"ماما.. مامى.. أمه.. يمه" نداء جميل وكلمة تحمل أجمل وأنبل المشاعر الإنسانية تجعلك تدركين كم تحملت أمك من أجلك ، لكن فى نفس الوقت تجعل فى حياتك لحظات فارقة لمراجعة الذات واكتشاف مواطن القوة والضعف واختبار قدراتك فى العديد من المواقف المسئولة فيها مسئولية كاملة عن تنشئة كيان يتكون من جسم وعقل وروح.
وفى المقال الحالى محاولة للإجابة عن سؤال يردده الكثيرون: لماذا اختلفت الأم العصرية عن زمان؟!
فطبيعة العصر وتعدد مسئوليات وضغوط الحياة اليومية بجانب مسئوليات العمل تجعل للأم أدواراً أكثر تعقيداً، من سنوات مضت كرست الأم فيها وقتها وجهدها لتربية أبنائها فقط، فالأم حالياً فى حاجة لتخفيف الضغوط عنها والحفاظ على صحتها وصحة أبنائها النفسية والاجتماعية؛ لذلك سيكون الاحتفال بعيد الأم هذا العام بأمك وبنفسك أيضاً كأم جديدة وعصرية بإيجابياتك التى تجتهدين كل الاجتهاد، لإظهارها من أجل تربية أبنائك وبشكل يخرجك من مقارنات غير متكافئة.
وأول هذه الإيجابيات الانتصار على النفس؛ يعنى ضبط الانفعالات أثناء التعامل مع الأبناء فهو يخرجنا ويخرجهم من العديد من المشكلات النفسية والاجتماعية فى حياتهم .
ما أجمل أن تعد الأم لنفسها دفتراً بمواقف الضبط الانفعالى مع أبنائها، ثم ترصد ردود أفعالهم الجيدة !
جربى هذا الأسلوب وسيؤتى منافع كثيرة لك وسيزيد تركيزك مع أبنائك ومتابعة مشكلاتهم.
من ناحية أخرى يأتى الانشغال بأطفال الآخرين وأسلوب حياتهم كنوع من الإهدار والتبديد لطاقات الأم ومضيعة لوقتها فى مقارنات لن تفيد؛ حيث الفروق الفردية مبدأ يلغى تساوى قدرات ومهارات كل الأطفال، إضافة إلى أن تربية الأبناء مسئولية تلزمها الأمانة ليس فقط فيما نقدم لهم من وجبات طعام وشراب وملابس ومسكن مناسب؛ بل بما نقدم من انفعالات مؤثرة فى مجريات حياتهم وشئونهم؛ خاصة مع تعدد الضغوط النفسية التى تتعرض لها المرأة (العمل، مشكلات اجتماعية، زحام المواصلات، مشكلات اقتصادية ) والذى ينعكس بشكل كبير على انفعالات الأبناء وما يتبعه من تغيرات سلوكية.
وبذلك تصبح الأمومة الحقيقية فى العصر الحالى هى ضبط الانفعالات والانتصار على ما تتعرض له من ضغوط مختلفة؛ حيث العديد من الدراسات التربوية النفسية فى مراحل عمرية مختلفة تؤكد أن ثمة ارتباط وثيق بين انفعالات الأم المضطربة وبين سلوكيات الأبناء السلبية فى المستقبل مثل اللامبالاة والعصبية ورفض تحمل المسئولية، وذلك أكثر من انفعالات الأب ... هنا يتعاظم دور الأم فى ضبط انفعالاتها لأبعد حد ممكن حتى لا تفقد الصلة بينها وبين أبنائها وتصبح أمومتها جدار ينتابه العديد من الشروخ .
ولأن الأمومة مشاعر عظيمة تحمل سراً إلهياً يجعلها من أقدس الروابط بين البشر ففيها العطاء بلا مقابل؛ بل تصل لدرجة الشعور بمتعة هذا العطاء الذى يبدد أى تعب ، فلا تحرمى نفسك هذه المتعة التى هى منحة ربانية .
دمت فى انتصار دائم على انفعالاتك
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة