حالة من الجدل تسبب فيها تأدية أذان الصلاة، مدمجًا مع الترانيم الكنسية واليهودية، فى مدينة الرباط بالمغرب، بخلفية موسيقية، انبهر بها البعض، باعتبارها رمزًا للتأكيد على التعايش المشترك، والحوار بين ديانات التوحيد الثلاثة، واستنكرها البعض الآخر.
L'Adhan chanté ce matin devant le pape et le roi du Maroc
— ᗷᗩᖇᗷᕮ ᑎOIᖇᕮ 🇸🇦🇲🇦 (@haawzy) March 31, 2019
Imaginez un peu la réaction des Compagnons et du Prophète ﷺ si ils étaient parmis nous.. pic.twitter.com/ty8Oy7KSlZ
وجاءت الأنشودة، أمام قداسة بابا الفاتيكان "البابا فرنسيس" أثناء زيارته المغرب، التى استمرت يومين. وقد أثارت حالة من الجدل بعد إذاعة العرض الذى أقيم على مسرح معهد محمد السادس لتكوين الأئمة والمرشدات والمرشدين بالرباط، من قبل بعض شيوخ السلفية الذين أعلنوا استنكارهم على مواقع التواصل الاجتماعى.
.jpg)
وتفاعل عدد من النشطاء والسياسيين المغاربة مع الحدث الاستثنائى، حيث أشاد الباحث فى الشئون الدينية محمد عبد الوهاب بالرسالة التى حملها هذا الحدث ورد على حسابه بموقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك" على انتقادات بعض المتطرفين، قائلاً: "هذه الأصوات التي تولول وتصيح وتستنكر ما تضمنته اللوحة الإبداعية الجميلة، بحجة تعارض ما فيها مع عقائد المسلمين، ولأن الأذان لا يمكن أداؤه بطريقة غنائية أو خلطه بما هو فني، ما هو إلا اعتقاد بطلان كل العقائد سوى ما يؤمنون به، وجزمهم بأن من لم يكن على عقيدتهم فهو من أصحاب النار خالدا مخلدا فيها أبدا، ولا يخفى ما في ذلك من عنصرية استنكرها القرآن على أهل الكتاب أنفسهم"، مستدلا بمجموعة من الآيات القرآنية التي أكد أنها "نصوص موجهة للمسلمين حتى لا يقعوا فيما وقع فيه من قبلهم".
وأكمل عبد الوهاب فى تدوينته أن المنطلق الثاني، يكمن في "العداء التاريخي للفن"، مضيفا: "كيف تريد ممن يعتبر مجرد سماع معزوفات موسيقية دون كلمات منكرا ولهوا من الحديث، ويستحق سامعها صب الرصاص في أذنه يوم القيامة، أن يستسيغ سماع كلمات مقدسة تؤدى بألحان موسيقية، كيف وهو يرى الفن رجسا ودنسا أن يقبل بخلطه بالمقدس؟ كيف تريد ممن لا يعرف للفن قيمة ولا دورا في الحياة ولا علاقته التاريخية بالأديان أن يوافق على ترنيم جزء من الأذان؟".
.jpg)
أما أحد نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي فعلّق على النقاش الذي أحدثه شيوخ السلفية بالقول: "من لا يفهم في الأديان لن يفهم في التسامح، وسيحن لخطابات التطرّف والتكفير، أيها المسلمون لا تنسوا ما قام به بعض المسيحين مع نبينا محمد (ص)، ولا تنسوا أن الجانب المشرق من ديانتنا، أو بالأحرى في إمارة المؤمنين التي ننعم بها، هو الاحترام والتعايش مع كل الأديان السماوية".