إن المذبحة الإرهابية البشعة الأخيرة التى استهدفت المسلمين المصلين الساجدين الآمنين فى مسجدين بنيوزيلندا، هى أحد جرائم الإرهاب البغيض ضد الإسلام والمسلمين وضد جميع الأعراق والأديان السماوية وضد البشر والإنسانية جمعاء، وهذا برهان دامغ بأن الإرهاب ليس له دين ولا وطن ولا هوية ولا عرق ولا جنس ولا لغة، كما أنه برهان آخر بأن قاعدة وبؤر انطلاق الإرهاب البغيض هى انتشار مظاهر التعليم المشوه والإعلام المضلل، وكذا ترسيخ الثقافات الخاطئة والمعلومات المغلوطة عن الأخر المجهول وغير المعلوم، وهو الإسلام والمسلمين وغيرهم وكذا انتشار مظاهر وتيارات الفكر المتطرف بين شباب وسائل التواصل الاجتماعى وثورة المعلوماتية والسموات والقنوات المفتوحة.
كما أن البيئة والتربة الخصيبة لانتشار ظاهرة الإرهاب البغيض هى انتشار ظاهرة الحروب القطبية والقطرية والإقليمية والعالمية بالوكالة والإنابة وكذا غياب مظاهر الحريات العامة والخاصة وغياب منظومة العدالة الاجتماعية وكذا غياب الممارسات الديمقراطية، وكذا انتشار مظاهر الحروب والصراعات العرقية والطائفية والمذهبية والجهوية والقبلية وغيرها وكذا اختلاف وتصادم وتضاد وتعارض الأفكار والثقافات والمعتقدات والأعراق بين الشعوب والدول والمجتمعات.
من هنا، فإن مواجهة ومعالجة ظاهرة الإرهاب يجب أن تكون مواجهة جذرية شاملة، وذلك من خلال منصات حوارية وإعلامية وفكرية وثقافية وعلمية ودينية ودعوية، وكذا من خلال المواجهة بالحوار والكلام والقلم والدعوة الدينية الحكيمة وهى قاعدة انتشار الإسلام الحنيف التى قال الله تعالى فيها "ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِى هِى أَحْسَنُ إن رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ"، صدق الله العظيم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة