تمر اليوم الذكرى الـ 1781، على قيام الرومان بثورة فى مقاطعة أفريكا ضد حكم ماكسيمينوس ثراكس، ومن ثم انتخاب جورديان الأول حاكما لهم، إذ قامت الثورة فى 7 مارس 238م.
لكن ما هى مقاطعة أفريكا، وهل لها علاقة بتسمية القارة الأفريقية بهذا الاسم، بحسب عدد من المراجع التاريخية فأن أفريكا أو كما يطلق عليها أفريقيا البروقنصلية كانت فى السابق مقاطعة رومانية تضم مناطق نفوذ الإمبراطورية القرطاجية قبيل سقوطها والتى كانت قائمة فى بلاد فى طرابلس، تونس ،الجزائر، المغرب وجنوب إسبانيا.
أما المنطقة اليوم فهى تضم مناطق من دولة تونس، إلى شرق جمهورية الجزائر وصولا إلى القسطنيطينية غربا، وغرب ليبيا وصولا إلى خليج سرت شرقا، ويعتقد بأن العرب حرفوا هذا الاسم لاحقا ليصبح أفريقية، ثم أعطت المنطقة اسمها إلى كامل القارة، وذلك بعدما كان أطلق الرومان لفترات طويلة لقب "مطمور روما" لما كانت توفره هذه المقاطعة لروما من إمدادات غذائية ومحاصيل زراعية.
مقاطعة أفريكا
وبحسب كتاب "معجم تانيت (معجم فى الحضارة الليبية- الفينيقية فى شمال إفريقيا وحوض المتوسط)، فإن هذا الإقليم كان أحد أربع أقاليم كبرى تضمها الإمبراطورية الرومانية فى القارة السمراء، وكانت تونس وطرابلس المنطقتان الأكثر كثافة بالسكان فى هذا الإقليم، منهم حوالى مائتى ألف رومانى، وكان أربعين فى المائة من المتحدثين اللاتينية فى العالم كانوا يقيمون فى هذه المقاطعة، ولم يتغير الوضع السياسى لهذا الإقليم إلا مع بداية الفتح الإسلامى لشمال أفريقيا.
ويذكر موقع "أطلس البحر المتوسط" للمعلومات التاريخية، أن اسم قارة إفريقيا اشتق من اسم قبيلة تدعى أفرى، والتى كانت تعيش قرب منطقة قرطاج فى العصور القديمة، و كان الرومان يطلقون اسم 'أفريقيا' للدلالة على المنطقة التى تعرف اليوم بتونس.
مع سقوط الإمبراطورية القرطاجية، استولى الرومان على الجزء الشمالى من تونس الحالية وسموها "أفريقيا القنصلية"، لأنها كانت منطقة ستتم إدارتها من طرف قنصل رومانى، و بما أن قرطاج دمرت عن آخرها، قام الرومان باختيار مدينة فينيقية كبيرة أخرى كعاصمة لإفريقيا القنصلية، و قام الإمبراطور تيبريوس بإضافة طرابلس (ليبيا الحالية).
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة