فوضى البريكست تجبر اليمين الشعبوى على إعادة النظر فى خطط الانفصال عن أوروبا.. معاناة البريطانيين تقنع الأوروبيين بالبحث عن نهج للتغيير من داخل الكتلة.. واستطلاعات تؤكد ارتفاع شعبية الاتحاد الأوروبى بشكل كبير

الأحد، 31 مارس 2019 02:30 م
فوضى البريكست تجبر اليمين الشعبوى على إعادة النظر فى خطط الانفصال عن أوروبا.. معاناة البريطانيين تقنع الأوروبيين بالبحث عن نهج للتغيير من داخل الكتلة.. واستطلاعات تؤكد ارتفاع شعبية الاتحاد الأوروبى بشكل كبير تيريزا ماى رئيسة وزراء بريطانيا
كتبت ريم عبد الحميد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
عندما صدم البريطانيون العالم فى عام 2016 بموافقتهم على الخروج من الاتحاد الأوروبى، توقع الكثيرون أن تشهد دول أوروبية أخرى استفتاءات مماثلة، لا سيما فى ظل ارتفاع موجة اليمين الشعبوى والقومى الرافض للكتلة الأوروبية. لكن بعد فوضى البريكست والمصير المجهول الذى يواجه بريطانيا فى ظل تعقيدات سياسية تستعصى على الحل، تراجعت تلك الفكرة، واقتنع أصحابها أن العمل للتغير من الداخل خير من الفوضى التى قد تستمر لسنوات.
 
 
وقالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، إن عددا من الدول الأوروبية، التى كانت بعض الأحزاب الشعبوية فيها تسعى للسير على خطى بريطانيا لإجراء استفتاء للخروج من الاتحاد الأوروبى، قد بدأت ترفض الفكرة بعد مشاهدة فوضى البريكست.
 
 
 
 
وأشارت الصحيفة، إلى أن السياسيين الشعبويين فى دول أوروبية كانوا يضعون قبل ثلاث سنوات خطط لإتباع بريطانيا، فتحدث زعماء الحزب الوطنى الفرنسى عن "بريسكت"، بينما أراد زعيم اليمين المتطرف فى هولندا تصويتا على خروج بلاده من الاتحاد الأوروبى، وتوقع البعض ظهور حركات مشابهة فى دول مثل إيطاليا والسويد والتشيك. ففى هذا الوقت، قال ماتيو سالفينى زعيم اليمين المتطرف فى إيطاليا، إن "دورنا قد حان" بشأن الخروج من الاتحاد الأوروبى.
 
 
لكن لم تكن هناك أى نسخ مقلدة لتصويت بريطانيا للخروج من الكتلة الأوروبية، الذى حدث فى عام 2016، ولم يؤد ذلك إلى تصدع الاتحاد الأوروبى، بل إن السياسيين الأكثر رفضا لفكرة الاتحاد قد خلصوا إلى أنه من الأفضل البقاء فى الكتلة بدلا من خوض معركة انفصال فوضوية تستمر لسنوات.
 
 
 
 
وحتى لو استطاعت بريطانيا أن تخرج بشكل منظم، فأن التوقعات الاقتصادية تقول إن نمو اقتصادها يتراجع لسنوات، كما أن الانقسامات السياسية والاجتماعية بين أنصار البقاء وأنصار البريكست ستظل قائمة.
 
 
ومع مشاهدة كل هذا، فأن الأحزاب الأوروبية المشككة فى جدوى الاتحاد، من الدول الاسكندنافية وحتى البحر المتوسط قد أعادت التفكير فى رسالتها، وتخلوا عن دعوات مغادرة الاتحاد ويركزون بدلا من ذلك على الدعوى إلى نهج تغيير الكتلة من الداخل.
 
 
 
 
وقال ستيفن بانون، المخطط الاستراتيجى السابق بالبيت الأبيض والذى يقدم مشورة للأحزاب الشعبيوية فى أوروبا، إنه قد حدث تحولا بالتأكيد. فالمعاناة التى تشهدها بريطانيا فى العامين الأخيرين، كان دافعا لفكرة محاولة إصلاح الأمور من داخل الاتحاد الأوروبى.
 
 
وأوضحت "واشنطن بوست"، إن هذا التحول لا يعنى أن الاتحاد الأوروبى قد تجنب الاضطراب أو أن المتمردين السياديين فى أوروبا راضين بالوضع الحالى، بل إن طبقة الشعبويين والقوميين فى أوروبا، وهى مزيج من أحزاب حاكمة وأصوات من الخارج من اليمين واليسار، تظل مستاءة من ضعف النمو الاقتصادى والهجرة والحتمية المتصورة للنخب الأوروبية. ويريد هؤلاء الشعبويون لا مركزية للسلطة داخل الاتحاد الأوروبى ويأملون استخدام الانتخابات البرلمانية الأوروبية المقبلة المقررة فى مايو لتوسيع نفوذهم وتنفيذ أفكارهم.
 
 
لكن حتى عندما يجد السياسيين الأوروبيين سببا للاستياء من الكتلة، لا يبدو أن الناخبين لديهم رغبة فى انفصال لا رجعة فيه. بل فى الحقيقة، قد زاد إعجاب البعض بالاتحاد الأوروبى.
 
 
 
 
فقد زادت نسبة شعبية الاتحاد الأوروبى بشدة فى عام 2017 مع بداية مناقشة شروط خروج بريطانيا من الكتلة ووجد استطلاع جديد لمركز بيو الأمريكى للأبحاث فى 10 دول أوروبية إن 62% من الناس لديهم آراء محابية للاتحاد الأوروبى.
 
 
ووجد استطلاع آخر أجرى العام الماضى أن 67% من الأوروبيين يعتقدون أن بلادهم قد استفادت من عذوية الاتحاد الأوروبى، وهى أعلى نسبة خلال 35 عاما.
 
 
وقال سيتفان لينى، الخبير بمركز كارنيجى أوروبا، إن إجراء استفتاء خروج بريطانيا إلى جانب انتخاب دونالد ترامب قد خلق الكثير من الخوف وعدم اليقين، وكان رد الأوروبيين أنهم يريدون ما يعرفونه وليس ما يجهلونه.
 
 
والآن، فأن السياسيين المشككين فى الاتحاد الأوروبى من المجر وحتى السويد، يحاولون استكشاف مدى ما لديهم من تفويض لقلب التقاليد الأوروبية، وهو أمر لم يعد واضحا مثلما كان من قبل.
 
 
 
 
وقد تخلت بعض الأحزاب بالفعل عن فكرة الخروج من الاتحاد الاوروبى من برامجها، بينما قدمت أحزاب أخرى تناولات أو تكيفت بعد انتكاسات سياسية تعرت لها.
 
 
ففى النمسا، تخلى حزب الحرية القومى المتشدد عن دعوته لإجراء استفتاء على بقائه فى أوروبا قبل أن ينضم إلى حزب آخر فى تحالف حكومى. وفى فرنسا، أصبحت زعيمة اليمين المتطرف ماى لوبان تتحدث عن "أوروبا للدول" تعمل من أجل تحقيق الأفضل لأعضائها، بعد أن كانت تدعو أثناء حملتها الانتخابية الرئاسية عام 2017 إلى إجراء استفتاء على عضوية فرنسا فى منطقة اليورو.
 
 






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة