تقى عبد المقصود تكتب: إلى أمى

الأحد، 24 مارس 2019 10:00 ص
تقى عبد المقصود  تكتب: إلى أمى حنان الأم

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

كل يوم يمر علينا هو عيد للأم...كل لحظة نتخطاها زيادة على رصيدها...كان لابد من رسالة لأمى ولكل أم ليست شكرا ولا مدحا فلن تنصفها الحروف مهما كثرت ولكنها أسفا وعتابا ..والأقسى أنها رثاء لأنفسنا فى كل وقت...رسالة لا تعبر عنى فقط ولكنها تعبر عن جيل كامل يدرك طوال الوقت عقليا ونفسيا أن الأم هى مرساة الأمان فى ظل كل هذا العبث

إلى أمى وإلى كل أم ..إلى أرواح كل الأمهات الخالدة فى قلوب الأبناء :

أمى الحبيبة...بعد محبتى وسلامى

سأبدأ بعتابى ثم بأسفى لعلى أجد بعد السلوى لنفسي

كبرنا يا أمى ...وقد اكتشفنا كذبك الدائم تجاه الحق والعدل والخير  ....اكتشفنا زيفك يا أمى تجاه الأخوة والإنسانية

كبرنا يا أمى وكبر معنا ظلامنا وظلمنا كبرنا وكبر أسوأ ما فينا وما فى حولنا

كلما كبرنا صغرت الأشياء النقية صغر العدل حتى اختفى ومرض الحق حتى مات وبقيتى أنتى يا أمى وحدك تؤمنين بأكذوبة لن تصدق أبدا أكذوبة البقاء للأصلح ....

فى قلبى هذا الحديث من زمن يا أمى حتى كاد أن يخنقنى....

أنا آسفة يا أمى....آسفة على الشخص الذى صرت عليه وأنتى لم تتمنيه يوما

كان الأمر صعبا يا أمى ولكنى أعترف أنه لم يكن مستحيلا

بذلتى كل ما فى وسعك ..لم تدخرى جهدا..ولم توفرى مالا..

أتذكرك يا أمى...نصائحك الدائمة حول الحق والخير والعدل

أحسنوا ولا تنتظروا الجزاء

الله فى قلوبكم ينير طريقكم

الصبر ليس فقط مفتاح الفرج بل هو كل الفرج

أتذكر لحظات يأسى وانهيارى وأنتى دائما جوارى

تقولين لى رب الخير لا يأتى إلا بالخير

أتذكر قسوة البعض وخذلان الآخر ولكنكى وحدك أسطورة الوفاء والعطاء فى حياة كل من يعرفك

عبارتك الدائمة رغم صعوبة الأحداث تفاءلوا بالخير تجدوه

الأمر ليس أنك أمى فأحبكى إجبارا...أنتى الأروع والأجمل بشهادة الجميع...لو مررت بجانبك فى شارع ضيق لأحببتك اختيارا ومرارا وتكرارا

الأمر يا أمى أننى لم ولن أجد من يشبهك..من يشبه هذا الرقى الذى يسكن روحك ولا النور الذى يشع به قلبك ولا ذاك الفكر المتحضر فى عقلك

أنا آسفة يا أمى لأننى خذلتك كثيرا...آسفة لأننى لم أكن تلك الزرعة المثمرة بقدر ما أعطى لها من عناية

آسفة لأننى لن أكون أما صالحة بهذا القدر الراقى مثلما كنتى أنتى....

أدامك الله قدوة حسنة وسلاما وأمانا لكل من عرف روحك الطاهرة وقلبك الراقي

 

 

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة