لم تكن تعلم السيدة الخمسينية التى قررت صباح اليوم، وتحديدا قبل أن تدق الساعة التاسعة صباحا، إن الذهاب للإدلاء بصوتها فى عملية الاستفتاء على التعديلات الدستورية، أن اصطفافها ضمن طابور طويل، كان بمثابة مشهد صادم ومحبط لم يتوقعه من دعوا سواء بشكل مباشر، أو غير مباشر لمقاطعة الاستفتاء على تعديلات الدستور سواء عن طريق الترويج لذلك عبر منصات السوشيال ميديا أو عن طريق القنوات الموالية للجماعة الإرهابية..
هذه الدعوات التى لم تلق قبولا بين المواطنين فى محافظات مصر، توثقها 50 صورة من محافظات مصر، لمواطنين اختاروا أن يكونوا أكثر إيجابية ممن فضلوا التستر خلف جماعات أو قنوات وأحزاب للتحريض من الخارج ضد مصر وضد حقوق الديمقراطية التى تتحقق بالمشاركة فى الاستحقاقات السياسية..
سيدات الأقصر وأسوان وقنا.. عزم الرجال فى امرأة
هذه السيدة لم تكن الوحيدة..بل كانت ضمن ملايين من المصريين الذين احتشدوا أمام لجان الاستفتاء على مدار 3 أيام، ليقول الشعب كلمته فى الاستفتاء ويحسم الأمر..سيدات تحملت حرارة الجو فى صعيد مصر، ولنا هنا أسوة فى طوابير سيدات الأقصر وأسوان..سيدات اصطحبن أطفالهن ليعلمهن معنى الانتماء والوطنية.. وفى القليوبية والفيوم وقنا وكفر الشيخ، احتشدت السيدات أمام اللجان، فى مشهد احتفالى مبهج أمام اللجان.
المعمرات رفعن شعار.. "حب الوطن مش بالكلام"
معمرات "المنوفية" و"الشرقية" والقليوبية" و"مطروح" أثبتن أن حب مصر"مش بالكلام"، فتغلبن على آلام أمراض الشيخوخة من أجل التعبير عن حبهن لمصر..
اعتبرن أن النزول والمشاركة فى الاستفتاء بمثابة"رد جميل" لوطنهم، ليس هذا فحسب، بل منهن من طلب سيارات الإسعاف لنقلهن للجان الاستفتاء لصعوبة أن يصلن لها عبر وسائل المواصلات..المعمرات أكدن أن قرار نزولهن للمشاركة فى الاستفتاء ليس لجنى مصلحة عامة أو خاصة الآن، ولكنهن اعتبروه ضمانا لمستقبل أفضل لأحفادهن.
لجان الوافدين: بنحبك يا بلدى فين ما نكون
المسافات لم تكن عائقا يمنع العمال والمهندسين المغتربين عن محافظاتهم، من الإدلاء بصوتهم فى الاستفتاء الدستورى..والعاصمة الإدارية خير شاهد..حيث احتشد العمال صفوفا رافعين شعار"كامل العدد"، رافعين بيدهم اليمنى علم مصر، وعلامة "النصر" بيدهم اليسري..ليضربوا مثلا فى الوعى الوطني، وفى مطروح والبحر الأحمر، كانت خير شاهد أيضا، حيث توافد عدد كبير من الوافدين والعاملين بشركات البترول والعاملين بالمشروعات القومية، على التصويت باللجان المخصصة للوافدين.
شمال وجنوب سينا.. تعظيم سلام ستات ورجالة
ضربت سيدات محافظتى شمال وجنوب سيناء، مثلا فى الوطنية، وأرسلن بمشاركتهن بالاستفتاء، رسالة للعالم أجمع بأمن وأمان مصر ووعى مواطنيها، فمنهن من تطوعت فى العريش لخدمة المشاركين فى عملية الاستفتاء من كبار السن وذوى الاحتياجات الخاصة، ومنهن من نظمت مسيرات تحث على النزول والمشاركة فى الاستفتاء، رافعين علم مصر تأييدا للتعديلات الدستورية.
أما فى الشيخ زويد وبئر العبد، فكان الوضع مختلف.."تقدر تعد لحد كام؟"..طابور حاشد لمواطنى شيوخ وشباب بشمال سيناء الذين اصطفوا على قلب رجل، حيث وصلت أعداد كبيرة، من أهالى الشيخ زويد المقيمين فى مركز بئر العبد للجان الاستفتاء فى مدينة وقرى بئر العبد واصطفوا فى طوابير ممتدة فى انتظار دورهم للتصويت، وسمحت المحافظة لأهالى مركز الشيخ زويد ورفح الإدلاء بصوتهم فى الاستفتاء فى أى لجنة قريبة من مكان إقامتهم فى نطاق المحافظة.
مرضى وكبار سن.. "عشانك يا مصر.. اتحمل"
خلال الـ 72 ساعة الماضية، لا يمكن أبدا أن تغفل كل مريض قرر ألا يفوته المشاركة فى هذا العرس الديمقراطى، لتتأمل كيف يدرك هؤلاء المرضى الذين قرروا أن يكونوا شركاء فى حسم مصير التعديلات على بعض مواد الدستور، فمنهم تواصل مع الاسعاف والمحافظة ليتمكن من الوصول للجنته للتصويت، ومنهم من جاء للجنته زاحفا لإصابته بشلل رباعى، ومنهم من صوت بقدمه لإنه مبتور الذراعين.
عمال مصر.. قوتها
حضور قوى سجله عمال مصر في مختلف المحافظات، حيث نظموا مسيرات حاشدة لتأييد التعديلات الدستورية، فى مقدمتهم عمال غزل المحلة وكفر الدوار بالغربية، وكذلك عمال شبين الكوم بالمنوفية، رافعين أعلام مصر، مرددين هتافات"تحيا مصر ..وبنحبك يا سيسي". وشهدت العديد من المحافظات تنظيم مسيرات حاشدة ضمت قطاع المعلمين، الزراعيين، والعمال وغيرهم للحث على المشاركة وتأييد التعديلات الدستورية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة