بلمسة زر، ومن وراء نظارة محكمة فى غرفة غارقة أجواءها باللون الأزرق، يعيش "عبدالله سالم"، حياة أجداده الأولى متنقلا عبر ممرات تسير به نحو بيت شعر قديم يتجول بين ردهاته، ويمضى فى دقائق يوميات الحياة لينتقل مع درب كان يسير عليها ساكنى بيت الشعر وهم يبحثون عن نسمات باردة فى بساتين النخيل اليافعة قبل اختراع أجهزة التبريد.
عبدالله شاب اماراتى فى مقتبل العمر من بين مئات من اطفال وشباب، يعيشون ماضى اجدادهم فى ركن " إى تراث "، المخصص لتسخير التكنولوجيا الحديثة فى إحياء تراث الأجداد لدى النشء والشباب من جيل الحاضر ضمن فعاليات "ايّام الشارقة التراثية"، التى ينظمها معهد الشارقةً للتراث وتتواصل فعالياتها حتى حتى 20 إبريل الجارى تحت عنوان "حرفة وحرف"، وخلالها تعرض كافة مفردات تراث دولة الإمارات إضافة لمشاركة 60 دولة عربية وعالمية بعروض تراثية منوعة.
وقال الشاب عبدالله سالم، إنه كثيرا ما يسمع من جدته حكايات الماضى البعيد، ولايستوعب تفاصيلها.
واستطرد أنه أحد المغرمين بالتكنولوجيا الحديثة وآخر الاختراعات خصوصا فى مجال الإتصالات، وكانت مفاجأة له وهو يتجول فى قرية التراث أن يجد ضمن الفعاليات مكان مبهر بالتكنولوجيا الحديثة ، والأكثر وقعا بالنسبه له انه يستمتع بواسطة هذه الإجهزة فى العودة الماضى الذى يفتخر به.
وقال "هزاع أحمد الشعلان" مسؤل تقنية المعلومات فى معهد الشارقة للتراث، ل"اليوم السابع" إن موقع إى تراث من خلاله نحاول توصيل المعلومات التراثية للجيل الجديد باستخدام التكنولوجيا، عن طريق خاصية الموقع الافتراضي، والتى باستخدام التكنولوجيا يتاح الدخول فى عالم وخصوصية البيئات الطبيعية القديمة ومشاهدة حياة الآباء والأجداد القديمة من سكان بيئة الصحراء والجبال والمناطق الزراعية والبحرية ، وفيها يشاهد المتجول حية القدماء ومساكنهم ومعيشتهم وحرفهم وكل مايتعلق بيوميات حياتهم.
وأضاف "الشعلان": "تكنولوجيا الواقع الإليكترونى المعزز خصص لها الغرفة الزرقاء وهو لون الإضاءة المناسب تكنولوجيا لعمل الأجهزة ، ومن يدخلها ينفصل كليا عما حوله فى الخارج".
وقال: خارج الغرفة وضمن مكونات ركن "إى تراث" ردهة خاصة بإعادة احياء الألعاب الشعبية القديمة ولكن باستخدام اجهزة الهاتف اللوحى ، حيث يتاح للزائر استخدام الأجهزة وأداء أشواط اللعبة منفردا او مع اخرين لتحدى لاعبين منافسين له ، لافتا إلى أنه تم على هذه الأجهزة تحميل لعبتى " التيلة"، و "الديمانو"، وهى ألعاب لايعرفها كثير من الصغار أبناء هذا الجيل.
واشار مسؤول تقنية المعلومات فى معهد الشارقة للتراث إلى أن من يقبلون يوميا للمشاهدة الماضى واداء الألعاب القديمة من أعمار مختلفة والغالبية من أطفال من سن الثامنة فما فوق .
وقال إن النجاح فى استغلال نهم الجيل الجديد بالتكنولوجيا فى تمرير رسالة الحفاظ على التراث والموروث هو الهدف الذى تحقق ، لافتا إلى أن الهدف من كل هذا جذب الانتباه لماضى الأجداد وربط الأحفاد بقيم أصيلة وعادات اجتماعية متوارثة.
وفى سياق آخر تضمنت فعاليات ايّام الشارقة معرض " تراث فون"، تضمن سجلا للطرب الشعبى الإماراتي القديم، للتعريف ببعض رواد الطرب الشعبى فى الإمارات ضمن الحقبة الممتدة من بداية الخمسينيات إلى أواسط السبعينيات من القرن العشرين.
وبحسب البيانات الرسمية للفعاليات فإنها الحقبة التى شهدت نشأة هذا الطرب وتشكل هويته.
كما نظمت فعاليات تعليمية تثقيفية للأطفال على تعلم الحرف التراثية الإماراتية والألعاب فى ركن حمل اسم " قرية الطفل"، ومحاضرات توعويه بمفردات التراث المنوعة ويحاضر فيها أهل الخبرة من كبار السن ومتخصصين اكاديميين.
IMG_9295
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة