أتخيل أن إبليس يشعر أحيانا بالإحباط من قسوة وخِسة بعض البشر وتفوقهم على معاونيه من الشياطين فى صناعة الكراهية والتنكيل بالأبرياء، فقُدرة من يوسوس ليبعد الناس عن الصلاة تختلف عن سفالة من يقتلهم ساجدين .
بعد محاصرة الدواعش بسوريا والعراق نشط إخوانهم باليمين الأوربى المتطرف لاستكمال مشوار العار وقتل المسالمين، ليصبح المسجد والكنيسة هدفا مغريا فاتحت لشهية مصاصى الدماء الذين لا يعرفون دين، فالإرهاب ثقافة تحركها ماكينة التحريض والحقد لتحقيق مصالح سياسية لتستمر دوامة العنف والعنف المضاد لبيع الأسلحة واحتلال الدول، خدمة لمصالح من يلعبون هذه اللعبة القذرة.
عشرات الشهداء والمصابين منهم نساء وأطفال قتلوا أثناء صلاة الجمعة بمسجدين بمدينة ( كرايست تشريش ) بنيوزيلندا فى عمل إرهابى كما وصفته رئيسة وزراء نيوزلندا ذاتها (جاسيندا أرديرن ) تم على يد متطرف يمينى يدعى (برينتون تارينت ) قام بتصوير جريمته معترفا بها قبل القبض عليه ومحاكمته ونقل تفاصيلها على الهواء مباشرة عبر وسائل التواصل الاجتماعى، وقد ظهر وهو يستمع لأغنية تمتدح السياسى الصربى السابق القاتل(رادوفان كاراديتش )الذى تمت إدانته فى التسعينيات بارتكاب جرائم حرب ضد المسلمين فى يوجوسلافيا قبل ( تقسيمها) .
وكان اللافت ما وجد مكتوبا على الأسلحة التى استخدامها من أسماء قامت بمهاجمة مساجد ولمعارك انتهت بهزيمة المسلمين! بالإضافة إلى بيان كتبة من 73 ورقة يوضح عداءه للمهاجرين للدول الأوربية ووصفهم بالغزاة، وأوضح أن جريمته هى انتقام لآلاف الأرواح التى فقدت بسبب الإرهاب (يقصد جرائم داعش والقاعدة فى أوربا ) وكأن إرهابه غير إرهابهم وأن ما فعله سيكون حلاً شافيا مسكن للألم ومهدئ للمتطرفين!
ولا يجب أن نقع فى ذات الفخ ونصف السفاح بالمسيحى ونصف توجهه بالإرهاب الغربى الصليبى ونردد نفس العبارات التى رفضناها سابقاً بإلصاق الإرهاب بأى دين أو عرق، فالتعميم لغة الجهلاء، قدم الإسلام فى الماضى للغرب حضارة عظيمة وحديثا يصدر لنا الغرب العلم والتكنولوجيا فأغلب المخترعين أوربيين نتذكرهم ونلمس ما قدموه للإنسانية من أجهزة طبية ودواء والهاتف والكمبيوتر والسيارة والطائرة فليسوا جميعا هذا (السفاح ) علينا أن نستمر كبشر فى التعايش وتقبل الأخر مهما حدث للخروج من هذه الدائرة المغلقة من الكراهية، وأن يكون التسامح شعاراً وتظل الكنائس والمساجد تشع نوراً يهزم عُشاق الظلام.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة