د. داليا مجدى عبد الغنى تكتب: رجل وامرأتان

الجمعة، 12 أبريل 2019 07:51 م
د. داليا مجدى عبد الغنى تكتب: رجل وامرأتان داليا مجدى عبد الغنى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قطعًا، هذا العنوان سيصُيب كل من يقرأه بالضحك، لاسيما وأنه على ما أظن عنوان لأحد الأفلام المصرية القديمة، وبلاشك، فالعنوان مُفسر نفسه، فقصة الرجل الذي يعيش بين امرأتين، إما زوجتين، أو زوجة وحبيبة، أو زوجة وعشيقة، أو فتاتين تتصارعان على الفوز بالارتباط به، هي قصة مُكررة وواقعية، وتناولتها الدراما بأكثر من أسلوب، إما رومانسي، أو تراجيدي، أو حتى فكاهي يتسم بالسخرية. 
 
ولكنني أناقشه هنا من ناحية أخرى، وهي نظرة المرأتين للموضوع، فكم يُشعرني بالاشمئزاز أن تضع المرأة نفسها في مُنافسة مع امرأة أخرى، من أجل رجل، فهي في هذه الحالة تعتبر نفسها شيئًا محل مقارنة، خاصة لو بدأت تستخدم الكثير من الأساليب، لكي تفوز به، مثل الصراع والنزاع مع المرأة الأخرى، أو مُحاولة استقطابه بشتى الطرق؛ لكي تنال رضاءه، أو غيرها من الأساليب التي تنال وتحط من قدر المرأة، حتى لو كانت تحارب الأخرى من أجل زوجها، والحفاظ على بيتها، أو من أجل الحفاظ على حبها ومشاعرها، أو من أجل الحفاظ على كرامتها وكبريائها، وكذلك الحفاظ على مصالحها، فكلها أسباب تهدف إلى تحقيق غاية واحدة، وهي الحفاظ على الرجل الذي لم يُكلف خاطره أن يحافظ هو عليها، فعلى كل امرأة أن تفكر أولاً قبل أن تدخل في أي صراع من أجل رجل، أيًا كان وضعه في حياتها، هل لو كانت لها قيمة لديه، كان سيدعها تدخل في هذا الصراع من الأساس؟ وهل كان سيقبل أن يضعها في هذا الموقف؟ هل وهل وهل وهل؟؟؟!!
 
فأنا أرى أن المرأة التي تشعر بذاتها، وتحترم كيانها، تأبى على كرامتها أن تدخل في مثل هذه الصراعات، فعليها أن تنتظر، لترى سلوك الرجل، فلو اختارها، وحافظ على كبريائها، ورفض أن يُدخلها في هذه الصراعات البذيئة، فهنا ستتيقن أنه يستحقها، ويستحق مشاعرها، أما لو انحاز للأخرى، فعليها هنا أن تنسحب، وتترك لها الملعب بأكمله؛ لأنها في قرارة نفسها لا تعتبر نفسها لاعبًا، وإنما هي "كُوتش"، أي أنها خارج المنافسة، وهنيئًا للأخرى بذلك الرجل، ولكن شتان بين الامرأتين، فأحدهما تقبل المنافسة والصراع، والأخرى تنأى بنفسها عن هذه الأجواء، ولا تقبل إلا أن تكون ملكة متوجة على عرش قلب الرجل الذي يستحقها، وهكذا يجب أن تكون أي امرأة عزيزة النفس، لا تُحارب ولا تتصارع؛ من أجل أحد، وحتى لو اضطرتها الظروف لكي تُحارب من أجل الرجل الذي اختارته وتُحبه، فيكون صراعها ليس مع امرأة أخرى، وإنما صراع من أجل الوقوف إلى جواره والصعود به إلى أعلى المراتب، وحمايته من مُنافسيه وأعدائه، فهي قوية لهذه الدرجة، فهذه هي نوعية المنافسات التي تليق بالمرأة القوية، أما ما دون ذلك فلا يرقى إلى مستواها، فهي تأبى على نفسها أن تُقارن بأي امرأة أخرى. 
 
وملحوظة أخيرة، أحب أن أقولها لكل النساء والفتيات، هذه السلوكيات التي تقومن بها، تحُطُّ كثيرًا من قدركن، فالسمو على الصراعات النسائية، دليل على الرفعة والعلو، فلا تضعن أنفسكنَّ في هذه المنطقة الحرجة، فهي لا تليق بِكُنَّ، وأنتنَّ أعلى وأكبر وأسمى من ذلك.
 






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة