ميادة مرتضى تكتب : فلنسرع

الجمعة، 12 أبريل 2019 08:20 ص
ميادة مرتضى تكتب : فلنسرع حبيبين

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

أحسست فجأة بأن الأمر أصبح مملا ولا داعى للاستمرار أكثر من ذلك.

وأننى كنت واهمة لدرجة كافية حتى أصبح فيها المضى والاستمرار شيئا عابثا وبلا جدوى

لا أعلم لم نضيع على أنفسنا أجمل سنين عمرنا فى الاستمرار والتعود ومحاولة التأقلم على مالا يرضينا

 ومالا نريده حتى نصل إلى درجة يصعب علينا فيها التمييز بين الأمور وبين ما يستحق منها ومالا يستحق

وحتى نصل إلى درجة لا نعرف فيها حقا ماذا نريد ولا نميز فيها بين ما يضرنا وما ينفعنا.

لقد قرأت ذات مرة عن الفيلسوف الأمريكى جورج سانتيانا، والذى كان يعمل أستاذا للفلسفة فى جامعة هارفارد، عندما توقف فجأة وهو يلقى إحدى محاضرته على تلاميذه وأخذ ينظر من النافذة إلى الحديقة المحيطة بالمكان، وكان الوقت ربيعا وقتها وأخد يتأملها وكأنما يراها لأول مرة، ثم عاد من صمته إلى تلاميذة وقال لهم "عفواً لن أستطيع أن أكمل المحاضرة، فأنا على موعد مع الربيع"، وبعدها جمع أوراقه وغادر القاعة مسرعاً للمرة الأخيرة لأنه لم يرجع إليها بعد ذلك.

قرر هذا الفيلسوف أن يعتزل مهنته التى أبدا لم يحبها يوماً وهو فى قرابة الخمسين من عمره، وعاش بعدها حياته كما أحبها لنفسه والتى أصدر خلالها أهم مؤلفاته الفلسفية والتى شكلت مذهبه فيما بعد.

فهلا أسرعنا إلى موعدنا ذاك حتى لا يفوت الوقت وحتى لا نضيع ربيعنا يوم لا ينفع فيه الندم

فكم منا من يشعر بأنه غريب وسط معارفه وبيئته التى أصبح فجأة ودون أن يشعر واحد منها

وكم منا الآن من لا يحب وظيفته التى يعمل بها ويشعر بأنه محبوس بداخلها

وكم منا من يقضى حياته فى إعطاء المزيد والمزيد من الفرص والتى يعلم جيدا بأنها لا تفيد سوى مزيد من الوقت الضائع.

فهلا استوقفتم أنفسكم قليلا وأخبرتموها بأنه لم يعد فى العمر بقية حتى تعطوا المزيد من الفرص وتعطوا المزيد من الجهد والمزيد المزيد من العمر.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة