رئيس"هيئة الاستعلامات": مصر وجنوب أفريقيا تكملان ما أرساه عبد الناصر ومانديلا

الأربعاء، 20 مارس 2019 12:39 م
رئيس"هيئة الاستعلامات": مصر وجنوب أفريقيا تكملان ما أرساه عبد الناصر ومانديلا ضياء رشوان رئيس الهيئة العامة للاستعلامات
كتب محمد السيد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

أكدت الهيئة العامة للاستعلامات، أن العلاقات بين مصر وجمهورية جنوب أفريقيا تمثل ركناً أساسياً وحجر زاوية بالغ الأهمية للقارة الأفريقية، واستقرارها وتنميتها، وكذلك بالنسبة للعالم كله.

 

وأضافت هيئة الاستعلامات، أن أوضاع كل من الدولتين التاريخية، والجغرافية، والاستراتيجية، تتشابه إلى حد كبير، رغم البعد المكاني الواسع بينهما، متابعة: "فلكل منهما موقع استراتيجى بالغ الأهمية قارياً وعالمياً، فمصر تقع عند ملتقى قارات العالم القديم: آسيا وأفريقيا وأوروبا، على أرضها واحد من أهم الطرق والممرات البحرية في العالم بين قناة السويس التى تربط الشرق بالغرب والشمال بالجنوب".

 

وتابعت:" وبالمثل، فإن جنوب أفريقيا تشرف على أهم نقطة حاكمة في أقدم وأشهر الطرق البحرية بين الشرق والغرب، طريق "رأس الرجاء الصالح" الأمر الذى منحها دوراً استثنائياً فى تاريخ الملاحة الدولية وفى سلامة واستقرار التجارة بين قارات العالم ".

 

وأوضحت أن  كل من الدولتين  أنجبت زعيماً عظيماً ورمزاً من الرموز الخالدة في مسيرة الإنسانية للتحرر والتخلص من الاستعمار والكفاح من أجل تحرير الإنسان والشعوب في أفريقيا وفي كل العالم،مضيفا :" فمصر أنجبت الزعيم الخالد جمال عبد الناصر الذي ظل رمزاً للنضال الأفريقي والإنساني، وجعل من القاهرة عاصمة للتحرر الأفريقي، سعى إليها كل المناضلين من أنحاء القارة وكان من بينهم زعيم جنوب أفريقيا الذي سار على درب عبد الناصر حتى تحررت بلاده من تسلط النظام العنصري البغيض وتحول مانديلا نفسه إلى رمز للصمود والكفاح من أجل الحرية".

 

واشارت الى أنه استناداً لكل هذه المعطيات تشهد علاقات مصر وجنوب أفريقيا تطورات إيجابية متتالية في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية وغيرها وتعاوناً ثنائياً على الصعيدين القاري والعالمي ،وأنه على الصعيد الاقتصادي، تمتلك كل من مصر وجنوب أفريقيا اقتصاداً كبيراً متنوعاً حيث طبقاً للناتج المحلي الاجمالي، تقع الدولتان معاَ ضمن أكبر (5) اقتصاديات فى أفريقيا من حيث الناتج المحلي الاجمالي، وشبكة العلاقات الاقتصادية الدولية.

 

لكل ذلك، كان التواصل بين مصر وجنوب أفريقيا أمراً مهماً وضرورياً في كل الأوقات، ولكل ذلك أيضاً، فإن التعاون بينهما وتعزيز علاقاتهما أمر بالغ الأهمية للشعبين ولقارة أفريقيا دولاَ وشعوباً،جاء هذا فى كتاب جديد أصدرته الهيئة العامة للاستعلامات بعنوان مصر وجنوب أفريقيا باللغتين العربية والإنجليزية.

 

وصرح الكاتب الصحفى ضياء رشوان رئيس الهيئة العامة للاستعلامات، أن هذا الكتاب "مصر وجنوب أفريقيا" قد صدر فى إطار سلسلة كتب تعدها وتصدرها الهيئة العامة للاستعلامات من أجل تعزيز التواصل بين شعب مصر وكافة الشعوب الأفريقية انطلاقاً من عام 2019 الذي أولت فيه الدول الأفريقية، مصر ثقة عظيمة بانتخاب السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيساً للاتحاد الأفريقي، مشيراً إلى أن الكتاب يقدم معلومات تفيد في الشرح والتذكير بجوانب العلاقات بين دولتين كبيرتين في أفريقيا هما جمهورية مصر العربية وجمهورية جنوب افريقيا، وهي علاقات ممتدة في الماضي والحاضر، كما أنها علاقات متشعبة سياسياً واقتصادياً وثقافياً وفي مجالات عديدة، إضافة إلى أن جنوب أفريقيا هي التي سوف تتسلم رئاسة الاتحاد الافريقي من مصر عام 2020، فمصر وجنوب أفريقيا تكملان بالتعاون بينهما وبدور كل منهما لصالح القارة الأفريقية، الطريق الذى أرساه الزعيمان عبد الناصر ومانديلا بين الشعبين.

 

وأضاف رشوان أن الكتاب يتضمن أيضاً باباً كاملاً يتضمن معلومات أساسية عن دولة وشعب جنوب أفريقيا من كافة الجوانب التاريخية والجغرافية والسكانية، إضافة إلى النظام السياسي والتطور الاقتصادي وفرص الاستثمار والنمو، وكذلك المؤشرات الهامة في هذه المجالات، إضافة إلى السياحة وأهم المدن وغير ذلك من البيانات التي تساعد الشعب خاصة الأجيال الجديدة على معرفة وفهم شعب أفريقي ودولة صديقة.. وكذلك لكافة القراء في كل مكان من العالم، وقام بإعداد مادة الكتاب زميلان من الهيئة هما عبد المعطى أبوزيد رئيس قطاع الإعلام الخارجى وأيمن ولاش الملحق الاعلامى لهيئة الاستعلامات فى جنوب أفريقيا، وقد تم طبع الكتاب ورقياً ونسخه الكترونياً ونشره على مواقع الانترنت التابعة للهيئة، مع ترجمة ملخصات له إلى اللغات الفرنسية والسواحيلية والهوسا والبرتغالية والأمهرية للنشر على البوابة الالكترونبة التى أنشأتها الهيئة الشهر الماضى بست لغات ويتم حاليا زيادتها الى تسع لغات أفريقية وعالمية.

 

ويتضمن الكتاب أحد عشر فصلاً، الخمسة الأولى منها تستعرض تاريخ وتطور وجوانب العلاقات بين مصر وجنوب أفريقيا، والفصول الستة التالية تقدم معلومات وافية عن جنوب أفريقيا فى كافة المجالات.

 

بدء العلاقات الدبلوماسية

 

خلال الفترة من بدء العلاقات الدبلوماسية بين مصر وجنوب أفريقيا عام 1942 وحتى قيام ثورة يوليو عام 1952، غلب على العلاقات المصرية - الجنوب أفريقية الطابع البرتوكولى، وهناك الكثير من الرسائل المتبادلة بين القيادتين فى ذلك الوقت، وإن لم تكن هناك قضايا ذات طبيعة سياسية مثيرة للاهتمام بينهما حتى عام 1947، عندما حدث خلاف كبير بسبب موقف جنوب أفريقيا من قضية فلسطين، حيث كان النظام العنصري من بين الدول التي صوتت لصالح قرار تقسيم فلسطين في 29 نوفمبر 1947 الذي أوصى بإنشاء دولة يهودية على أرض "فلسطين"، وكان "اتحاد جنوب أفريقيا" ثاني دولة أفريقية تقوم بذلك إلى جانب "ليبيريا"، وفي 24 مايو 1948 (تسعة أيام بعد إعلان دولة إسرائيل)، أعلنت حكومة "جان سموتس" رئيس وزراء النظام العنصري في ذلك الوقت والمؤيد للصهيونية، نيتها إعلان اعتراف "اتحاد جنوب أفريقيا" بالدولة اليهودية، وكان "اتحاد جنوب أفريقيا"هو سابع دولة تُقرر الاعتراف بدولة "إسرائيل"، وفي 14 مايو 1949 اعترفت "جنوب أفريقيا" بدولة "إسرائيل" رسمياً.

 

عبد الناصر وقيادة التحرر الأفريقى

 

شهد الدور المصري في أفريقيا صعوداً كبيراً منذ ثورة يوليو 1952، حيث ساهمت مصر بقيادة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر بدورٍ محوري في دعم كفاح حركات التحرّر الوطني في الدول الأفريقية لنيْل استقلالها، وكان عام 1960 هو بمثابة عام التحرُر الأفريقي حيث حصلت 17 دولة أفريقية على استقلالها في ذلك العام، وهو نفس العام الذي قطعت فيه &مصر& علاقاتها الرسمية مع &اتحاد جنوب أفريقيا& في 30 مايو 1960، استجابة لمطالب ممثلي حركة التحرير في جنوب أفريقيا بقطع العلاقات مع النظام العنصري، ودعم إقامة دولة "جنوب أفريقيا" الديمقراطية التي يحكمها مواطنوها من الأغلبية أصحاب البشرة السمراء.

 

مانديلا فى مصر

 

استضافت مصر في عام 1961 الزعيم الجنوب أفريقي الراحل نيسلون مانديلا، الذي جاء إلى القاهرة وتم استضافته في المبنى رقم 5 في شارع أحمد حشمت في منطقة الزمالك في القاهرة، وهو مقر الجمعية الأفريقية التي أطلق عليها الدبلوماسيون والطلبة الأفارقة فى مصر اسم بيت أفريقيا، جاء مانديلا إلى مصر بعد رحلة شاقة، إذ جاء إليها سيراً على الأقدام من جنوب أفريقيا، مُتبعاً خطى المناضلين الذين سبقوه، حيث كان ثورياً ومُدرجاً اسمه على قوائم المطلوبين فى المطارات والمعابر، فسار على قدميه إلى جنوب السودان في رحلة استغرقت قرابة الشهرين، ومنها استقل طائرة إلى مصر، حيث استقبله السفير محمد عبد الغفار، السفير فوق العادة لدى منظمة حركة التحرير الأفريقي لدول شمال أفريقيا والعالم العربي.

 

لقد كانت الزيارة سرية بالتنسيق مع الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، والسيد محمد فايق وزير الإرشاد القومي (الإعلام) في ذلك الوقت، والذي كان له دور بارز في التعامل السياسي والنضالي والإعلامي مع دول أفريقيا وحركات التحرر الأفريقية، وأمضى الرئيس الراحل نيسلون مانديلا، في مصر ما يقرب من عام كامل في نفس المبنى في منطقة الزمالك.

 

لقد حازت &مصر& على جانب من سيرة "مانديلا" التي كتبها في فترة تواجده بالسجن واستكملها بعد خروجه، وقال فيها عن مصر إنها قد تملكت خياله باعتبارها مهداً للحضارة الأفريقية، وكنزاً لجمال الفن والتصميم، وأنه دائماً ما تطلع لزيارة الأهرامات وأبو الهول وعبور نهر النيل الذي وصفه بأنه أعظم أنهار أفريقيا، كما ذكر أنه ذهب برفقة زميليه في النضال «أوليفر تامبو» و"روبرت ريشا" من "أديس أبابا" إلى القاهرة، وأنه قضى يومه الأول في المتحف المصري يتفحص القطع الفنية ويدون الملاحظات، ويجمع المعلومات عن نمط الرجال الذين أسسوا حضارة وادى النيل القديمة، وأن اهتمامه كان كهاوٍ للآثار لأن من الضروري أن يتسلح الأفارقة بالبرهان والدليل الذي يدحض ادعاءات البيض بأن الأفارقة لم تكن لهم في الماضي حضارة تواكب حضارة الغرب، وقال مانديلا: اكتشفت في يوم واحد أن المصريين كانوا يُبدعون أعمالاً فنية عظيمة بينما كان الغربيون في الكهوف.

 

مصر وجنوب أفريقيا بعد التحررمن النظام العنصري

 

بعد الإفراج عن المُناضل "مانديلا "في فبراير 1990 قرر أن تكون &مصر& أول بلد يزورها، لتزدحم الشوارع بكل مؤيديه من المصريين والأفارقة من كل الفئات العمرية، وقد استقبلته "مصر" كرمز للنضال والكفاح من أجل الحرية.

 

وعقب اﻻنتخابات العامة في "جنوب أفريقيا" في أبريل ١٩٩٤، أعلنت الحكومتان المصرية والجنوب أفريقية عن رفع مستوى مكاتب التمثيل الخاصة بهما إلى مستوى السفارات، وهو نفس العام الذي شارك فيه وزير الخارجية المصرية في ذلك الوقت السيد عمرو موسى بحفل تنصيب أول رئيس منتخب في جنوب أفريقيا بعد انتهاء نظام الفصل العنصري، الرئيس الراحل نيلسون مانديلا.

 

وشهد عام 1995، إنشاء لجنة مشتركة للتعاون بين الدولتين وتم عقد دورتها الأولى في أبريل 1996 في القاهرة، وتم خلالها الاتفاق على دفع العلاقات بين البلدين في جميع المجالات، وخاصة المجال التجاري بفتح أسواق جنوب أفريقيا أمام المنتجات المصرية وتوسيع نطاق مشاركة العديد من الشركات المصرية في المعارض السنوية التي تقام في جنوب أفريقيا.

 

الزيارة الثالثة لمانديلا

 

حرص الزعيم الراحل نيلسون مانديلا على زيارة مصر للمرة الثالثة في 20 أكتوبر عام 1997، وكانت هذه المرة بصفته رئيساً منتخباً لدولة جنوب أفريقيا، وكان استقباله في الزيارة بذات قدر حفاوة استقباله عام 1991، وتم وصف تلك الزيارة بـالمهمة على صعيد تدعيم العلاقات بين البلدين وتنميتها في المجالات المختلفة.

 

العلاقات السياسية بعد ثورة 30 يونيو 2013:

 

عقب ثورة الشعب المصرى فى 30 يونيه 2013، تعددت الزيارات المُتبادلة بين الدولتين، ومن بينها زيارة الدكتور سيابونجا كويلى، المبعوث الرئاسي الجنوب أفريقي ووزير أمن الدولة على رأس وفد حكومي إلى القاهرة في فبراير 2014 حاملاً رسالة من الرئيس السابق جاكوب زوما إلى الرئيس المصري في الفترة الانتقالية المستشار عدلى منصور، وتضمنت الرسالة الإعراب عن التضامن مع الشعب المصري؛ كما تضمنت رسالة رئيس جنوب أفريقيا السابق جاكوب زوما دعم بلاده لخارطة الطريق وإدانة الأعمال الإرهابية التي واجهها الشعب المصري، كما أتاحت الزيارة فرصة للمبعوث الجنوب أفريقي للتعرف على حقيقة التطورات في مصر، والتيقن أن الشعب المصري عازم على اكمال المسار الذي اختاره لمستقبله وذلك لنقل صورة واضحة إلى القيادات الجنوب أفريقية.

 

كما شارك السيد جيف راديبي وزير شئون الرئاسة في جنوب أفريقيا فى حفل تنصيب الرئيس عبد الفتاح السيسى في يونيو.

 

كما التقى السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي بالرئيس الجنوب أفريقي السابق جاكوب زوما على هامش الشق رفيع المستوى للدورة (70) للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك في سبتمبر 2014.

 

وفي أكتوبر 2014، قامت السيدة مايتي ماشاباني وزيرة خارجية جنوب أفريقيا آنذاك، بزيارة مصر ولقاء السيد سامح شكري وزير الخارجية المصري، حيث تم التأكيد على أهمية تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين في مختلف المجالات بما يُحقق مصالح البلدين، كما تناول اللقاء تبادل الآراء حول الأوضاع في القارة الأفريقية ومنطقة الشرق الأوسط، كما سلمت السيدة ماشاباني رسالة من الرئيس السابق جاكوب زوما إلى الرئيس عبدالفتاح السيسي.

 

قمم رئاسية

 

شهدت العلاقات السياسية بين الدولتين طفرة إيجابية ملحوظة منذ 2014 كان من أبرز ملامح تلك التطورات الإيجابية اللقاءات الثنائية بين ممثلي الدولتين، والتي بدأت بلقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي مع الرئيس الجنوب أفريقي السابق جاكوب زوما في عدة لقاءات، كان أولهما على هامش الشق رفيع المستوى للدورة (70) للجمعية العامة للأمم المتحدة فى نيويورك فى سبتمبر 2014،

 

ثم جاءت زيارة الرئيس جاكوب زوما إلى القاهرة بناءً على الدعوة الموجهة من الرئيس عبد الفتاح السيسي في أبريل 2015، وكانت الزيارة الأولى للرئيس الجنوب أفريقي منذ قيام ثورة يناير 2011، علماً بأن آخر زيارة رئاسية جنوب أفريقية إلى القاهرة كانت للرئيس السابق زوما في أكتوبر 2010.

 

كما التقى الرئيسان في موسكو- روسيا في مايو 2015 على هامش احتفالات البلاد بالذكرى السبعين للانتصار على النازية فى الحرب العالمية الثانية.

 

كما شارك رئيس مجلس الوزراء الأسبق المهندس إبراهيم محلب فى الدورة العادية رقم 25 للقمة الأفريقية في جوهانسبرج- جنوب أفريقيا في يونيو 2015، كما شارك رئيس مجلس الوزراء السابق المهندس شريف اسماعيل بقمة منتدى الصين أفريقيا في جوهانسبرج- جنوب أفريقيا في ديسمبر 2015، كما شاركت وزيرة التعاون الدولى سحر نصر نيابة عن السيد رئيس الوزراء فى المنتدى الاقتصادي العالمى لأفريقيا فى يونيو 2015.

 

كما شهدت الفترة 2014- 2018 زيارة عدد من الوفود المصرية إلى جنوب أفريقيا كان من بينها زيارة السيد المهندس شريف اسماعيل رئيس وزراء مصر السابق، مساعد رئيس الجمهورية للمشرواعات الاستراتيجية، لرئاسة وفد مصر في اجتماعات &بريكس+ في جوهانسبرج في يوليو 2018، إضافة إلى زيارة السيد وزير البحث العلمى السابق إلى بريتوريا فى فبراير 2015، وكذلك زيارة وفد حكومي من مركز الانتاج الأنظف، ومن اتحاد الصناعات المصرى إلى بريتوريا فى ديسمبر 2015، فضلاً عن زيارتي وفد مصر من اللجنة العليا اللانتخابات في 2012، 2018، ووفد من وزارة العدل ومجلس الدولة والمجتمع المدني إلى بريتوريا فى 2014، إضافة إلى عدد من الزيارات الأخرى لوزراء النقل والكهرباء والاستثمار والتعاون الدولي، إضافة إلى زيارة وفد الهيئة المصرية الوطنية للانتخابات إلى مفوضية الانتخابات الجنوب أفريقية المستقلة في سبتمبر 2018

 

العلاقات الاقتصادية

 

ترتبط مصر وجنوب أفريقيا منذ عام 1994 بعلاقات اقتصادية قوية وإن كانت لا تعكس حجم وقوة العلاقات السياسية بين الدولتين، وهناك العديد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم الموقعة بينهما في المجال الاقتصادي، كما أن هناك العديد من مشروعات الاتفاقيات ومذكرات التفاهم الجاري دراستها ومراجعتها من الجانبين.

 

وتُعتبر اتفاقية منع الازدواج الضريبي التي تم توقيعها في أغسطس عام 1997 من أهم الاتفاقيات الموقعة بين مصر وجنوب أفريقيا، إضافة إلى اتفاق تشجيع وحماية الاستثمارات المتبادلة الذي تم توقيعه في أكتوبر 1998، كما أن هناك اتفاقاً للتعاون في مجال النقل البحري تم توقيعه في أكتوبر عام 1998.

 

وبشكل عام، فقد ارتفع حجم التبادل التجاري بين البلدين في العامين 2016/ 2017 من 267,9 مليون دولار إلى 314,7 مليون دولار بنسبة زيادة 17,5%، وانخفض عجز الميزان التجاري بين البلدين من نحو 150,8 مليون دولار لصالح &جنوب أفريقيا& في عام 2016 إلى نحو 46,5 مليون دولار لصالح جنوب أفريقيا أيضاً في عام 2017

 

الاستثمارات المتبادلة

 

يُشير التقرير الصادر عن من الهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة GAFI& المصرية، فى فبراير 2017 عن الاستثمارات الأجنبية في مصر خلال الفترة 1970 / 2017، إلى أن عدد الشركات الجنوب افريقية المؤسسة في مصر على مدار تلك الفترة قد بلغ 60 شركة برأس مال مصدر بلغ نحو 292,17 مليون دولار، بلغت مساهمة الجانب الجنوب أفريقى فيها نحو 15,36 مليون دولار.

 

وتُشارك هيئة تنشيط السياحة بشكل دوري في العديد من الفعاليات السياحية التي يتم عقدها في جنوب أفريقيا منذ عام 2015

 

وفي إطار دعم العلاقات الثقافية وخاصة العلاقات بين الشباب والأجيال القادمة، وفي ظل مبادرة السيد رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي بعقد منتدى سنوي لشباب العالم في مصر تم خلال دورتي منتدى شباب العالم& في 2017، و2018، دعوة مجموعة من الشباب من جنوب أفريقيا لحضور المؤتمر، وقد زاد عدد المشاركين من جنوب أفريقيا في النموذج الثاني من منتدى شباب العالم في نوفمبر عام 2018 إلى 40  مشاركاً تقريباً من 15 مشاركاً في عام 2017، وكان من بينهم مجموعة من المتحدثين، من بينهم السيدة كاثرين كونستانتينيدس؛ الناشطة في مجال المناخ وحقوق الإنسان، والحاصلة على زمالة أساقفة توتو الأفريقية أكسفورد 2013 ، وزمالة مانديلا واشنطن 2016، والسيدة سيليست فوكونيير؛ خبير شئون الأسواق في بنك راند ميرشانت الجنوب أفريقي، والسيدة إيزلين بارينز؛ أحد أكثر الشباب تأثيراً في جنوب أفريقيا وصاحبة مبادرة تمكين النساء أكاديمية الأحلام للبنات، وأحد رواد الأعمال على المستوى الاجتماعي في مجال تنمية الشباب في القارة الأفريقية.

 

وهو المنتدى الذي أقيم على هامشه احتفالية تكريم اسم الرئيس الجنوب أفريقي الراحل نيلسون مانديلا في الذكرى المئوية لميلاده، حيث تم دعوة حفيده السيد زوندوا مانديلا لحضور المؤتمر وتم تكريمه من السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي.

 

وفى المنتدى العربى الأفريقى فى أسوان فى مارس 2018 شارك أيضا وفد من شباب جنوب أفريقيا كان من بينهم زوندوا مانديلا حفيد الزعيم نيلسون مانديلا.

 

البعثة الأزهرية في جنوب أفريقيا

 

يوجد في جنوب أفريقيا بعثة الأزهر الشريف تضم 15 شيخاً موزعة على الأماكن الرئيسية لوجود الجالية الإسلامية في البلاد، وذلك على النحو التالي (6 شيوخ فى كيب تاون، و4 شيوخ فى بريتوريا، و3  شيوخ فى ديربان، بالإضافة إلى شيخان فى بورت إليزبيث).

 

وبالإضافة إلى الإشراف الفني على المعاهد الأزهرية، يقوم &الأزهر الشريف& بالتواصل مع الجالية الإسلامية في جنوب أفريقيا عبر إيفاد القراء والوعاظ لإحياء ليالي شهر رمضان الكريم، بالإضافة إلى تقديم المنح الدراسية للطلاب الجنوب أفارقة، وقد شهد عام 2015 إيفاد قافلة السلام التابعة لمجلس حكماء الأزهر الشريف إلى جنوب أفريقيا لأول مرة.

 

الكنيسة المصرية في جوهانسبرج

 

توجد الكنيسة المصرية الأرثوذوكسية في مدينة جوهانسبرج كما يوجد دير قبطي مؤسس حديثاً في كالينان باسم Saint Mark Monastery، ويقوم عليهما الأنبا أنطونيوس مرقس، أسقف عام شئون أفريقيا وهو الذي يقوم بمتابعة كافة الكنائس القبطية في القارة السمراء إذ يشغل هذا المنصب منذ يونيو 1976، ويعاونه أسقف عام هو الأنبا بولس الذي تم تعيينه في يونيو 1995، للمساعدة في خدمة الكنيسة في عملها في أفريقيا، وهو مسئول عن أسقفية “كينيا”. وقد تم بناء الكنيسة وتم تدشينها في وقت رائسة البابا شنودة الثالث الكنيسة الأرثوذوكسية في مصر، والذي زار جنوب أفريقيا في عام 1993.

 

لمحات عن جنوب أفريقيا

 

أما الفصول الأخيرة من الكتاب فتضمن معلومات شاملة ودقيقة ومحدثة عن جنوب أفريقيا مثل التاريخ والجغرافيا والاقتصاد والتجارة والسياحة والسكان والنظام السياسى والمؤسسات الرسمية والتقسيم الادارى والتعليم والرياضة والقوات المسلحة والاعلام والثقافة وغيرها من المعلومات والبيانات التى تقدم تستهدف التعريف بكل شعب من الشعوب الأفريقة للأجيال الجديدة من شعب مصر والشعوب الأخرى لترسيخ وتأكيد هوية مصر الأفريقية وروبطها بلأشقاء فى أنحاء القارة.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة