قال الدكتور مصطفى الفقى مدير مكتبة الإسكندرية: إن تاريخ مصر وحدة واحدة دون التحيز والتعصب لأى عصر أو حاكم من الحكام.
وأكد أن التطرف الدينى جديد على مصر، وأضفى بالظلامية عليها، قائلا: إن التطرف الدينى هو مؤامرة حيكت بحنكة ضد الدين الإسلامى ووراءها الحركة الصهيونية لخدمة المشروع اليهودى، لافتا إلى أن حسن البنا قدم المشروع الإسلامى فى العشرينيات، وهو ما نعانى من آثاره حتى الآن.
جاء ذلك خلال اللقاء المفتوح الذى نظمته مكتبة الإسكندرية تحت عنوان "مصر تطرق أبواب المستقبل.. رؤية موضوعية"، وذلك بحضور عدد من الشخصيات العامة والمفكرين والمثقفين داخل وخارج مصر.
وأضاف الدكتور مصطفى الفقى، أن التاريخ يضم حكاما قدموا الكثير لمصر سواء من عصر محمد على وصولا إلى عصر ما بعد ثورة يوليو، قائلا: مصر ضمت التغييرات الكثيرة ولكن ليست تغييرات عنيفة؛ موضحا أنه ليس كل تغيير يطلق عليها ثورة، ولكن الشعب اعتاد على إطلاق هذا المصطلح على التغييرات المختلفة فى تاريخ مصر.
وقال مدير مكتبة الإسكندرية إن تاريخ مصر يحتاج إلى إعادة قراءة، خاصة أن التاريخ يكتب فى نفس اللحظة بما يجعل المؤرخ، متأثرا بالوقت الراهن، وقد يكون متحيزا لموقف معين، ولكن لابد من العدل والموضوعية فى التأريخ.
وأكد الفقى أن مصر لها شأنا دوليا كبيرا وأكبر من الأزمات التى تدور بداخلها، فجمال عبد الناصر زعيم له شأن دولى عظيم وكان ظاهرة تاريخية تستحق الدراسة؛ أما السادات كان ثانى رجل دولة فى تاريخ مصر بعد محمد على، حيث اشتهر السادات بالحنكة السياسية، ولعب بالمتغيرات الدولية.
وحول الوقت الراهن فى مصر، قال: نحن فى مرحلة مفصلية وتحد، بأن نكون أو لا نكون، وأى ثمن يدفع لتلافى التقسيم مقبول، وأضاف أن الإحساس بأن يكون هناك دولة متماسكة أمر هام جدا وإذا كان البعض يعترض على بعض التضييقات فى الحريات فهو أمر مقبول مقابل الإحساس بالأمان.
وحول الأزمات الاقتصادية فى مصر قال: الشعب المصرى تحمل إجراءات اقتصادية كبرى فى سبيل الخروج من الأزمة، خاصة وأنها آخر فرصة للإصلاح الاقتصادى فى مصر، بعد أن عاشت مصر سنوات على "النوتة" نتيجة قرارات سابقة، ويبقى أن نعترف أننا أمام فترة اختيارات صعبة، ولكن يجب أن نقبل بها للخروج إلى بر الأمان.
وحول الرؤية للمستقبل، قال إنه لابد من بناء دولة كنموذج للمستقبل؛ قائلا: إن مصر هى مصر ومازالت تقوم بدورها المحلى والإقليمى والعربى والإفريقى، فمصر لن تسقط أبدا فهى عصية على الانهيار، مصر استطاعت إزالة نظامين فى وقت قصير، الاول نظام مدنى ترهل والثانى نظام دينى يستخدم الدين فى السياسة، محذرا من شحن المشاعر الدينية التى تؤدى إلى الاعمال الارهابية والنتيجة الاسلاموفوبيا التى انتشرت فى العالم
وحول السياسة الخارجية لمصر، قال إن السياسة الخارجية الحالية للرئيس عبد الفتاح السيسى هى فى أبهى عصورها، ومن افضل السياسيات فى تاريخ مصر، والتى تشمل سياسة مصر فى السودان التى هى ضرورية فى الوقت الحالى وكذلك السياسة الخارحية نحو الوضع فى العراق وليبيا، قائلا: إن السياسة الخارجية أيضا مع امريكا جيدة فالان القرار المصرى قرار مصرى خالص دون تدخلات دون رأى أمريكا أو أى دولة فى العالم".
واختتم حديثه قائلا: التاريخ به العديد من الفرص الضائعة خاصة فى القضية الفلسطينية، فالتفكير قصير وهزيل ولا يشمل رؤية شاملة للمستقبل، مشددا على الاهتمام بالشباب فى المستقبل.