افتتح الدكتور خالد العنانى وزير الآثار، والدكتورة رانيا المشاط وزيرة السياحة، اليوم الجمعة، "معبد الإيبت" الفرعونى فى منطقة الكرنك الفرعونية، والذى تم ترميمه خلال الفترة الماضية لفتحه لأول مرة أمام الجمهور، بحضور الدكتور مصطفى وزيرى الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، والفنانة يسرا، وعدد من أعضاء مجلس النواب وقيادات وزارتى السياحة والآثار.
وأعلن وزير الآثار خلال الإفتتاح، أنه جاء فى إطار إتاحة مواقع جديدة للزيارة للمصريين والأجانب، وتقرر أن ينضم "معبد الإيبت" فى منطقة الكرنك الفرعونية لقائمة المزارات فى احتفالات يوم التراث العالمى بشهر أبريل الجاري، مؤكداً على أنه جرت داخله أعمال مشروع ترميم وتطوير المعبد الخاص بالمعبودة "إيبت" والواقع على المحور الجنوبى من معبد آمون رع بالكرنك، وذلك بأيادى فريق الترميم المصرى من الرجال والسيدات بقيادة عبد الناصر أحمد عبد العظيم مدير ترميم متاحف وآثار مصر العليا.
وأضاف وزير الآثار أن "معبد الإيبت" شهد أعمال تطوير بصورة مميزة استمرت حوالى 8 شهور، وتضمنت الأعمال ترميم وتنظيف الحوائط وتثبيت الألوان وعمل أرضيات جديدة لتمهيد طريق الزيارة وإعادة تركيب بعض البلوكات الحجرية التى تساقطت عبر الزمان، مؤكداً أن فريق الترميم المصرى قام بمجهودات كبيرة للوصول لهذا المستوى من الألوان المميزة التى ظهرت وكانت بالمعبد منذ آلاف السنين.
فيما قال الدكتور مصطفى وزيرى، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، إن النجاح الكبير لرجال ترميم الآثار فى إظهار ألوان المعبد جهد كبير، حيث كان على مدار الفترة الماضية يقوم رجال الترميم بالتواجد أعلى "سقالة" حديدية بإرتفاع حوالى 6 أمتار لتنظيف الألوان بجدران الممعبد وتثبيتها لإظهارها للسائحين خلال زيارة المعبد.
وأضاف الدكتور مصطفى وزيرى فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أنه طبقًا للمعتقدات الطيبية المرتبطة بـ"المعبودة إيبت" فإن هذا المكان المقام به المعبد هو المكان الذى إستراحت به المعبودة إيبت قبل أن تُعطى الحياة والولادة لأبنها أوزوريس، فهى أنثى فرس النهر الحميدة والتى تعد بمثابة المعبودة المغذية والواقية، حيث ذُكر بنصوص الأهرام أن الملك رضع من ثدييها لدرجة أنه "لم يعطش ولم يجوع إلى الأبد"، وأُطلق عليها بتلك البرديات التى تعود إلى عصور متأخرة بأنها "سيدة الحماية السحرية".
أما عبد الناصر عبد العظيم مدير عام ترميم آثار مصر العليا والمشرف على أعمال الترميم داخل معابد الكرنك، فقال أنه تم تطوير وترميم عدد من المعابد الداخلية فى الكرنك لخدمة الحركة السياحة، مؤكداً أن رجال الترميم نجحوا فى إعادة الحياة لعدد من المعابد ومنها معبد "الأخ منو" والذى شيده الملك تحتمس الثالث والذى يقع بالمنطقة المقدسة منذ بداية الأسرة 18 حتى عهد أمنحتب الرابع، موضحاً أن "معبد الإيبت" تاريخ كبير وتم العمل فيه منذ شهور، وتم العمل فى نسبة كبيرة داخله، وذلك بأيدى فرق ترميم تم تدريبها على أعلى مستوى لخدمة التاريخ الفرعونى.
وأضاف عبد العظيم لـ"اليوم السابع"، أن المعبودة "إيبت" كانت إلهة على شكل فرس النهر ، وهى آلهة الوفرة فى الديانة المصرية القديمة، ويقال أنه كان لـ"إيبت" اتصال وثيق بمنطقة طيبة حيث كانت تعتبر أماً للإله "أوزير" وهو "أوزوريس"، وعن تمثيلها على جدران المعابد كانت تمثل فى شكل فرس النهر مع سمات من التمساح والأسد والإنسان أيضاً، وكانت ترسم بصورة كثيرة فى جدران المعابد بثديين إمرأة بارزين مع بطن امرأة حامل وذلك على ظهر بعض التماثيل من حكام طيبة بالأسرة 17.
وأشار عبد الناصر عبد العظيم، الى أن معابد الكرنك تعد مملكة تاريخية كبرى تضم عددًا كبيرًا من المعابد والمقصورات والأعمدة والمسلات، وغيرها من آثار التاريخ الفرعونى القديم ما زالت قابعة منذ آلاف السنين، وتعتبر الأعظم فى تاريخ القدماء المصريين، حيث إن أعمال التشييد التى أجريت داخله استمرت لأكثر من 1500 عام، وسمى معبد الكرنك بهذا الاسم بعد الفتح الإسلامى لمصر، حيث إن كلمة "الكرنك" تعنى الحصن أو المكان الحصين، ومدخل المعبد عبارة عن "طريق الكباش" الملىء بتماثيل لحيوان كان رمزاً للقوة لدى الفراعنة، والطريق الذى يتوسط التماثيل هو الطريق الرئيسى المؤدى للمعبد، وترجع شهرة الكرنك إلى كونه فى الحقيقة مجموعة من المعابد المتعددة التى بنيت بدايةً من الأسرة الـ11 حوالى فى العام 2134 ق.م على مساحة 63 فدانًا، عندما كانت طيبة مركزًا للديانة المصرية، وهذه المعابد المحاطة بأسوار من الطوب اللبن ترتبط ببعضها البعض من خلال ممرات تحرسها تماثيل متراصة على صفين لأبى الهول، تبلغ مساحة معبد آمون 140 مترًا مربعًا، وهو مزود بقاعة ضخمة لها سقف محمول على 122 عمودًا بارتفاع أكثر من 21 مترًا ومصطفة فى 9 صفوف، هذا غير النقوش البارزة على الأعمدة والبوابات العملاقة والمسلات.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة