د. داليا مجدى عبد الغنى تكتب: الـمُفاجأة

الجمعة، 29 مارس 2019 08:59 م
د. داليا مجدى عبد الغنى تكتب: الـمُفاجأة د. داليا مجدى عبد الغنى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أجمل شيء في الدنيا، أن يتعمد إنسان أن يفاجئ شخصًا عزيزًا عليه، فعنصر المُفاجأة له وقع السحر على الإنسان، فنحن دائمًا في حالة انتظار وترقب لأن يهتم بنا إنسان، أو يُحاول إسعادنا، ولو بكلمة طيبة، أو فعل ينطوي على الحنان والإحساس الصادق، والمُفاجأة تختلف من شخص لآخر، وكل إنسان تستهويه أشياء، تسبب له السعادة الغامرة، لدرجة أن ذاكرته تحتفظ بها في أرشيف ذكرياته.
 
وأنا شخصيًا تعرضت لمُفاجأة رائعة، منذ بضعة أيام، أثناء إجراء حوار تليفزيوني معي في أحد البرامج، فُوجئت بمُداخلة هاتفية على الهواء من الكاتب والروائي والمفكر الكبير، الأستاذ/ يوسف القعيد، عضو مجلس النواب، وأحد رموز الثقافة في الوطن العربي، فقد فاجأني باتصاله؛ لكي يُشيد بروايتي "الحوت الأزرق"، وأجمل مُفاجأة هي استماعي لرأيه وشهادته في موهبتي كروائية، حيث قال كلامًا لم أكن أتوقع أن أسمعه من كاتب وروائي بهذا الثقل، لدرجة أنه قال أنه شعر بالحزن عندما انتهت الرواية، وتمنى أن يكون لها أجزاء أخرى، فكانت شهادته وكلامه الذي فاق كل حُدود التعبير، أعجزني عن الرد، لاسيما وأنه اهتم بأن يذكر رأيه أمام الجميع، وعلى الهواء مباشرة.
 
فمهما حييت، لن أنسى هذه المُفاجأة التي أذهلتني، وجعلتني أشعر بأن الإنسان العظيم هو الذي يتفنن في إسعاد من حوله، ومن شدة سعادتي، اتصلت به بعد البرنامج، وقلت له: صدقني، لا أجد كلامًا يعبر عما بداخلي من سعادة، فأجمل ما في الموضوع هو عنصر المُفاجأة".
 
وأعترف أن هذا أسلوبي في الحياة، فأنا أعشق مُفاجأة الأشخاص الذين أحبهم، وأعتبر أن هذا الأسلوب له سحر خاص في خلق حالة من التواصل بين البشر، فالإنسان لا يمكن أن ينسى الشخص الذي كان يسعى لإسعاده؛ لأننا جميعًا نبحث عن السعادة، فما أجمل من أن يُحاول إنسان أن يهب لك جزءً من السعادة، التي نعيش طيلة حياتنا، وشُغلنا الشاغل هو الوصول إليها، والإحساس بها، فإذا أردت أن تحفر نفسك في أرشيف ذكريات إنسان، فحاول أن تُفاجئه بما يبعث السرور إلى قلبه.
 
 






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة