديثة أن توجه لطفلك النصح والإرشاد، وعندما تجده ارتكب خطأ معين تقوم بتهذيبه أى توجهه إلى التصرف السليم وتختار له العقاب المناسب بدون أن توجه له التعنيف النفسى أو الجسدى لأن هذا النوع من التهذيب سواء النفسى أو الجسدى لا يأتى بنتائج مفيدة بل يأتى بنتائج عكسية ويجعل الطفل يتسم بالعناد و الطابع الحاد.

 

أما بالانتقال إلى الكلمة الثالثة وهى التعليم أى عندما تريد أن تغرس فى طفلك قيم معينة فعليك أن تبدأ بنفسك وتقوم بتطبيق السلوك الإيجابى أمامه وسوف تجده يقوم بتقليده، ولمحاولة توضيح مصطلح التربية بالقدوة فسوف نسرد قصة حدثت بالفعل يسردها إلينا الممثل الشهير شارلى شابلن من موقف حدث فى حياته، وتعلم من هذا الموقف الكثير من الأمور، يقول شارلى شابلن عندما كنت صغيراً ذهبت بصحبة والدى لمشاهدة عرض فى السيرك ووقفنا فى صف طويل لقطع التذاكر ،وكان أمامنا عائلة مكونة من ستة أولاد والأب والأم، وكان الفقر بادياً عليهم ملابسهم كانت قديمة لكنها نظيفة وكان الأولاد فرحين جداً وهم يتحدثون عن السيرك وبعد ان جاء دورهم تقدم الأب إلى شباك التذاكر، وسأل عن سعر التذكرة فعندما أخبره موظف شباك التذاكر بسعر التذكرة شعر الأب بالحزن وأخذ يهمس فى أذن زوجته وكانت تبدو على وجهه علامات الإحراج، فرأيت والدى قد أخرج من جيبه عشرين دولارا وألقاها على الأرض ثم انحنى والتقطها ثم ربت والدى على كتف الرجل وقال له لقد سقطت نقودك!

 

نظر الرجل إلى والدى والدموع تنهمر من عينيه وقال له شكراً يا سيدى وبعد أن دخلوا جذبنى والدى من يدى وتراجعنا من الطابور لأنه لم يكن يمتلك سوى العشرين دولارا التى أعطاها للرجل! ومنذ ذلك اليوم وأنا فخور بوالدى، كان ذلك الموقف أجمل بكثير حتى من عرض السيرك الذى لم أشاهده، أنظر يا عزيزى القارئ كيف يتأثر أبناؤنا بأى موقف يتبادر منا أمامهم فإذا أردنا أن نربيهم بالقدوة فعلينا أن نكون قدوة إيجابية بحق.







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة