الإرهاب الأسود الذى يسعى للعودة بالشعوب إلى عصور الجاهلية الأولى .. خياران كلاهما مر، إما السيطرة واستغلال موارد الشعوب أو الدمار وعودة أشباح الماضى وكلاهما اختار الموت والدمار طريقا .. ان الإرهابيين الذين يقتلون الأطفال والأبرياء لا يختلفون عن الطائرات التى تقصف سيلا من القنابل كل شىء ولا تفرق بين ارهابى يمارس القتل وطفل صغير ينام فى حضن أمه .
العالم وهو يتحدث الآن عن مواجهة فكرية للإرهاب يجب ان يراجع الخطايا وهو يتحدث عن الضحايا .. إن ضحايا الإرهاب ليسوا هؤلاء الذين قتلتهم يد الشر ولكن هناك ايادى أخرى تقع عليها المسئولية .. إن هؤلاء القتلة ضحايا نظم مستبدة .. ومجتمعات نهبت ثروات شعوبها وحكام جهلاء تخلوا عن مسئولياتهم فى بناء أوطانهم وهى قبل هذا كله مسئولية عالم غابت عنه العدالة فاستباحت الشعوب ثروات بعضها البعض بينما هناك الملايين الذين ماتوا جوعا وخرجوا من بين الأنقاض يرفعون السلاح ضد مجتمعات فقدت الإنسانية والعدالة .
لن يجد الإرهاب من يدافع عنه الا عصابة من المجانين الاشرار ولكن إذا جاء وقت الإدانة فسوف نجد طابورا طويلا من المدانين الذين يتحملون المسئولية أمام الله وأمام التاريخ .. إن الايدى التى حملت السلاح وقتلت أو ذبحت تحتاج إلى دراسات نفسية وسلوكية تكشف الأسباب التى وصلت بالبشر إلى هذه الدرجة من إدمان الدماء وعلى كل طرف أن يسأل نفسه .. على الغرب أن يراجع خطاياه فى حق الشعوب احتلالا واستعماراً واغتصابا لحقوق الآخرين وامتهانا لأفكارهم وأديانهم وثقافتهم .. وعلى الغرب أن يراجع دفاتر ومخلفات حكام ساندهم وأهدروا حقوق هذه الشعوب واغتصبوا مقدراتها وعلى الجميع ان يقف أمام ضميره ويسأل كيف تحولت هذه الحشود البشرية التى كان ينبغى أن تبنى إلى أشباح تخيف الكون وتكره البشر وتلعن كل شىء فى الحياة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة